وزارة الصحة تؤكّد انه غير خطير على الانسان: نقابة الائمة تطالب بإصدار فتوى لمقاطعة الأضاحي بسبب الطاعون و«الفقر»...

لا يشكك اثنان في انعدام ثقة المستهلك التونسي في سلامة ما يستهلكه مهما كانت طبيعة المنتوج فبعد هزة اللوالب الطبية المنتهية الصلوحية وكميات اللحوم غير الصالحة للاستهلاك التي تُضبط في مسالك التوزيع بصفة متواترة ثمّ انتشار خبر اصابة الخرفان بمرض الطاعون في وقت يستعد فيه المواطن التونسي لاقتناء الاضحية.

مرض الطاعون الذي اصاب عددا من المستغلات الفلاحية والخرفان كان احد الاسباب التي جعلت نقابة الائمة تطالب مفتي الجمهورية عثمان بطيخ باصدار فتوى لمقاطعة الاضاحي خلال هذه السنة وفق ما اكده الكاتب العام للنقابة الفاضل عاشور لـ«المغرب» ولكن مفتي الجمهورية وباعتبار ان المسالة شديدة الحساسية وامكانية اثارتها جدلا راى انه وفي حال انتشار هذا المرض فعلا يُمكن الاتجاه الى استيراد الاضاحي.

ولكن ممثلي نقابة الايمة اعتبروا ان الوضعية المالية الحالية للدولة لا تسمح لها بتخصيص مبالغ كبيرة من العملة الصعبة لاستيراد الاضاحي وهنا اقترح بطيخ امكانية استهلاك الاضاحي المحلية مع تخصيص بيطري في كل نقطة بيع يسلم شهادة بسلامة الاضحية في كل عملية شراء للتثبت من «الشرعية الصحية للاضحية»، بطيخ قال انه يجب تجنب اصدار فتوى المقاطعة لعدم المس من مشاعر الشعب الدينية فيما النقابة ترى ان تجنب المس من المشاعر الدينية لا يكون على حساب الدولة او الدين.

تدهور المقدرة الشرائية
ولكن بقيت نقطة طرحتها نقابة الائمة ولم يتفاعل معها مفتي الجمهورية وتتمثل في تدهور المقدرة الشرائية للمستهلك التونسي مع تكلفة الأضحية وشروطها التّي تتنافى مع الشرع والدين
فوفق بن عاشور «التونسي الذي لا يملك قوت عامه وهو مقدر ب5000 الاف دينار يُعتبر شرعا فقيرا وتسقط عنه الاضحية وهو حال اغلب التونسيين الأُجراء» وهذا ما لم يتفاعل معه مفتي الجمهورية.

ليس خطيرا
اتحاد الفلاحة والصيد البحري اكد على لسان نائب رئيسه عادل المسعودي في تصريح لـ«المغرب» ان مرض الطاعون الذي اصاب الاضاحي ليس بالخطر والانتشار الذي يُروّج له وبحجم الجدل المُثار حوله بل وذهب الى حد القول بان المروّجين له يسعون الى ضرب الفلاحين وتخفيض الاسعار والتوجه نحو استيراد الاضاحي في وقت يتجاوز فيه العرض الطلب اذ يوجد حاليا مليون و100 الف اضحية فيما تُقدر حاجة التونسيين بـ900 الف اضحية.

حالات الاصابة والنفوق
ما ذهب اليه نائب رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري من تضخيم اصابة الاضاحي بمرض الطاعون اكده الهاني الحاج عمّار رئيس مصلحة الامراض الحيوانية والامراض المشتركة بالادارة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة لـ«المغرب» اذ بلغت وفقه الاصابات بمرض الطاعون الى حد الساعة 95 حالة مرضية و66 حالة نفوق.
واقتصرت هذه الحالات وفق الحاج عمّار على 4 مستغلات فلاحية في كامل تراب الجمهورية وهي بنزرت ومستغلتين في ولاية اريانة ومُستغلة في منوبة واثبتت التحقيقات التي اجرتها مصلحة الامراض الحيوانية ان محيط تلك المستغلات نقي من المرض، في حين يبلغ معدل الاصابات بطاعون المجترات الصغرى السنوية في تونس بين 10 و15 بؤرة اومستغلة فلاحية.

ويوضح رئيس مصلحة الامراض الحيوانية والامراض المشتركة ان طاعون المجترات الصغرى كـ«الخرفان والماعز» هو مرض فيروسي متواجد منذ 2009 في تونس وقبله بسنة في المغرب 2008 وليس له أي علاقة بالانسان وحتى استهلاكه لا يشكل خطرا لكن لفظ طاعون الذي يُحيل على المرض البكتيري الذي يصيب الإنسان هو سبب الخلط والجدل الذي اثاره طاعون المجترات الصغرى في تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115