الحبيب الصيد وخطابه المرتجل الذي تحدث فيه عن الفساد وخلافه مع نداء تونس بسبب المحاصصة الحزبية التي تشبث بها وذكره لمطالبته بتحويل قفصة الى منطقة عسكرية وغيرها لم تكن كافية او تستجيب لانتظارات طرفين من الاطراف المشاركة في حوار قرطاج وهما الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الفلاحة والصيد البحري كما ان مداخلات النواب خاصة من الائتلاف الحكومي كانت في اطار المناورات السياسية والتغطية على الفشل.
«لم يكن صريحا»
فاتحاد الشغل وعلى لسان ناطقه الرسمي سامي الطاهري أعتبر في تصريح لـ«المغرب» ان توجه الصيد للبرلمان تمشّ سليم وسابقة في التاريخ وبداية التوجه الديمقراطي الا ان الطاهري راى ان خطاب رئيس الحكومة وان تضمن جوانب ايجابية الا انه سياسيا ضعيف حيث لم يذهب في التشخيص الى المكاشفة ولا في تحميل المسؤوليات الى الصراحة والوضوح والدقة وخاصة في ما يتعلق بالفساد ومراكز النفوذ وحتى قضية عسكرة الحوض المنجمي فقد كانت معلومة من التونسيين.
فالصيد من وجهة نظر الناطق الرسمي لاتحاد الشغل كان رحيما في خطابه مع المتسببين في الوضع المتردي ولم يكشف عنهم كما ان اعتماده الارتجال كان خطأ فحجم المحطة يتطلب خطابا مدروسا ونقاطا واضحة تصدر عن رجل خبر الدولة طيلة سنة ونصف ويعلم مواطن الخلل فيها والمتسببين في الازمة وخاصة استشراء الفساد لكن كشفه عن سبب مشاكله مع النداء والمتمثل في المحاصصة الحزبية استحسنه الناطق الرسمي للاتحاد اذ سيدفع الى تجنب هذا المنطق خلال ما تبقى من مشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
يجب تجاوز مجرد التلميحات
عادل المسعودي نائب رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري ذهب في ذات اتجاه الطاهري اذ اكد في تصريح لـ»المغرب» ان المرحلة الحالية لا يمكن تجاوزها بالتلميحات التي اعتمدها الصيد في خطابه اذ انتظر منه الجميع خطابا مغايرا يتضمن مصارحة للشعب بخصوص ملفات الفساد والاصلاحات الضرورية وبصفة عامة لم ترتق الجلسة العامة سواء بخطاب الصيد ومداخلات....