منذ انطلاق مبادرة رئيس الجمهورية الداعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية حدد ملامح أولوياتها في حواره الذي بثته القناة الوطنية الأولى، انكبت الأحزاب على نفسها لتحدد موقفها من المبادرة وتصورها للحكومة وأولوياتها. ووضع «شروط» وجب تحقيقها لها لتنضم للحكومة.
وما يوحد أحزاب الائتلاف الحاكم بشأن مبادرة حكومة الوحدة الوطنية، ليس دعمها الذي اتضحت معالمه بعد أسبوع من طرحها، وإنما رؤيتها لطبيعة الحكومة المنتظرة فهي تشترك في ضرورة ان تكون الحكومة «سياسية» أي ان جلّها من السياسيين المنتسبين لأحزاب الائتلاف الحاكم او من الأحزاب الداعمة للمبادرة ان وجدت.
حتمية ان تكون الحكومة سياسية له ما يبرر لدى الاحزاب الاربعة، فحركة النهضة ونداء تونس- وان اختلفتا في جزئيات التصور- تعتبران ان حكومة الوحدة الوطنية يجب ان تحظى بدعم سياسي واسع وهو ما يعني ضرورة ان تكون حكومة احزاب وسياسيين وان «وجدت كفاءات عالية يمكن ان يقع إلحاقها بالحكومة» وفق تصريح عبد الحميد الجلاصي القيادي بحركة النهضة.
الجلاصي بين الخلاف بين تصور حركته وحركة نداء تونس لمفهوم حكومة سياسية.
شرط ان تكون الحكومة القادمة متكونة من «سياسيين» والتقاء تبريرات الاحزاب لهذا التصور، لا يمتد ليشمل تصورها لهوية رئيس الحكومة، فالاحزاب الاربعة تعتبر ان الوقت سابق للحديث عن الاسماء المرشحة ولكن حركتي النهضة والنداء يمتلكان تصورا لخصائص رئيس الحكومة القادمة.
فهما على شروط «الكفاءات وان يكون شخصية توافقية». اذ يعتبر ....