وسط وزيري دفاعه وداخليته: الحبيب الصيد وصورة قائد الحرب ضدّ الدواعش...

خلال الندوة الصحفيّة التي عقدها رئيس الحكومة الحبيب الصيد في دار الضيافة بقرطاج عقب مجلس وزاري بخصوص عملية بن قردان لم يأت الصيد بجديد من حيث المعلومات المُعلنة ولكن الجديد من حيث الشكل او بالأحرى طريقة تواصله والمصطلحات والألفاظ التي اعتمدها

فالصيد صباح امس حاول ان يكون في مظهر قائد حرب ضدّ الدواعش.
توسّط رئيس الحكومة الحبيب الصيد وزيري دفاعه وداخليّته في مشهد يحيل على مجلس حرب للإعلان عن حصيلة العملية العسكرية والأمنية في بن قردان والتي كانت الى حدود إعلان الصيد 36 قتيلا في صفوف الإرهابيّين فيما وقع «أسر» 7 آخرين. فالصيّد لم يستعمل لفظ «إلقاء القبض» ولم يكن مجرّد سهو منه فكلما تحدّث عن الـ7 الذين وقع القبض عليهم أحياء من المجموعات الإرهابية إستعمل لفظا اقرب الى المعجم الحربي منه الى لفظ يستعمله الرجل الاول في إدارة الدولة ويقول وقع «أسر 7 إرهابيين».
فالصيد الذي شغل منصب وزير داخلية خلال تولي الباجي قائد السبسي الوزارة الاولى - ومن ورائه خبراء الإتصال في رئاسة الحكومة- غيّر في الرّوح الإتصالية التي اعتمدها في السابق بعد كلّ عملية إرهابية واصبح يعتبر جديّا ان الدولة في حرب ومستعدّة لدفع تكاليفها ويمكن ان يكون خطابه موجها في جانب منه الى الإرهابيين ذاتهم للحطّ من معنوياتهم باعتماد لفظ عادة ما يستعملونه.

والأقرب ان أهم مكسب وفق تقديرات رئيس الحكومة في العملية الأمنية والعسكرية او «المعركة» هو «أسر» 7 إرهابيّين أحياء فقد أكّد انه وقع استيقاء معلومات مهمة منهم من بينها الكشف عن 3 مخازن للأسلحة إضافة إلى حجز شاحنة في منطقة العملية الامنية والعسكرية محملة بالسلاح المتطور كانت على ملك الإرهابييّن وعديد المعلومات الاخرى لا يمكن الكشف عنها، ليلخّص الصّيد الهجوم الإرهابي على بن قردان وردّ فعل القوات الحاملة للسّلاح ونتائج العمليّة برمّتها بـ«ربحنا المعركة ومازالت الحرب».

خسائر الحرب
وكما لكلّ حرب ضريبة وخسائر وفق تعبير رئيس الحكومة فإنه من العادي ان يتسبب هجوم إرهابي ضخم وغير مسبوق ويهدف الى إعلان إمارة في بن قردان في خسائر بشريّة بلغت 12 شهيدا يتوزعون بين شهيد من الجيش الوطني وشهيد من الديوانة و10 شهداء من قوات الأمن الداخلي ينقسمون بدورهم الى 3 من الشرطة و7 من الحرس الوطني إضافة إلى تسجيل 14 جريحا في صفوف قوات الجيش والأمن الوطنيين، 7 من الأمن الوطني و7 من الجيش الوطني كما أسفر الهجوم الإرهابي عن سقوط 7 شهداء من المدنيين وجرح 3 آخرين.
ولكن رغم هذه الخسائر البشريّة سواء من القوات الحاملة للسلاح او المدنيّين العزّل فإن العملية برمّتها إعتبرها رئيس الحكومة إيجابيّة خاصّة على مستوى الردّ السريع والناجع للقوات الحاملة للسّلاح سواء من الجيش الوطني او الشرطة او الحرس «الذي جعل تونس تكسب معركة بن قردان والتي كانت درسا قاسيا جدّا للإرهابيين وسيكون لها انعكاس سيء جدّا على الحالمين بإنشاء إمارة داعشيّة ببن قردان».

فالصيد الذي خبره الجميع سواء خلال حوارات تلفزية او ندوات او جلسات عامة في مجلس نواب الشعب لم يسبق له ان تكلم بمثل تلك الثقة او على الأقلّ حاول ان يوحي بها ويستعمل ألفاظا لم نعهدها منه فحين اراد التنويه بجهود المواطنين في بن قردان ومساندتهم للقوات الحاملة للسلاح قال «الجبناء -أي الدواعش- لا يعرفون مدى كفاح التونسيين ونضالاتهم في الدفاع عن وطنهم على مر التّاريخ، لا يعلمون قيمة ما بذلوه من جهود لنيل استقلال تونس لتركيز نظامها ومؤسساتها التي بنوها بإرادتهم، هؤلاء الذين بعزيمتهم تمكنوا من صون بلادهم ودافعوا عن نظامها وخياراتها التي رسمها شعبها».

أغلب الإرهابيين تونسيّون
أما عدد الإرهابيّين الذين نفذوا الهجوم على الثكنة العسكرية ومركز الشرطة والحرس الوطنيين في مدينة بن قردان فإنه وفق رئيس الحكومة يُرجّح ان يكون في حدود 50 إرهابيّا أغلبهم من حاملي الجنسيّة التونسيّة رغم انه والى حدود الندوة الصحفيّة صباح أمس لم تتمكن التحقيقات والأبحاث سوى من الكشف عن هوية 4 إرهابيّين من جملة الـ36 الذين وقع القضاء عليهم ويحملون الجنسيّة التونسيّة.

ندوة صحفيّة رغم انها لم تحمل جديدا إخباريا بدرجة اولى ولكنها حملت في طياتها تطوّرا إتصاليّا لرئيس الحكومة حاول من خلاله الترويج لصورة قائد الحرب ضد الدواعش ورفع معنويات القوات الحاملة للسلاح والتونسيين والخروج من المنطق الإنهزامي رغم انه اخطأ وناقض نفسه حين قال ان إنطلاق العملية من جامع بن قردان ومن ثمّ تراجع خلال ذات الندوة بعد سؤال مفاده ان وزارة الشؤون الدينية نفت المعلومة التّي أعلنها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115