عقد ليلة الجمعة جزء مهم من أحزاب المعارضة إجتماعها الثاني لمواصلة تداول مبادرة رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة وحدة وطنية وأفرز هذا الاجتماع تشكيل لجنتين وضبط تركيبتهما ووضع خطط عملهما وتاريخ مبدئي لانتهائهما من المهام الموكولة إليها، واللجنتين هما لجنة الإتصال ولجنة الخبراء.
فاللجنة الأولى وقد وقعت تسميتها بلجنة اتصال تمثلت مهمتها في الاتصال بالمنظمات الوطنية والحقوقية الكبرى وعلى رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل وإتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين وإتحاد الفلاحة والصيد البحري وغيرها من المنظمات الوطنية، لمحاولة توحيد المواقف والرؤى معها واقناعها بضرورة اتفاق وطني حول الاولويات.
فلجنة الإتصال التي تضم القيادات العليا للأحزاب المجتمعة كالناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي والامين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي والناطق الرسمي للحزب الجمهوري عصام الشابي، ستسعى من خلال عقد لقاءات مع المنظمات الوطنية الى إقناعها برؤيتها او محاولة تقريب وجهة نظرها بخصوص مبادرة حكومة الوحدة الوطنية وبرنامجها والأولويات التي يجب معالجتها، ومن المنتظر ان تنطلق بعقد لقاء مع الإتحاد العام التونسي للشغل بإعتبار انه صاغ وثيقة ضمنها الأولويات التي يجب طرحها من وجهة نظره وهي لا تبتعد عما تطرحه المعارضة، وفق تاكيد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي.
الأولويات والبرامج المستعجلة
ما تطرحه هذه الأحزاب المعارضة، وهي الجبهة الشعبية والحزب الجمهوري وحركة الشعب وحزب المسار وأحزاب الميثاق (إئتلاف يتكون من حزب العمل الوطني الديمقراطي والحزب الإشتراكي وحزب الغد وحزب الطريق وحزب الثوابت)، من اولويات وبرامج مستعجلة فالإتفاق عليها وبلورتها هي مهمة اللجنة الثانية المسماة بلجنة الخبراء التي وقع تركيزها وضبط تركيبتها في الإجتماع الثاني بعد طرح فكرة تشكيلها خلال اجتماع يوم الإربعاء 8 جوان بمقر الحزب الجمهوري.
فهذه اللجنة التي ستنطلق اجتماعاتها في بداية الأسبوع المقبل وتتركب من خبراء عن أحزاب المعارضة ستسعى الى إيجاد المشترك بينها وفي رؤيتها لمختلف القضايا والمسائل كالتشغيل والإرهاب ومكافحة الفساد وغيرها من الاولويات الوطنية وقد استبعد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في تصريح لـ»المغرب» ان يقع خلاف بين الأحزاب بخصوص الأولويات الوطنية المزمع الإنتهاء من بلورتها قبل 20 جوان مبدئيا نظرا لمرحلة النضج الذي بلغته أحزاب المعارضة والمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها.
اما بخصوص لقاء حزبين من بين هذه الأحزاب، وهما حزبا المسار وحزب حركة الشعب، مع رئيس الجمهورية فقد أكد المغزاوي انه وقع طرح وجهة نظر وموقف المعارضة الذي تم الإتفاق عليه والمتمثل في ضرورة إقامة حوار للخروج ببرنامج واولويات وطنية قبل مناقشة تركيبة حكومة الوحدة وهو ما لم يرفضه قائد السبسي ولكنه في المقابل اعتبر ان عامل الوقت مهم ويجب تشكيل حكومة الوحدة في أسرع وقت. وسيكون الخميس المقبل تاريخ الإجتماع الثالث لأحزاب المعارضة ومن المفترض ان تكون حينها بقية الاحزاب المشاركة في هذا العمل المشترك بخصوص مبادرة حكومة الوحدة الوطنية قد قابلت رئيس الجمهورية وتقدمت لجنتا الإتصال والخبراء في إنجاز المهام الموكولة إليهما.