قال الناصر الهرابي المدير التنفيذي لـ«مرصد شاهد» لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية ان المسار الانتخابي بدأ بالإطار القانوني من خلال المرسوم عدد 55 المنقح للقانون الانتخابي والذي اعتمد على نظام الاقتراع على الافراد وكان غير تشاركي و دون اي ضمانات لمشاركة المرأة والشباب وأصحاب ذوي الاحتياجات الخصوصية، هذا الى جانب تقسيم الدوائر الانتخابية دون تفسير المعايير التى تم الاعتماد عليها ..
كما منع المرسوم التمويل العمومي للحملة الانتخابية مما يحرم الاشخاص الذين ليست لهم امكانيات مادية من حقهم في الترشح والمشاركة في الشأن العام ويفتح الباب امام بعض الاحزاب او الاشخاص النافذين لدعم ودفع البعض للترشح وهو ما يضرب مبدأ المساواة بين الجميع.
وعلى حد قول الهرابي كانت شروط الترشحات مجحفة وخاصة فيما يتعلق بـ400 تزكية وهو ما نتج عنه ترشح 112 امراة فقط وترشح وحيد لذوى الاعاقة وبالتالي تم اقصاء هذه الفئات من خلال القانون الانتخابي، واعتبر نفس المتحدث ان 1055 ترشحا عدد قليل ولا يقارن بالترشحات في الاستحقاقات السابقة ، التى كانت تتقدم فيها للسباق الانتخابي قرابة 1500 قائمة .
كما ان الحملة الانتخابية منع عنها التمويل العمومي، والملاحظ من خلال الايام الاولى غياب المنافسة والحركية التى كانت تتميزبها سابقا بسبب الاحزاب والائتلافات من خلال تنظيم الانشطة والتظاهرات .. اليوم لم نلاحظ حملات في الشارع، مذكرا على سبيل المثال ان 10 مترشحين في غنى عن الحملة الانتخابية باعتبار فوزهم المؤكد، ودون ان ننسى مقاطعة جسم انتخابي هام لكامل المسار وهو الاحزاب .
منذ 2011 كان المواطن مشاركا في الحياة السياسية اما كناخب او كمترشح، لكن المسار اليوم في اتجاه واحد وهو المضى الى 17 ديسمبر، وذلك لن يخلق حياة سياسية سليمة، الى جانب الجدل الذي يدور حول هيئة الانتخابات، وحول مسار 25 جويلية .
الانتخابات وفق نفس المدير التنفيذي لمرصد شاهد ليست اعلانا عن نتائج وعن ارقام ، بل هي مناخات وسياقيات يتم التهيئة لها بطريقة تشاركية من قبل الجميع، هذه العوامل غير متوفرة في هذه الانتخابات، مما يولد الاحساس لدى المواطن بانه غير معنى بها، معتبرا ان الانتخابات عرجاء بداية من النص القانوني، وعبر الهرابي عن تخوفه من نتائج الانتخابات وتركيبة المجلس المقبل الذكورى بالأساس وغياب الشباب فيه وعدم التجانس بين نوابه .
ويرى ان الحملة الانتخابية التى انطلقت منذ 25 نوفمبر الجاري في الداخل، باهتة وأنها لن تكون مثل الانتخابات السابقة التى كانت تعمل على دفع الناخب للمشاركة ، ولن تكون جدية بالنظر الى عدة عوامل حتى وان ارتفع نسقها في الايام الاخيرة وذلك نتيجة حتمية للاقتراع على الافراد وغياب الاحزاب، كما ان الحملة الانتخابية من الناحية الاعلامية تفتقد للمساواة وغير عادلة بالنظر الى الخيارات التى التجأت اليها هيئة الانتخابات.
وحمل الهرابي المسؤولية لهيئة الانتخابات المترددة والتى تعمدت تاويل النصوص من خلال منع وضع شعار الحزب على سبيل المثال وتعمد افتعال اشكال مع هيئة الاتصال السمعي والبصري، والحديث عن اجراء مستحيل في غير محله الهيئة عزلت نفسها وهذا لا يخدم اللمسار ، لانها في حاجة الى التفاعل مع مكونات المجتمع المدنى ومختلف الهياكل الاخرى.