مترشحا وتمكين عدد منهم من النفاذ الى بعض البرامج والنشرات الاخبارية لتقديم برامجهم الانتخابية لكنها بهذا «الاجتهاد» ضربت حق النفاذ الى وسائل الاعلام للجميع بالتساوى وبالعدل وفق ما ينص عليه القانون والقرار الذي اصدرته «الايزي» حول التغطية الاعلامية.
حاولت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تبرير ضرب قواعد اللعبة الانتخابية التى وضعها قيس سعيد رئيس الجمهورية «الأحزاب» بكل الطرق، لكنها وقعت في فخ هذه التبريرات وتناقض مواقفها بين الحين والآخر ، اليوم سنتطرق الى التغطية الاعلامية للحملة الانتخابية حيث ظهر بالكاشف انه من غير الممكن تمكين 1055 مترشحا من النفاذ الى وسائل الاعلام وفق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة وحسب ما ينص عليه القانون .
وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر في تصريح اعلامي «ان الامر غير مستحيل كما يدعى البعض« لكنه يقر من جهة اخرى بانه من غير الممكن تمكين هذا العدد الكبير من المترشحين من تغطية اعلامية متساوية لذلك تم الاعتماد على «القرعة» .
في هذا الاطار يجب تذكير الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان الفصل 2 ، من قرارها المتعلق بضبط القواعد والشروط التى يتعين على وسائل الاعلام التقيّد بها خلال الحملة الانتخابية ينص: «على المساواة في التغطية: وهي قاعدة يتم على اساسها تخصيص نفس المدة الزمنية على مستوى البث او التعبير لتغطية لتغطية الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية ونفاذ المترشحين لوسائل الاعلام السمعي والبصري». اذن خالفت هيئة الانتخابات قرارها الذي اصدرته وخالفت مبدأ المساواة بين المترشحين.
كيف يمكن اعتبار إجراء قرعة بين 1055 مترشحا مساواة بينهم ؟
وفق تصريحات ممثلين عن «الايزي» فان المجال لا يسع لتمرير كل المترشحين لذلك ارتأت الهيئة الاعتماد على «القرعة» وترتيبهم وفق هذه القرعة للظهور عبر حصص مباشرة وتغطية انشطة مختلف الذين تم سحب اسمائهم.
حسب الطريقة الجديدة التى اختارتها هيئة الانتخابات فانه الى جانب حصص التعبير المباشر لـ1055 مترشحا، سيتم تمكين 14 مترشحا يوميا في حصص النشرات الاخبارية وفي برنامج «تونس اليوم» عبر الوطنية الاولى بمعدل مترشحين في كل نشرة تقريبا.
وقد تم اجراء «القرعة» لاختيار مترشحين عن كل دائرة انتخابية ، واذا كان مترشحا فقط في الدائرة كما هو الحال في 10 دوائر انتخابية فان له الحق في المرور بمفرده ، والهدف من ذلك وفق الهيئة اعطاء اكثر فرص للمترشحين من اجل التعبير عن برامجهم ، كما ترى الهيئة ان هذا الخيار «هو الحل» الوحيد الذى توصلت اليه.
هيئة الانتخابات دعمت حضور البعض على حساب البعض الاخر من ناحية الحضور ومن ناحية وقت البث لذلك هل توجد مساواة بين مترشح تمكن من النفاذ الى وسيلة اعلام عمومية مرتين من خلال حصص التعبير المباشر وفي وقت نشرة الاخبار الرئيسية على سبيل المثال وهي من بين اكثر البرامج مشاهدة لدى التونسيين وبين مترشح مر مرور الكرام من خلال حصة واحدة مسترسلة لا تشد انتباه المتفرج.
«الإيزى» تقرّ باستحالة التغطية الإعلامية للجميع: أين مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين المترشحين في اعتماد «القرعة» ؟
- بقلم كريمة الماجري
- 10:07 26/11/2022
- 755 عدد المشاهدات
الحل الذي وجدته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لجعل مهمة التغطية الاعلامية للحملة الانتخابية التشريعية غير مستحيلة هو اجراء قرعة بين 1055