قراران حول قواعد التغطية الإعلامية: أيهما سيعتمد في وسائل الإعلام ؟

كان جليا منذ مدة تعمد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اقصاء الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصرى من المشهد والاستحواذ على مهامها كذلك التاخير الحاصل

في إصدار القرار المشترك بين الهيتين حول قواعد واجراءات التغطية الاعلامية للحملة الانتخابية كما جرت العادة سابقا في مختلف المحطات الانتخابية السابقة ويعتبر افتعال الازمات اكبر دليل على ذلك ويتجلى ذلك في وجود قرارين حول ضوابط التغطية الاعلامية فأي منها سيتم اعتماده ؟ في وقت يتمسك فيه كل طرف بانه صاحب «الولاية» وفق القانون .
في الوقت الذي كان ينتظر فيه انطلاق المشاورات بين كل من هيئة الانتخابات حول المقترحات الممكنة للتغطية الاعلامية للحملة الانتخابية امام العدد الكبير للمترشحين واختلاف طريقة الاقتراع وامضاء القرار المشترك أصدرت «الهايكا» قرارها التوجيهي دون استشارة «الايزي» متوجهة الى وسائل الاعلام السمعية البصرية بضرورة الالتزام بالنزاهة والمساواة في التغطية وكان اثر انطلاق هيئة الانتخابات في تسجيل حصص التعبير المباشر للمترشحين دون العودة الى «الهايكا» فضلا عن تصريحات اعضاء من هيئة الانتخابات ويعود الاشكال الى عدم تفاعل «الهايكا» والتلميح الى وجود اشكال داخل مجلسها الى جانب التوجه بمراسلة اليها بعد انطلاق حصص التسجيل .
كرد على هذا القرار التوجيهي لـ«الهياكا» حول التغطية الإعلامية للحملة التشريعية، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنها صادقت خلال مجلسها المنعقد الجمعة، استنادا على تنقيح القرار عدد 8 المؤرّخ في 20 فيفري 2018، والذي شمل التنقيح 18 فصلا، حيث تم التأكيد في الفصل الأول منه (جديد) على أن تتولى هيئة الانتخابات إدارة الانتخابات والاستفتاء وتنظيمها والإشراف عليها في جميع مراحلها، وعلى ولاية هيئة الانتخابات الكاملة على الشأن الانتخابي دون سواها… وألغى كل ما له علاقة بإخضاع الحملة الانتخابية للقرار المشترك بين هيئة الانتخابات وهيئة الاتصال السمعي والبصري، اذن «الايزى» كانت تبحث عن الأعذار في كل مرة عند التساؤل حول القرار المشترك وتاخر امضائه في حين انها كانت لديها نية التخلي كليا عن «الهايكا» منذ البداية.
كما تضمن القرار إضافة مطتين جديدتين للفصل الثاني المخصص لشرح المصطلحات، تعلقتا بمصطلحي «المساواة في التغطية» و«التناسب على المستوى الجهوي»، في حين أكد الفصل 13 بالخصوص على أن هيئة الانتخابات تتولى مراقبة الحملات الانتخابية وحملة الاستفتاء بوسائل الإعلام والاتصال السمعي والبصري وتحدث خلية للغرض.
ونص الفصل 18 في مطته الثالثة، على أن «تتولى وحدة رصد الحملات الانتخابية أو حملة الاستفتاء في وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة والالكترونية التابعة للهيئة، إحالة تقارير يومية على مجلس الهيئة، ولا يعتد بغير التقارير الصادرة عن تلك الوحدة، خاصة قبل الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات والاستفتاء» باعتبار ان الهايكا كانت هي الطرف المراقب للوسائل السمعية والبصرية وتحيل تقاريرها للايزى ويمكن التذكير بأن الفصل 67 من القانون الانتخابي، ينص على أن «تتولى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، بالتشاور مع الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، ضبط القواعد والشروط العامة التي يتعيّن على وسائل الإعلام التقيّد بها خلال الحملة الانتخابية…». كما حذرت هيئة الانتخابات في الفصل 18 مكرر، كل مخالف لمقتضيات هذا القرار، من العقوبات وفق التشريع الجاري به العمل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115