بعد المسيرة المطالبة بتنحيته من منصبه: الطبوبي يدخل على خطّ الخلاف بين والي صفاقس والاتحاد الجهوي للشغل بالجهة

أصبح من الواضح ان التوتر وإنعدام الثقة يصبغان العلاقة بين والي صفاقس والاتحاد العام التونسي للشغل من رأس مركزيته النقابية

إلى ممثلي المنظمة بجهة صفاقس من مكتب تنفيذي جهوي وفروع القطاعات بصفاقس والتي دخلت في أسبوع غضب سيتواصل بتنفيذ تحركات احتجاجية مختلفة، لكنّها تصبّ في مطلب وحيد وواضح ترفعه المنظمة ويتمثّل في إقالته بعد ما تأكد من «فشل ذريع في إدارة الأشكاليات والملفات الحارقة بالجهة بداية من أزمة النفايات وصولا الى إشكالية عمال النقل الخاصّ».
بعد المسيرة التي نظمها الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس أول امس الاثنين إحتجاجا على ما أكده كاتبه العام يوسف العوادني من «فشل والي صفاقس في إدارة الملفات الحارقة وحلّ الإشكاليات التي تعيشها الجهة منذ أشهر مما أدى الى تراكمها ومزيد تعقيدها»، دخل الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على خطّ توجيه سهام الانتقادات لممثّل السلطة المركزية في ولاية صفاقس فاخر الفخفاخ.
وقد قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، في كلمة ألقاها خلال إشرافه على افتتاح المؤتمر الجهوي بسليانة، أن والي صفاقس «لا يفهم في السياسة ولا في طريقة العمل التي يجب إتباعها لإخراج الجهة من خندق الإشكاليات التي تتراكم يوما بعد يوم»، وذهب الطبوبي إلى التأكيد الى ان والي صفاقس وضع الاتحاد نصب عينه فور توليه المنصب أو «جاء متحزّما للاتحاد» كما قال الطبوبي.
لم تقتصر اتهامات امين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي عند ذلك، بل أكد ان والي صفاقس فاخر الفخفاخ «ممنوع من الشيكات»، حيث قال «هذا والي صفاقس الذي جاء متحزما للاتحاد..اذهبوا للبنك المركزي وإطلعوا على ملفّه وستجدون انه ممنوع من الشيكات بسبب تحيّله على العديدين..واليوم يتكلم عن الاتحاد ويزايد هذا الصباح على الاتحاد وعلى حشاد وعلى دار حشاد (...)».
وإنطلق الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس منذ أول أمس الاثنين في تنفيذ سلسلة من التحركات الاحتجاجية سيقرّ بقية تفاصيلها خلال الايام المقبلة لتكون بمثابة ما أسماه الكاتب العام للاتحاد الجهوي «اسبوع غضب» على خلفية ما يعتبره اتحاد الشغل بصفاقس وعدد من الفروع القطاعية بالجهة على رأسها قطاع النقل «ممارسات والي الجهة المعادية للاتحاد وللعمل النقابي وتخليه عن حل الملفات الحارقة بالجهة» وهو ما جعل المطلب الذي أصبح يرفعه الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، ويبدو انه مدعوم من المركزية النقابية، يتمثّل في تنحية والي صفاقس فاخر الفخفاخ بعد فشله في حلّ الاشكاليات التي تعيشها الجهة ولتتعمّق وتتعقّد أكثر بمرور الوقت، كما يقول يوسف العوادني، الذي ذكر بعضا من الملفات الحارقة بالجهة والتي لم يقع حلّها رغم مقترحات فروع المنظمات الوطنية والجمعيات وعلى رأسها أزمة النفايات التي تعيشها صفاقس منذ أشهر.
بالاضافة الى الأزمة البيئية والوعود «الزائفة» بحلّها، كما تحدث الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، ذكر العوادني إشكال جديد شمل قطاع النقل الخاص بعد إيقاف عدد من سواق التكسي الفردي خلال وقفة إحتجاجية نفذوها الاسبوع الماضي، وهو ما جعل الدعوة لمسيرة أول امس الاثنين التي أقرها كذلك الفرع الجامعي للنقل وشارك فيها عدد من القطاعات الاخرى وكان أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في مقدمتها.
الوالي: لن أركع لهؤلاء
والي صفاقس فاخر الفخفاخ أوضح أمس الثلاثاء انه لا يوجد اي اشكال بينه وبين الاتحاد الجهوي للشغل بالجهة أو غيره من فروع المنظمات الوطنية أو الجمعيات، حيث نقلت شمس اف ام عنه تأكيده ان «كل ما في الامر انه اخذ بزمام الامور». لكن، وفق والي صفاقس فاخر الفخفاخ، فالاتحاد العام التونسي للشغل «لا يعترف به كوال»، وأضاف أنه لتفادي أي إشكاليات مجانية يُمكن ان تحصل فقد طلب من الكاتب العام الجهوي للشغل في صفاقس يوسف العوادني تسجيل كل لقاءاتهم وجلسات العمل حتى لا يتم تحريف كلامه أو فهمه بطريقة غير تلك التي يقصدها أو غيرها من المشاكل التي تحصل عادة، لكن الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل رفض ذلك المقترح، وهو أمر لا ينفيه الاتحاد بل يعتبر ما يُسميه «محاولة الوالي تسجيل الاجتماعات أحد الاشكاليات التي عقّدت الوضع أكثر وجعلت العلاقة بين الطرفين إلى أسوأ أحوالها.
وأرجع والي صفاقس فاخر الفخفاخ المناخ الاجتماعي المتوتّر بالجهة والعلاقة المتوترة التي أصبحت تجمعه باتحاد الشغل إلى أن «طريقة عمله لا تعجب الاتحاد لانهم إعتادوا التدخل في كل الشؤون وفي طريقة التسيير أيضا، وخلص الفخفاخ إلى انه «لن يركع لهؤلاء»، وفق ما نقلته عنه شمس أف أم امس الثلاثاء.
هذا وقد دعا الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوسف العوادني وزير الداخلية الى «تنحية والي صفاقس عن منصبه في اقرب الآجال، باعتبار انه لم ينجح في ادارة الوضع بالجهة كما يجب، والتي تدهور وضعها على مختلف المستويات والمجالات أكثر في الاشهر التي تلت تعيينه في منصب والي، والذي سؤدي مواصلته في نفس المنصب الى مزيد تعكير صفو السلم والمناخ الاجتماعي بجهة صفاقس»، وفق تقديره.
وشهد مقرّ ولاية صفاقس كذلك، أول امس الاثنين تجمعا نظمه أعوان وموظفي الولاية صفاقس، على خلفية ما اعتبروه «تعنت والي صفاقس ومواصلته سياسة المماطلة والانفراد بالرأي وخاصة امام استهداف العمل النقابي ومنها فرض تجهيزات للتصوير وتسجيل الجلسات مع الطرف النقابي ضاربا كل التقاليد والاعراف المعمول بها قانونيا واخلاقيا»، وفقا لما ورد بالصفحة الرسمية ‎للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يومها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115