لها من الأهمية الكثير على أنها حدث عادي وإداري سينظر فيه مع الرئيس يوم الاثنين القادم في لقائهما الدوري.
انتظر الجميع ان يحمل حوار رئيس الحكومة الحبيب الصيد مع إذاعة «اكسبراس اف ام» نفسا سياسيا في تعليقه على مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي القائمة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الائتلاف الرباعي الحالي واتحاد الشغل ومنظمة الأعراف.
لكن الحوار كشف ان رئيس الحكومة الحبيب الصيد ظلّ وفيا لنفسه، بعيدا عن التعاطي مع الأوضاع العامة وان بلغت حدودا غير مسبوقة بمنظور سياسي، فهو ورغم ما لعدم إعلامه بمضمون المبادرة قبل عرضها من قبل الرئيس من دلالات وما تضمنته المبادرة وما عنته من نهاية زمن حكومته، تعامل مع الأحداث كأنها أمر عادي.
لاكثر من ساعة زمن الحوار، كان الحبيب الصيد حريصا على التعامل مع كل ما يتعلق بمبادرة حكومة الوحدة الوطنية بمنظور مختلف، فهو لم يعلم بها الا قبل بث الحوار بقليل من مصادر فضّل الحفاظ عليها دون ذكرها، وهي ليست رئاسة الجمهورية. وحينما علم بها لم يجد في المبادرة ما يستوجب ان يعلّق عليه، فالحوار الاذاعي مبرمج سلفا وتزامنه مع المبادرة مجرد صدفة، كشفت ان الحبيب الصيد له العشرات من الخصال الا خصلة وحدة وهي انه ليس سياسيا.
وبمنطق الامر العادي كان رد فعله على المبادرة التي تعني صراحة ان مغادرته لرئاسة الحكومة حسمت وإن قدمت بطريقة تحفظ له مكانته، فالمبادرة قامت على مبدإ الغاء حكومة الصيد برمتها تركيبة بل ومضمونا من خلال اعادة النظر في المخطط الخماسي وفي عدد من برامجها السياسية والاقتصادية، لكن هذا لم يدركه رئيس الحكومة الذي اعتبر ان الباجي قائد السبسي لم يتخل عنه.
رئيس الحكومة لم يجد في كل ما تضمنه حوار الباجي قائد السبسي ما يستدعى تقديم لقائه الدوري به، فهو أصر على انه لن يعلن تقييمه للمبادرة او بقائه من عدمه إلا بعد لقائه برئيس الجمهورية يوم الاثنين القادم في سياق اللقاءات الدورية التي تجمعهما. وهو لقاء سيناقش فيه الحبيب الصيد مع رئيس الجمهورية مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
هذه المبادرة التي اقتصر الصيد في تعليقه عليها بالقول ان القوى الحية سواء أحزاب أو منظمات تتفاعل.....