حزب العمال: أكثر من 60 عضوا يغادرون الحزب ويتجهون إلى تأسيس مشروع بديل

يواجه حزب العمال اليوم تحديا كبيرا في وقت تحاول فيه الاحزاب والتحالفات السياسية الاخرى لمّ شملها استعدادا لمحطات سياسية وانتخابية قادمة،

فقد غادر قرابة 64 عضوا نهائيا وتظل القائمة مفتوحة على عدد اخر من الاستقالات .
دفعت عدة إشكاليات عددا من مناضلي الحزب للمغادرة وكان بعضها منذ انتخابات 2019 عندما كانت الجبهة الشعبية تضم حوالي احد عشر حزبا من بينها حزب العمال والذي كان امينه العام حمه الهمامي الناطق الرسمي باسم هذه الجبهة وعند الاستعداد للانتخابات الاخيرة رفضت بعض مكونات هذه الجبهة ترشيح حمه الهمامي للمرة الثانية للانتخابات الرئيسية وطالبت بتغييرات في الجبهة الا ان حزب العمال تمسك بموقفه فانقسمت الجبهة واكدت الاحزاب التى غادرت الجبهة على انفراده بالراي ... اليوم وفي ظل استعداد مكونات المجتمع المدنى لمرحلة ما بعد 25 جويلية منها الانتخابات التشريعية في انتظار اتضاح الرؤية واصدار قانون انتخابي جديد يحدد طريقة الاقتراع وكيفية مشاركة الاحزاب ، يشهد الحزب فقدان عدد من اعضائه فقد اكد وائل نوار، العضو السابق في اللجنة المركزية لحزب العمال عن انتهاء تجربة 64 عضوا صلب الحزب ومغادرتهم له نهائيا مشيرا الى انها خطوة أولى للانفتاح على بقية الطاقات الوطنية من أجل التأسيس لمشروع سياسي جديد.

ووفق نفس المتحدث في تصريح نقلته وكالة تونس افريقيا للانباء ان قائمة المغادرين تضم قيادات مركزية وجهوية ومحلية وشبابية ونسائية، قائلا ان هذا القرارياتي بعد مسار كامل من الصراع ضدّ البيروقراطية الماسكة بقيادة الحزب وانحرافها بتوجهاته ومبادئه، منها الفشل في الحفاظ على هوية الحزب والسعي للتموقع والظهور الاعلامي، على حساب الدفاع عن افكاره وخياراته التي قام عليها، كذلك ماوصفه بتكتيكات الحزب في الانتخابات الفارطة وخاصة التمسك بترشيح حمه الهمامي للرئاسية مما ادى الى انقسام الجبهة الشعبية، فضلا عن المواقف الاخيرة بخصوص انقلاب 25 جويلية ، في تناقض تام مع مؤسسات الحزب الرسمية التي قررت عدم التعامل كليا مع المنظومة القائمة بمختلف اجنحتها(رئس الجمهورية قيس سعيد وحركة النهضة والحزب الدستوري الحر)، هذا بالإضافة الى مركزة القرار عند عدد صغير من القيادات التاريخية وغلق الباب امام كل رأي مخالف، مع تعمد هذه القيادات القيام بحملة طرد وتجميد للعدد من الاعضاء المختلفين معها في المواقف.

وفي بيان صادر عن المغادرين للحزب ورد ان من الاسباب العجز التام لدى قيادة الحزب عن إدارة الخلافات والانحراف بها عن محاورها الحقيقية بالتشويش عليها أو بتشويه الأطروحات المخالفة لها وترذيلها وإقصائها.. لتصل الأمور إلى عمليات تصفية ممنهجة عبر عدد من إجراءات الطرد وسحب العضوية والتجميد خارج سياق كل الأطر الإجرائية والتنظيمية معلنين عن الدخول في مسار تقييم وتفكير جماعي منفتح على كل نفس ثوري، في اتجاه تأسيس مشروع بديل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115