في الذكرى 66 لعيد الاستقلال 20 مارس: الحريات مهددة بالمنع والتضييق

في الوقت الذي يستعد فيه التونسيون للاحتفال بالذكرى 66 لعيد الاستقلال 20 مارس، تشهد الساحة الاعلامية والحقوقية احداثا تمس من بعض الحريات

والحقوق المكفولة بالدستور والتي تتعلق اساسا بحرية الصحافة والحق في التظاهر..
تسبب خبران تم تداولهما كثيرا مساء يوم الجمعة في حالة من الاحتقان والاستنكار لدى مكونات المجتمع المدني. وكان الاول قرار والي تونس منع التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة يوم الاحد، والثانى ايقاف مراسل اذاعة «موزييك أف أم» على خلفية نشره لخبر واحالته بالاعتماد على قانون مكافحة الارهاب...
في الوقت الذي يستعد فيه التونسيون بكل اطيافهم ومكوناتهم لإحياء ذكرى عيد الاستقلال أصدر والي تونس بلاغا يمنع بمقتضاه التظاهر بشارع الحبيب بورقيبة، كما تمّ في نفس اليوم الاحتفاظ بالصحفي خليفة القاسمي على خلفية رفضه الكشف عن مصادر الخبر المتعلق بخلية ارهابية بالقيروان، وقد تم الاحتفاظ به قصد إحالته على القضاء على معنى قانون مكافحة الإرهاب...

ليست هذه المرة الاولى التى يصدر فيها قرار بمنع التظاهر خاصة في شارع الحبيب بورقيبة فقد سبق ان استغلت الحكومة جائحة كورونا ومواجهة فيروس اوميكرون وتصدت للمتظاهرين المطالبين بمواصلة اعتبار يوم 14 جانفي يوم عيد للثورة بعد ان استبدله رئيس الجمهورية قيس سعيد بيوم 17 ديسمبر ومنعت التجمعات، واستباقا للتعبير عن رفض مكونات من المجتمع المدنى وخاصة احزاب من المعارضة لنتائج الاستشارة الاكترونية الوطنية وتوجهات قيس سعيد اعلن والي تونس عن منع التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة والاكتفاء بتنظيم تظاهرات ثقافية فيه..
وقد عبرت احزاب ومنظمات حقوقية عن تنديدها بقرار والي تونس محذرة من استغلال الوضع الاستثنائي للحد من الحريات العامة والفردية أو التراجع عن المكتسبات الحقوقية للشعب التونسي، ومصادرة شارع الحبيب بورقيبة الذي اكتسب رمزية تشهد على مقاومة الاستبداد ورمز للثورة ودعت للتمسك بحق التظاهر الذي اقتلعه الشعب التونسي بفضل ثورته وتوقه للحرية للتعبير عن مشاغله والاحتفال بأعياده الوطنية...

في نفس السياق اكدت مكونات المجتمع المدنى على تضامنها مع صحفي اذاعة «موزاييك آف أم» مطالبة بعدم التضييق على حرية الصحافة وحق المواطن في المعلومة والاعتماد على المرسوم 115 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر الذي ينظم المهنة، ويحمي حقوق الصحفيين بما في ذلك حماية مصادرهم ودعت الى التصدى لكل محاولات الحد من الحقوق والحريات وفي مقدمتها حرية التعبير والصحافة والتظاهر...
إذاعة «موزاييك» تطالب بالافراج عن الصحفي القاسمي، محذرة من استهداف خطها التحريري

طالبت الهيئة التحريرية لإذاعة «موزاييك اف ام» بالإفراج عن الصحفي خليفة القاسمي والكف عما وصفته بهرسلة الإذاعة، على خلفية نشر خبر يوم الجمعة يتعلق بإيقاف خلية إرهابية بولاية القيروان.

وقد اثار إيقاف الصحفي القاسمي والتحقيق مع صحفيين اثنين آخرين بالإذاعة ردود فعل مستنكرة، بسبب عدم تطبيق المرسوم 115 وإحالتهم على معني قانون الإرهاب، في الوقت الذي لم تصدر فيه الجهتان الأمنية والقضائية توضيحات بخصوص الموضوع.

وقالت الإذاعة في بيان أصدرته أمس السبت إنها فوجئت باستدعاء مراسلها بولاية القيروان الصحفي خليفة القاسمي والصحفية أمل المناعي ورئيس التحرير حسين الدبابي للاستماع لهم كذوي شبهة من قبل الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالحرس الوطني بالعوينة بسبب نشر خبر حول ايقاف خلية ارهابية وذلك بهدف الكشف عن مصدر الخبر. وقد تم الاحتفاظ بالصحفي خليفة القاسمي 5 أيام على ذمة التحقيق. وأكدت أنها وضعت على ذمة الصحفيين الدعم القانوني اللازم ووفرت لهم الدعم المعنوي الضروري، معتبرة ما حدث سابقة خطيرة يأتي في إطار استهداف واضح لإذاعة موزاييك وصحفييها وضربا لخطها التحريري خاصة، لافتة إلى أن الخبر نفسه تم تداوله في عديد المواقع ووسائل إعلام أخرى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115