حركة نداء تونس: الإعداد للمؤتمر وإبقاء الحال على ما هو عليه الى حين...

في خضم التقدم في الإعداد لمؤتمر النداء لا احد يعلم كيف سيقع إحداث التوازن من جديد على مستوى القيادة التي ينفرد بها حاليا حافظ قائد السبسي فالمسألة لم يقع طرحها الى الساعة مما يدعم توجه السبسي الابن الى ابقاء الحال على ماهو عليه، وهو ما يرفضه المقربون من رضا بلحاج

كما ترفضه الكتلة النيابية التي تريد هيئة مضيقة تقود الحزب الى حين المؤتمر.

وسط أزماتها التي لا تنتهي تتجه حركة نداء تونس الى التحضير الى مؤتمرها الانتخابي المزمع عقده في نوفمبر 2016 حيث وقع تكليف لجنة بإدخال تعديلات على النظام الداخلي للنداء قبل 2 جوان المقبل لتطويعه في اتجاه ملاءمته مع الطابع الإنتخابي الذي ستُقبل عليه حركة نداء تونس في نوفمبر.

وتتلخص هذه التعديلات وفق ما أكده عضو الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس عبد الناصر شويخ لـ«المغرب» في تحديد طريقة تحديد نواب المؤتمر وطريقة انتخاب الهياكل المحلية والجهوية ومؤسسات الحركة بصفة عامة بإعتبار ان النظام الداخلي الحالي لم يتطرق لمثل هذه المسائل فالآلية المعتمدة منذ نشأة النداء كانت التعيين.

لجنة الاعداد للمؤتمر ليست محل توافق
ويبدو ان هذا التعيين سيكون أحد الاسباب في ظهور إشكاليات أخرى داخل حركة نداء تونس فلجنة الاعداد للمؤتمر التي عينت أعضاءها الهيئة السياسية للنداء قبل استقالة رضا بلحاج من رئاستها حين كانت الخلافات على اشدها بين الكتلة النيابية والهيئة السياسية مما يجعل هذه اللجنة التي تضم في أغلبها وجوها دستورية وتجمعية لا تحضى بمباركة كل المتبقين في النداء.

فهذه اللجنة التي تقوم بالإعداد للمؤتمر الإنتخابي الاول لحركة نداء تونس ليست محل قبول من طرف الجميع فخلال عرض هذه اللجنة لتقريرها على الهيئة السياسية اواخر الاسبوع الماضي إعتبرت النائبة ليلى الشتاوي في تصريح لـ«المغرب» ان هذه اللجنة وقع تشكيلها دون العودة للكتلة النيابية أواستشارتها بخصوص تركيبة هذه اللجنة مما يجعلها فاقدة للشرعية من وجهة نظر الكتلة النيابية. وفي خضم الإعداد للمؤتمر الانتخابي الاول لحركة نداء تونس، الذي لا يعلم احد ان كان سينعقد ام ستعصف به ازمات النداء التي لا تنتهي، يبقى كرسي رئيس الهيئة السياسية شاغرا بعد استقالة رضا بلحاج وقبول الهيئة السياسية لإستقالته الى حين تحديد آليات القيادة الى تاريخ نوفمبر 2016.

فالجميع يعلم ان السبب الرئيسي لإنقسام حركة نداء تونس هو صراع القيادة وهذه المرة وبعد استقالة بلحاج لم يقع تداول من سيعوضه او حتى ان كان هناك توجه لتعويضه على راس الهيئة السياسية لدرء أي خلاف ربما قد ينشب في حال طُرحت المسألة فوجهات النظر متعددة والى حد الساعة لم تُناقش المسالة داخل الهيئة السياسية او خارجها ولم تقع حتى برمجتها كاحد المحاور التي سينظر فيها في اجتماعاته المقبلة.

رفض لانفراد السبسي الابن بالقيادة
الكتلة النيابية لحركة نداء تونس، وفق تاكيد النائبة ليلى الشتاوي لـ«المغرب» ترفض قطعيا شخصنة القيادة من جديد وتعويض بلحاج على رأس الهيئة السياسية وتدعو الى تشكيل قيادة جماعية في إطار هيئة مضيقة تتكون من شخصيات تمثل كل الأطياف داخل حركة نداء تونس بما فيها الكتلة البرلمانية التي تطرح رئيسها سفيان طوبال كممثلها داخل هذه الهيئة التي تقود سفينة النداء الى حين عقد مؤتمره الإنتخابي في نوفمبر المقبل. اما الدائرة المقربة من رضا بلحاج داخل الهيئة السياسية وفق ما بلغ لـ«المغرب» فهي ترفض ان يتولى حافظ قائد السبسي القيادة الى حين المؤتمر المقبل عبر إبقاء الحال على ما هو عليه بإعتبار انه المدير التنفيذي للحزب وفي السابق كان بلحاج كرئيس هيئة سياسية يحقق التوازن في قيادة النداء مع السبسي الإبن وبعد استقالته انخرم هذا التوازن.

ولعل صور اجتماعات حركة نداء تونس سواء على مستوى الهيئة السياسية او تلك التي عُقدت مع المنسقين الجهويين خلال الأيام البرلمانية أواخر الأسبوع الماضي يمكن ان تكون إشارة الى ان التوجه هو ابقاء الحال على ما هو عليه الى حين عقد مؤتمره فحافظ قائد السبسي يتوسط الجميع والجميع في بعض الأحيان هم عضو الهيئة السياسية فوزي اللومي ورئيس الكتلة النيابية سفيان طوبال.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115