وزير التربية فتحي السلاّوتي لـ«المغرب»: العودة المدرسية في موعدها والتخلي عن نظام الأفواج هي اتفاقات مبدئية وليست نهائية.. وملف تلقيح التلاميذ أقل من 17 سنة على طاولة اللجنة العلمية

• 11 مليون دينار هي الكلفة السنوية لدعم الدولة للورق والكتب المدرسية ستحافظ على نفس الأسعار والمحتوى

مع بدء العدّ التنازلي للعودة المدرسية 2021 - 2022 والتي ستكون مبدئيا في موعدها المعتاد أي 15 سبتمبر حسب تطورات الوضع الوبائي في البلاد وفي انتظار الوصول إلى اتفاق نهائي بين نقابات التعليم ووزارة التربية، باتت الاستعدادات والتحضيرات على أشدها من أجل إنجاح العودة وتلافي مجمل النقائص والإشكاليات السابقة، عودة تحرص فيها النقابات على أن تكون لها شروط منها حسم ملف تلقيح التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة وهو ملف مازال على طاولة اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا، أما بالنسبة للتخلي عن نظام الأفواج فإن هذه المسألة لم تحسم بعد وقد طرحت خلال اجتماع 29 جويلية المنقضي بين سلطة الإشراف والنقابات التربوية وسيتم اتخاذ القرار النهائي في الاجتماعات القادمة المرتقبة

اعتبر الكاتب العام لجامعة العامة التعليم الثانوي الأسعد اليعقوبي في تصريح له إلى «اكسبراس أف آم» أن تصريح وزير التربية فتحي السلاوتي بخصوص التخلي عن نظام الأفواج، فيه نوع من الاستعجال وغير مبرر وفيه دفع نحو توجه معين للعودة المدرسية دون اتفاق نهائي مع الأطراف الاجتماعية، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع سابق مع وزارة التربية والنقابات، حيث تم الحديث عن سيناريوهات حول العودة المدرسة وذلك حسب تطور الوضع الوبائي، وأن تكون للعودة شروط، مشيرا إلى أن اللجنة العلمية لم تحسم أمرها بعد بخصوص تلقيح التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة ليتساءل كيف لوزير التربية أن يطرح عودة مدرسية مع التخلي عن نظام الأفواج دون حسم مسألة التلقيح، وشدد على أن الحديث عن هذا السيناريو قبل الحسم يعتبر خاطئا.

اتفاق مبدئي في اجتماع 29 جويلية
أكد وزير التربية فتحي السلاّوتي لـ»المغرب» أن قراري العودة المدرسية في موعدها والتخلي عن نظام الأفواج قراران بصفة مبدئية وليست نهائية حسب الاتفاق المبدئي الحاصل بين الوزارة والنقابات في اجتماع عقد يوم 29 جويلية المنقضي، مشيرا إلى أن هذه القرارات مبدئية والقرارات النهائية مرتبطة بتطور الوضع الوبائي وهو ما سبق وأن صرح به لكن تمّ حذف كلمة «مبدئيا» لتصبح وكأن هذه القرارات نهائية وهو ما أثار جدلا لدى النقابات التي صرحت أن هذه القرارات أحادية الجانب، قائلا «هذه المسألة ليست صحيحة والوزارة تسعى إلى اتخاذ القرارات بصفة تشاركية مع كل الأطراف ولا يمكن إنجاح العودة المدرسية إلا متى توفرت كل الظروف الملائمة وتضافرت جميع الجهود من سلطة الإشراف وكل النقابات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني..فالعودة المدرسية دائما ما تكون صعبة وترافقها عدة إشكاليات ولذلك تحرص كل الأطراف على توفير أقصى فرص النجاح وفي آخر اجتماع كان الاتفاق بالإجماع على أن نظام الأفواج قد كان له تأثير نسبي على مستوى التحصيل العلمي وهناك دراسة تجرى حاليا لتقييم لهذا النظام ومدى تأثيره على التحصيل العلمي».

استكمال كافة البرامج
وأضاف فتحي السلاوتي أن البرامج المخصصة للسنة الدراسية الفارطة قد تمّ استكمالها خاصة للباكالوريا والتاسعة أساسي والسادسة المعنية بالامتحانات الوطنية ولم يتم تسجيل أية إشكالات في هذا الجانب وبقية الأقسام خاصة في الابتدائي فقد تمّ تسجيل بعض الإشكالات الطفيفة ونسبة استكمال الدروس في بعض الأقسام قد تجاوزت 90% لاسيما في المناطق البعيدة وهذا بفضل إجراء التخفيف في البرامج، مشددا على أن الحوار مع الأطراف الاجتماعية مازال مستمرا والقرار النهائي سيكون حسب نتائج التقييم وبالنسبة للوزارة فإنه مرتبط بتطور الوضع الوبائي فإن صحة الإطار التربوي والتلاميذ تأتي في المرتبة الأولى وقبل كل شيء وتعتبر من أولوية الأولويات وما يمكن قوله حاليا إنه «مبدئيا سيتم المحافظة على نفس موعد العودة المدرسية إلا إذا حصلت تطورات غير منتظرة حالت دون ذلك وستتم مناقشة كل المسائل في الاجتماعات القادمة واتخاذ القرار النهائي وهناك لقاء قريب مع النقابات».

إضراب المهندسين تسبب في تأخير الاستعدادات
وفي ما يتعلق باستعدادات الوزارة للعودة المدرسية القادمة، أكد الوزير أن الوزارة قد انطلقت في التحضيرات منذ شهر فيفري الفارط على كل المستويات في جلسات أسبوعية مع المندوبيات الجهوية وكل الشركاء لكن الإشكال الوحيد الذي حصل وعطل التحضيرات هو إضراب المهندسين المعماريين والذي تسبب في تأخير عدة أشغال ولكن هذا التأثير لن يكون كبيرا معربا عن أمله في الوصول إلى تلافي النقائص، وشدد على أن الوزارة قد أعدت منذ شهر فيفري مخططا كاملا للعودة القادمة يحتوي كافة النقائص التي تشكو منها كل مدرسة وما يلزمها كي تكون جاهزة لاستقبال التلاميذ من تجهيزات وبناءات وتوسعات. كما أعرب وزير التربية أيضا عن أمله في استقرار الوضع الوبائي خاصة بوجود عدد كاف من التلاقيح والذي سيساهم في تجنب عدة إشكالات وستسعى الوزارة بالتشاور مع كل الأطراف إلى إنجاح السنة الدراسية القادمة ولكن هناك بعض الجوانب التي لا يمكن توقع حدوثها وخاصة على مستوى تسجيل موجات جديدة من الكورونا.

وجوب التلقيح لمن تفوق أعمارهم 18 سنة
وبخصوص مسألة تلقيح التلاميذ بين 12 و17 سنة، قال الوزير إن الوزارة كانت قد تقدمت بهذا الطلب إلى اللجنة العلمية وهذا الملف بصدد الدراسة وإذا اقتضت الضرورة والحاجة إلى تلقيح هذه الفئة العمرية فإن الوزارة لن تتأخر عن ذلك ولن تترك تلاميذها عرضة للخطر ولكن حاليا اللجنة العلمية كانت قد أكدت وجوب التلقيح لمن تفوق أعمارهم 18 سنة وقد تمّ الانطلاق في هذه العملية والآن هي بصدد دراسة الفئة العمرية الصغيرة بالرغم من أنها لم تقع في أي بلد .

البرامج لن تشهد أية تغييرات باستثناء الإعلامية
وفي موضوع الاستعدادات وجاهزية الكتب المدرسية والكراس المدعم، أكد الوزير أنه تقرر التخفيض في سعر الكراس المدعم والنسبة سيتم تحديدها من طرف المكتبات وبخصوص الكتاب المدرسي فإنه سعره مدعم وسيتم المحافظة على ذات الأسعار، باعتبار أن الأسعار تمّ التخفيض فيها بنسبة كبيرة وأعلى سعر للكتاب المدرسي هو 4 دنانير و700 مليم وتساهم الدولة في دعم الورق بين الكتب والكراس في حدود 11 مليون دينار سنويا وهو دعم يوصف بالكبير. كما بين أنه هذه السنة لن تشهد فيها البرامج أية تغييرات باستثناء الإعلامية ومحتوى الكتب هو ذاته ولكن ستنطلق الوزارة مع كل الأطراف في النقاش لتحوير محتوى الكتب باعتبار أنه منذ سنة 2002 لم تتم مراجعة هذه البرامج والدراسة تتم بذات الكتب والحال على سبيل المثال أن هناك عدة بلدان قد اندثرت تماما لكنها مازالت موجودة في كتب الجغرافيا إلى جانب تقسيمات عدة بلدان التي تغيرت..كل هذه المسائل تمّ الاتفاق عليها بالإجماع وهذا سيعتبر مكسبا كبيرا إذا تمّ مراجعة البرامج ومحتوى الكتب المدرسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115