الإفراج على نبيل القروي : أي انعكاسات على الحوار ؟

يبدو ان الرمال تحركت في الساحة السياسية التونسية يوم أمس لنشهد حدثين. الاول لقاء الرئيس برؤساء الحكومات السابقين،

والثاني الافراج عن نبيل القروي بعد صدور قرار من محكمة التعقيب بذلك، وهو قرار سيؤثر في المعادلة السياسية.
يوم امس وتزامنا مع انطلاق الافراج عن مضمون اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية قيس سعيد بعدد من رؤساء الحكومات المتعاقبة على تونس منذ 2011، وهم بالاساس هشام المشيشي رئيس الحكومة الحالي وسلفه الياس الفخاخ كذلك يوسف الشاهد وعلى العريض كما حملت الاخبار نبأ الافراج عن نبيل القروي بقرار من محكمة التعقيب بتونس.
قرار جاء فيه ان المحكمة وبعد النظر في الطعن الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن القروي قررت نقض دائرة الاتهام المختصة بمحكمة الاستئناف بتونس القاضي برفض طلب الافراج عن نبيل القروي. وأصدرت قرار الافراج عنه وان يحال في قضيته في حالة سراح.
قرار وان كان سياقه وأزمنته منفصلين عن الحدث الأخر وهو لقاء الرئيس برؤساء الحكومات، الا انه سينعكس على مضمون اللقاء وعلى مساره. فقد أعلن الرئيس في لقائه انه سيشرع في تنزيل حوار لحل الازمة.وهنا الازمة ومساعى البحث عن مخرج منها سيجعل من قرار محكمة التعقيب بالافراج عن نبيل القروي عنصرا هاما في المعادلة السياسية.
اليوم وبقرار الافراج عن نبيل القروي، ستجد حركة النهضة هامشا للمناورة وتحسين التفاوض مع الرئاسة وباقي الاطراف. ذلك ان الحركة وهي تتجه الى الحوار مع الرئاسة او للبحث عن اي مخرج آخر للازمة التي استفحلت وكانت تعاني من عقبة رئيسية.
و تتمثل هذه العقبة في اهتراء حزامها البرلماني وانفراط العقد الذي ضمن صعود رئيسها راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان. اي انها تتجه الى الحوار او التفاوض من موقع وهن وضعف نتج عن ان منصب رئيسها في البرلمان مهدد بفرضية سحب الثقة منه وتلويح كتلة قلب تونس بأنها قد تمضي في هذا المسعى، يجعلان من النهضة محاصرة في البرلمان غير قادرة على ان تحصن موقعها لتنجح في قيادة مفاوضات او حوار تكون الرئاسة عنصرا فيه.
بخروج القروي تتخلص النهضة من مأزق وهن الحزام البرلماني الملتف حولها. وهذا يمنحها قدرة اكبر على المناورة، إذ لن تكون تحت ضغط استهداف رئيسها طالما انها حصنت منصبه. وبهذا ستكون اكثر تحررا وقدرة على المناورة خاصة وانها تعلم ان الرئاسة تضع حزمة من الشروط دون ان تقدم لها ضمانات بانها ستحمي منصب الغنوشي.وهذا يجعل من النهضة ابرز مستفيد من خروج الرجل من سجنه ليدير حزبه.
كما سيكون للإفراج عن القروي انعكاس مباشر على قلب تونس وكتلته. التي ستتجاوز مرحلة الصراعات الداخلية وهذا سيمكنها من هامش حركة مهم وقدرة على ان تدير مفاوضاتها مع النهضة بطرق مختلفة خاصة وأنها تعلم اهمية الكتلة والحزب في المقاربة السياسية للنهضة.
سيتضح ذلك مع اول قرارات يتخذها رئيس حزب قلب تونس في علاقة بالحوار والتوازنات في البرلمان وموقفه من لائحة سحب الثقة من الغنوشي، اذ ان بيد القروي اليوم اوراق لعب كثيرة ولكنها غير صالحة إلا مع النهضة. اي ان الطرفين باتت مصائرهما مرتبطة بتحالفيهما ومدى قدرتهما على المناورة المشتكرة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115