المشيشي في ندوة الولاة وجلسة استثنائية مع أعضاء اللجنة العلمية: العودة إلى حظر التجول بداية من الـ10 ليلا.. وإحداث صندوق لجمع التبرعات...

أعلن رئيس الحكومة هشام المشيشي أمس خلال ندوة صحفية في ثكنة الحرس الوطني بالعوينة بعد إشرافه

على ندوة الولاة وعلى جلسة استثنائية مع أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا عن تعديل التوقيت الجديد لحظر التجول والعودة إلى التوقيت السابق أي بداية من الساعة العاشرة ليلا عوضا عن الساعة السابعة مساء إلى غاية 30 أفريل الجاري، تعديل التوقيت جاء بعد احتجاج وغضب القطاعات المتضررة وكذلك بطلب من رئيس الجمهورية قيس سعيد، حيث أكد المشيشي أن إجراء حظر التجول أثبت فاعليته في البلاد وفي الخارج لكن وجبت مراجعته بطلب من الرئيس واستجابة إلى مشاغل بعض الفئات التي «تظلمت» من هذه الإجراءات مع ضرورة احترام إجراءات التباعد الجسدي وعدم التجمع في الأماكن المغلقة وارتداء الكمامات، محذرا من أنه سيتم تطبيق القانون بشدة على كل المخالفين.
وشدد المشيشي على أن الوضع الوبائي خطير جدا وأنه لأول مرة تسجل البلاد خطورة مرتفعة بهذه الحدة، مشيرا إلى أن الوضع في الفترة الأخيرة شهد تحكما نسبيا في انتشار الوباء وتحقيق هذه النتائج لم يكن اعتباطيا بل كان نتيجة اتخاذ مجموعة من الإجراءات جراء المجهود الكبير الذي قامت به الحكومة لتدعيم جاهزية المستشفيات من خلال المضاعفة 3 مرات في عدد أسرة الإنعاش وفي أسرة الأكسيجين مع توفير وسائل الحماية الذاتية ولكن كل هذه المجهودات تبقى غير كافية، فالبلاد حاليا تشهد موجة ثالثة من فيروس كورونا أخطر من الموجات التي سبقتها وذلك من خلال بروز طفرات جديدة للفيروس ليصبح أكثر قابلية للعدوى ويستهدف فئات الشباب والذين لا يعانون من أمراض مزمنة وهو ما أدى الى ضغوطات كبيرة على المستشفيات.
تحمل المسؤولية الجماعية
عزا رئيس الحكومة أسباب انتشار الوباء إلى عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية ومنها خاصة التباعد الجسدي وارتداء الكمامات من قبل المواطنين وعدم التزام أصحاب المطاعم والمقاهي بطاقة الاستيعاب التي تم تحديدها وقد تم تحرير عشرات الآلاف من الخطايا مع غلق مئات المحلات، مشددا على ضرورة تحمل المسؤولية الجماعية والالتزام بالتباعد وبإجراءات الوقاية، وأشار إلى أن عدة دول في العالم اضطرت إلى اتخاذ إجراءات وهناك التي عادت إلى الحجر الشامل وأقر بعضها الآخر حظر التجول بصفة مشددة، وقد تمسكت الحكومة بعدم إقرار الحجر الشامل كما ان الإجراءات المعلنة ليست إجراءات خاصة بل كانت علمية وتمّ التوافق عليها صلب اللجنة العلمية. وأكد أن أهم إجراء هو التباعد الجسدي ومنع التجمعات في فضاء مغلق.
التضامن الاجتماعي لمساعدة الفئات المتضررة
وأضاف المشيشي أنه تمّ تعديل توقيت حظر التجول والعودة إلى التوقيت السابق لكن مع تشديد تطبيق بقية الإجراءات لاسيما التباعد الجسدي ومنع التجمعات وكل مواطن يرتاد المقاهي يجب أن يكون مرتديا للكمامة وعلى صاحب المقهى احترام البروتوكول الصحي، فالمسؤولية جماعية والمجهود وطني لمجابهة الوباء، ولهذا السبب تقرر إرساء آلية للتضامن عبر إحداث صندوق لجمع التبرعات لمساعدة الفئات الهشة المتضررة من تداعيات جائحة كوفيد 19، داعيا الجميع إلى الانخراط في مجهود التضامن الاجتماعي لمساعدة الفئات التي تضررت أنشطتها جراء تداعيات انتشار فيروس كورونا، وخاصة ممن يواصلون التمتع بأجورهم وامتيازاتهم، وكشف عن أنه سيتم تخصيص ثلث القرض الذي تحصلت عليه البلاد من البنك الدولي البالغ قيمته 300 مليون دينار لمساعدة الفئات المتضررة من الجائحة وستتم إحالة مشروع قانون في الغرض على مجلس نواب الشعب، ليضيف أن التبرعات لفائدة الصندوق ستكون بصفة تطوعية وأعلن عن ان أعضاء الحكومة تبرعوا بنصف راتب شهر أفريل لفائدة صندوق التضامن، وستعمل الحكومة على وضع الآليات اللازمة لضمان شفافية عملية جمع التبرعات وتوزيعها من أجل استرجاع الثقة.
4.6 ملايين دينار كلفة المساعدات الاجتماعية
كما أكد رئيس الحكومة أن الوضع كارثي في البلاد ودعا أعضاء اللجنة العلمية إلى شرح المسألة للمواطنين والتوجه إليهم وذلك لعدم ترك الفضاء لمن يريد الاستثمار في الوباء، وبين أن الإجراءات التي تمّ الإعلان عنها يوم الأربعاء الفارط تم فيها اعتماد المعطى العلمي فقط وهو تمش اعتمدته اللجنة التي تعمل باستقلالية لكن هناك أطراف لا علاقة لها بالمسألة العلمية ولا بالطب تعمل على تقديم آرائها وتقدم سيناريوهات تشتمّ منها رائحة السياسة خلافا لبقية الدول. وفيما يتعلق بصلاة التراويح، أكد المشيشي أن المحدد سيكون مدى الالتزام بالبرتوكولات الصحية. هذا وأبرز المشيشي أن الحكومة أقرت حزمة من المساعدات الاجتماعية الظرفية لفائدة العائلات المعوزة ومحدودة الدخل بكلفة جملية تبلغ 4.6 ملايين دينار، ودعا كل مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب بكل مكوناته إلى الانخراط في مساندة مجهودات الحكومة لتعبئة موارد ميزانية الدولة. كما أعطى الإذن بتركيز نقاط بيع من المنتج إلى المستهلك قصد التحكم في الأسعار وإطلاق تطبيقة على الهواتف الجوالة للاطلاع على الأسعار بصفة حينية والتبليغ على التجاوزات.
192 إصابة بالسلالة البريطانية
من جهتها، أكدت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية أن الوضع الوبائي الحالي يتسم بخطورة كبيرة بسبب ارتفاع نسبة حالات الإصابة المكتشفة بفيروس كورونا إلى أكثر من 30 % وارتفاع عدد الوفيات التي عادت إلى تسجيل نسق تصاعدي مع ظهور السلالات المتحورة في تونس، وأعلنت عن تسجيل 192 إصابة بالسلالة البريطانية المتحورة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115