دون استثناء تقريبا فيما تتقلص «نحن» لتصبح حكرا على موسي التي تجابه بمفردها مؤامرات الإخوان وحلفائهم وإتباعهم على تونس.
يوم الاحد الفارط ومن مدينة باجة اختارت رئيسة الدستوري الحر عبير موسي ان تدخل بعض البهرج على خطابها امام انصارها الذين توافدوا بالالاف ليستمعوا اليها وهي تخطب فيهم وتحدثهم عن الماضي والحاضر والمستقبل من وجهة نظرها ووجهة نظر حزبها.
ولم تخيب موسي امل من انتقل الى مدنية باجة ليشارك في مسيرة «ثورة التنوير» التي انطلقت من المنستير ومرت بسوسة وفيها تحددت ملامح خطاب موسي بشكل جلي لتصبح قائمة على ثنائية «هم» و«نحن».
ثنائية تتوزع كالتالي : هم تضم الجميع من احزاب وكتل برلمانية ومنظمات ومؤسسات حكم افرزت بعد الثورة. فيما تعبر «نحن» عن موسي وحزبها الذي تقول انه يمتلك برنامج حكم يعيد تونس للتونسيين ويحقق الديمقراطية الفعلية.
وتعتبر موسي وحزبها ان لديهما برنامج وتصور لتونس يشمل ايضا الجانب الاقتصادي اذ خصص اجتماع باجة للحديث بشكل مطنب عن الفلاحة ودورها في الاقتصاد التونسي واعتبار ان «هم» دمروا الفلاحة التونسية والبلاد عامة.
وتشير موسي في كلمتها الى أن الاقتصاد التونسي وخاصة الفلاحة تتعرض للتخریب بطریقة ممنهجة، واتهمت الاتحاد التونسي للفلاحة والصید البحري. الذي تعتبر انه في «خدمة أجندات حركة النهضة» وتحويل الفلاح إلى ورقة انتخابیة.
وتتهم موسى الاتحاد بالصمت على تحويل وجهة «مادة السداري» وهي علف للماشية الى السوق السوداء كما انها تتهم الحكومة بالتقصیر فى التعامل مع أزمة الفلاحة وقالت انها تتسبب في الإضرار بمصالح الفلاح والأمن الغذائي الوطنى.
وهنا تنتقل موسي من الفلاحة الى شؤون الحكم وتتحدث عن تعطل دوالیب الدولة وذلك نتيجة تعطل عمل الحكومة الذي أثر بدوره في عمل مجلس النواب الذي يعاني من التعطيل. والرئاسة هنا لم تغيب فقد حضرت بالاشارة الى ان «الدبلوماسیة الاقتصادیة معطلة».
عطالة شاملة تصيب الدولة ومؤسساتها يقابلها تحرك ونشاط الحزب في الدفاع عن تونس ومصالحها من ذلك رفض الحزب ورئيسته للحوار الوطني على اعتبار انه حوار من اجل التحالف مع «الإخوان». وهؤلاء تسببوا فى دمار تونس.
دمار سيجابهه حزبها الذي انطلق في التعبئة، اذ يقوم حشد الانصار في كل ربوع تونس من اجل حسم الامور في يوم «الغضب الساطع». وهو موعد تقول موسى انه لحشد انصارها لإنقاذ الدولة التونسیة بعد ان تحركت «لوبیات» لتبییض «الاخوان» فى تونس.
لوبيات تتهمها بالفساد وبمحاولة هدم مكتسبات تونس وشعبها الذي تعده موسي بأنه إذا انتخبنها ستنطلق في الانجاز فحزبها لديه برنامج كما انه سيحمي الديمقراطية التونسية بل وسيحقق «الدیمقراطیة الحقیقیة» التي لا يمكن ان تقوم في ظل حكم الاخوان وحلفائهم.
هذا الخطاب القائم على ثنائية هم ونحن، لا جديد فيه غير تثبيت القديم. وهو احياء الاستقطاب الثنائي مع تعديل لبعض بنود السردية لتضمن الديمقراطية والحرية في الخطاب. اضافة الى تخصيص حيز منه لطبيعة الجمهور المستمع.
اي ان رئيسة الدستوري الحر كشفت خلال التجمعات التي عقدتها في سوسة او باجة انها تكيف خطابها وفق المستمع لكنها تحافظ على عناصرها الاساسية، وهي العداء لحركة النهضة وباقي مكونات المشهد التونسي دون استثناء مع محاولة اعادة كتابة سردية الثورة لتستجيب للتطلعات مستمعيها.
عبير موسى من باجة : الديمقراطية الحقيقية مع الدستوري الحر...؟
- بقلم حسان العيادي
- 09:56 09/03/2021
- 1468 عدد المشاهدات
استقرت عناصر خطاب عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري على ثنائية هم ونحن. وهنا تتمدد «هم» لتشمل الجميع