ليست هذه القضية الاولى التى ترفع ضد رئيس بلدية الكرم فتحي العيوني لتعمده تجاهل القانون فمنذ توليه مهامه كانت قراراته بين الحين والآخر مثيرة للجدل وسببا في رفع اكثر من شكاية قضائية ضده انطلاقا من تجاهله لالغاء المنشور 73 الذي يمنع زواج التونسية المسلمة بغير المسلم ورفضه ابرام عقد في هذا الصدد، ثم القضية التى رفعها ضده والي تونسي بسبب احداث صندوق الزكاة وأخيرا توجه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان الى القضاء ورفع شكاوى ضد العيوني بسبب استيلائه على مقر الرابطة فرع الضاحية الشمالية.
فقد أعلن أعضاء الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان امس خلال ندوة صحفية عن مقاضاتهم لرئيس بلديّة الكرم فتحي العيوني من أجل «الاستيلاء على مقر الرابطة فرع الضاحية الشماليّة» واعتزامهم كذلك رفع شكاوى من أجل «نشر الأخبار الزائفة والسرقة الموصوفة»، القضايا الاربع على رئيس بلدية الكرم ستكون عن طريق محامين حقوقيين من اصدقاء الرابطة .
وأوضح كاتب عام الرابطة البشير العبيدي أنّ رئيس بلدية الكرم فتحي العيوني قد «تجرّأ على الاعتداء على الرابطة من خلال الاستيلاء على مقرّها و حجز املاكها بصفة متعمدة.
وبين ان تصرّف العيوني كان فرديّا ودون استشارة أعضاء المجلس البلدي وانّ المسألة ليست عفويّة وسببها «تصوّر العيوني القائم على التفرقة والتقسيم وهو ما يتعارض مع تصوّر المجتمع المدني للدولة المدنيّة التي تعدّ الرابطة إحدى مكوّناته» وأشار إلى أنّ العقار المستولى عليه ليس ملكا لبلديّة الكرم وإنما هو ملك للدولة باعتباره من أملاك التجمّع المصادرة وكان مقرّ شعبة صلامبو للضاحية الشمالية وتمت إحالته للكشافة التونسيّة ثم إلى الشرطة البلديّة قبل أن يتمّ تخصيصه لفرع الرابطة.
وأكّد أنّه تمت معاينة التجاوزات والإخلالات على مقر الرابطة من قبل عدول تنفيذ وتقديم قضيّتين في الغرض من أجل الإستيلاء على مقر الرابطة مؤكّدا انّ الرابطة ستقاضيه أيضا من أجل الاستيلاء على ملك الدولة والتصرّف فيه دون موجب حق.
وشدد على ان القضية لا تتعلق فقط بخلع مقر الرابطة بالضاحية الشمالية بقدر ماهي قضية وطنية حقوقية وقضية اعتداء على الحقوقيين وعلى كل المنتسبين للدولة المدنية والمجتمع المدني مبرزا ان الاعتداء تمثل في خلع مقر فرع تونس الشمالية ونزع اليافطة وتعويضها بيافطة لجمعية قرانية بإشراف العيوني نفسه بحضور عدل تنفيذ وبعض الانفار من الجمعية. معتبرا أن هذا الاعتداء اعتداء على المجتمع التونسي برمته وان التيار الذي ينتمي اليه العيوني معروف بعلاقته برابطات حماية الثورة في المنطقة وبتعاطفه مع ائتلاف الكرامة.
وبالعودة الى القضية التى رفعها ضده والي تونس حول احداث صندوق زكاة ما زالت القضية محلّ نظر أمام المحكمة الإدارية ولم يصدر فيها حكم نهائي.