من الأزمة، مخرج لخصه الجميع في ضرورة القيام بحوار وطني، ولئن كان الاتحاد العام التونسي للشغل أول المبادرين الرسميين بذلك من خلال تقديمه لمبادرة «هيئة الحكماء» إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد منذ أكثر من أسبوع فإنه مازال إلى حد اليوم ينتظر إجابة واضحة من الرئيس إما بالرفض أو بتوجيه الدعوة ويعتبر أن تصريحه بقبول مقترحات اتحاد الشغل مجرد ردّ فعل أولي، وبالنسبة للمنظمة الشغيلة فإن إجابة الرئيس تأخرت والحال أن وضع البلاد لا يحتمل مزيد الانتظار، فالبلاد تعيش أزمة غير مسبوقة على جميع المستويات.
يواصل اتحاد الشغل لقاءاته مع مختلف الفاعلين في البلاد من أحزاب سياسية ومنظمات وطنية وهذه اللقاءات ستتواصل في قادم الأيام بصفة مكثفة، وووفق تصريح الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري لـ«المغرب» فإن مجموعة من الأحزاب طلبت لقاء الاتحاد في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن الاتحاد سيعقد اليوم الجمعة 11 ديسمبر الجاري هيئته الإدارية الوطنية والمحور الأكبر للنقاش هو المبادرة الوطنية إلى جانب الوضع العام في البلاد، وأضاف أنه بداية من يوم الاثنين القادم سيعقد الاتحاد لقاءات مكثفة يومية مع عدة أحزاب وعدد من المنظمات الوطنية كان قد التقى بهم الاتحاد وسيتم إصدار بيان مشترك في الغرض في الساعات القليلة القادمة (نقابة الصحفيين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان والاتحاد الوطني للمرأة والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ....).
تشكيل ائتلاف مدني وديمقراطي لحماية البلاد
شدد سامي الطاهري على بداية الشعور بالخطر بما يحصل في البلاد وأمام هذه الأزمة التي تعيش على وقعها البلاد فإن عدة أحزاب ومنظمات مجتمع مدني تجتمع من أجل تشكيل ائتلاف مدني وديمقراطي لحماية البلاد من المنزلقات وفي نفس الوقت دعم مبادرة الحوار الوطني للإنقاذ، وبخصوص تفاعل رئيس الجمهورية بعد أكثر من أسبوع من تقديم المبادرة له، أفاد الطاهري أن الاتحاد مازال ينتظر تفاعل الرئيس ويبدو أن هناك ردود فعل متأخرة ويجب التسريع في الحسم أما بالقبول أو الرفض. وأضاف أن تصريحه كون قبل بمقترحات اتحاد الشغل هو ردّ فعل أولية ولا تعكس أي موقف والاتحاد يريد إجابة واضحة ورسمية في شكل رفض أو دعوة وإذا كانت في شكل دعوة فإنه سينطلق في المفاوضات والمشاورات لتشكيل هيئة الحكماء وضبط خارطة الطريق من روزنامة الحوار، متى ينطلق ومتى ينتهي والمحاور التي سيخوض فيها؟ ليشدد على أن الوضع لا يحتمل الانتظار أكثر أو التأخير في القيام بأية خطوة من شأنها أن تساهم في إنقاذ البلاد.
المبادرة قدمت فقط إلى رئيس الجمهورية
وفي ما يتعلق بتصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يكون الحركة لم تتلق إلى حد الآن مبادرة اتحاد الشغل لذلك لا يمكن إبداء الرأي فيها، أكد الطاهري أن الاتحاد لم يقدم مبادرته إلا إلى رئيس الجمهورية والذي سيتولى من جانبه في صورة قبول المبادرة توجيه الدعوات إما للأحزاب أو إلى البرلمان أو غير ذلك، مشيرا إلى أن حركة النهضة لا تقف فقط في خانة «المتفرج» بل تنتظر إفشال المبادرة وهذا يدخل في إطار محاولة دفع التجاذبات إلى الصراع بين قرطاج وباردو والاتحاد ليس معنيا بهذا الصراع.
5 شخصيات وطنية مستقلة في هيئة الحكماء
هيئة الحكماء التي ستتولى الإشراف على حوار وطني يفضي إلى توافقات من أجل إنقاذ البلاد ستضمّ 5 شخصيات وطنية مستقلة، ووفق الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في حوار له مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء فإن تسمية أعضاء هيئة الحكماء يخضع إلى التوافق حول مقترحات يقدمها المشاركون في الحوار الوطني، مشيرا إلى أن المبادرة تنص على أن يشمل مجال اختصاص الأعضاء الخمسة بهيئة الحكماء اختصاصات مختلفة تهم المجالات الاقتصادية والاجتماعية والقانون الدستوري، موضحا أن اختيار الاختصاصات المذكورة يهدف إلى بلوغ توافقات بالاستناد إلى توصيات علمية. وبين الطبوبي أن هذا التصور يجيز لرئيس الجمهورية، تقريب وجهات النظر من خلال الإشراف على جلسات تجمع الفرقاء المشاركين في الحوار الوطني. وأضاف أن قيمة المبادرة تتمثل في أن اتحاد الشغل غير معني بأي رهان انتخابي فهو لا يهتم بخوض المنافسة على أية انتخابات مقبلة أو مبكرة ، نافيا أن يكون طرح هذه المبادرة في السياق الحالي محاولة لتبييض أو لتعطيل منظومة الحكم، باعتبار أن إعلانها يهدف فقط إلى تحقيق التوافق حول الإصلاحات الضرورية لإنقاذ تونس.