قدمها منذ حوالي الأسبوع وينتظر تفاعل قيس سعيد معها: اتحاد الشغل يرمي الكرة إلى رئيس الجمهورية لاختيار الأسماء والأطراف المعنية بالحوار

مر حوالي أسبوع على تقديم الاتحاد العام التونسي للشغل -لمبادرته للخروج من الأزمة في اتجاه خيارات وطنية جديدة- إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد،

ولازال ينتظر مدى تفاعل رئاسة الجمهورية معها والخطوات التي سيخطوها في الفترة القادمة تجسيما لما جاء فيها خاصة على مستوى إرساء هيئة الحكماء، وبالرغم من تقديمه للمبادرة إلى رئيس الجمهورية فإن النقاش فيها مازال متواصلا من قبل القيادات النقابية، وطرحت أول أمس على طاولة اجتماع مكتبه التنفيذي الموسع وتمّ بالإجماع تثمين هذه المبادرة والتي تأتي في وقت تعيش فيه البلاد على وقع توترات اجتماعية غير مسبوقة وأزمة اقتصادية خانقة وتجاذبات سياسية وسط تكرار فواجع «الموت» الناتجة عن الحوادث.

جدد الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له بمناسبة إحياء الذكرى 68 لاغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد رفضه للسياسات المتبعة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مطالبا بحوار تشاركي شامل يرسي أسس عدالة اجتماعية ويعدل بين الجهات ويسوي بين التونسيين ويحد من الفقر والجور والحيف الاجتماعي، ولفت إلى أن البلاد تعيش اليوم وضعا صعبا تعمق فيه التناحر والتجاذبات السياسية وتعالى فيه خطاب الكراهية والحقد والعنف من قبل تيارات شعبوية متطرفة تدفع إلى الاقتتال الأهلي وتسعى إلى نفي الرأي المخالف وتخطط إلى الهيمنة على مفاصل الدولة والسيطرة على أجهزتها وتغيير نمط المجتمع في اتجاه الانتكاس إلى الوراء.

هيئة إدارية وطنية للاتحاد يوم 11 ديسمبر
وقد شدد الاتحاد العام التونسي للشغل على أن الصراعات السياسية تحت قبة البرلمان انعكست سلبا على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للبلاد فعمقت أزمتهما وعرضت البلاد إلى عواصف جارفة ستدك أركان الدولة والمجتمع إذا لم تتوقف المهاترات البرلمانية ويحل محلها صراع البرامج والحلول والمقترحات لمعالجة هموم الناس وتقديم الحلول لمشاكلهم والبحث في سبل تحقيق حقوقهم في العمل الكريم والتعليم الراقي والصحة السليمة وفي رفاه العيش عموما، ووفق تصريح الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري لـ»المغرب» فإنه لا جديد يذكر بخصوص المبادرة بعد تقديمها إلى رئيس الجمهورية وقد عقد الاتحاد مكتبا تنفيذيا موسعا وهناك إجماع على تثمين المبادرة في انتظار عقد هيئة إدارية وطنية يوم 11 ديسمبر الجاري لطرحها من جديد بعد مناقشتها فرديا أو ثنائيا أو في الجهات، مشيرا إلى أن عدة أطراف من خارج الاتحاد قد ثمنت بدورها هذه المبادرة وعبرت عن ذلك سواء بالتصريحات أو البيانات وينتظر حاليا تفاعل رئيس الجمهورية.

لقاء خاطف مع رئيس الجمهورية اليوم
وكشف الطاهري عن وجود لقاء خاطف مع رئيس الجمهورية اليوم بمناسبة ذكرى 5 ديسمبر وقد يتم التطرق إلى المبادرة، مبينا أن الاتحاد حدد التوجهات الكبرى للخروج من الأزمة والتشخيص والية العمل وباقي التفاصيل من ناحية تشكيل هيئة الحكماء وتحديد الأطراف المعنية بالحوار والمضامين، بيد رئيس الجمهورية والاختيار بطبيعة الحال سيكون بالتشاور والتنسيق، وأضاف أن الاتحاد يعمل بقاعدة الإيمان بمدنية الدولة وديمقراطيتها وبعدها الاجتماعي ونبذ العنف وخطاب الكراهية ورفض الإرهاب، وهذه عناصر التقاطع مع وجود عناصر أخرى منها السيادة الوطنية وعدم الاصطفاف مع أي حلف من الخارج.

هيئة الحكماء والتنسيق مع الأحزاب
الكرة حاليا بيد رئيس الجمهورية لاختيار الأسماء المكونة لهيئة الحكماء من بين شخصيات وطنية ومستقلة متعددة الاختصاصات والأطراف المعنية بالحوار الوطني، وهيئة الحكماء ستكون تابعة لرئاسة الجمهورية وسيكون لها دور اتصالي وتنسيقي مع الأحزاب وتقنيا عبر صياغة كل المقترحات الواردة ، فالمبادرة قد تمّ تقديمهما وينتظر التفاعل معها، ووفق بعض المصادر النقابية فإن الوثيقة المقدمة ليست نهائية وبالإمكان إدخال تعديلات عليها من قبل رئاسة الجمهورية في انتظار طرحها على طاولة الحوار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115