وعرى حقيقة اللابرنامج لدى الحكومتين المتعاقبتين ورسم خارطة واضحة لما قد يكون عليه الوضع خلال شهر جانفي المقبل باعتباره موسم الاحتجاج والحراك الاجتماعي ..
وقد بلغ عدد الاحتجاجات الاجتماعية المسجلة خلال الثلاثي الثالث من 2020 ما يناهز 1946 تحركا احتجاجيا ولئن ظل هذا الرقم اقل من حصلية الثلاثية الاولى من السنة الحالية التى سبقت كوفيد بمعدل 2064 تحركا احتجاجيا الا ان ذلك سيكون فاتحة لثلاثية اخيرة صعبة سيتزامن فيها ما هو صحي مع ماهو اقتصادي واجتماعي مع تنامي الاحتقان الاجتماعي ضد تنامي منسوب العنف والجريمة مقابل غياب برنامج واضح للحكومة وفق تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ....
كما ضاعف الاحتقان السياسي والاجتماعي من حجم خطاب الكراهية بين النواب طيلة شهر جويلية ، وهذا الجدل السياسي وفق تقرير المنتدى كانت له تداعيات على مستوى الاحتقان الاجتماعي لتسجل الاحتجاجات خلال شهر سبتمبر زيادة بنسبة ناهزت 100 % مقارنة بشهر اوت، وزادت ايضا حركة الهجرة غير النظامية في اتجاه ايطاليا طيلة ثلاثية ما بعد كوفيد وهي شكل اخر من اشكال الاحتقان الاجتماعي
وقد عاد نسق الحراك الاجتماعي الى الارتفاع خلال شهر سبتمبر بنسبة ناهزت 89 % مقارنة بالشهر السابق اذ بلغ عدد الاحتجاجات المرصودة خلال شهر سبتمبر 751 تحركا احتجاجيا مقابل 397 تحركا احتجاجيا مرصودا خلال شهر اوت ، هذه الزيادة وفق المنتدى كانت منتظرة باعتبار توافق شهر سبتمبر مع العودة المدرسية والفلاحية ومع ازمة كوفيد وما خلفته من احتجاجات الاطار الطبي وشبه الطبي والمواطنين طلبا لتوفير الخدمة الصحية والوسائل الوقائية.
وتأتى ولاية القيروان في صدارة المناطق الاكثر احتجاجا، وقد مثل المعطلون عن العمل ابرز الفاعلين في التحركات الاحتجاجية المرصودة طيلة شهر سبتمبر بنسبة 42 %.
كما كان شهر سبتمبر شهر التدفقات للهجرة غير النظامية حيث شارك حوالي 4000 شخص في هذا المشروع نجح من بينهم 1923 في الوصول الى السواحل الايطالية في حين تم منع 20135 مهاجرا وبرز لاول مرة اقليم تونس ليحتل المركز الثالث في عمليات الاجتياز التى تم احباطها بعد صفاقس ومدنين ومثلت الثلاثية الثالثة ذروة المؤشرات السلبية على المستوى الاقتصادى والاجتماعي كذلك من حيث عدد التدفقات الى الضفة الاخرى.
اما في ما يتعلق بالانتحار ومحاولة الانتحار فقد تم رصد 15 حالة انتحار ومحاولة انتحار حوالي ثلث ضحاياها من الاطفال دون سن 15 موزعة على 8 ولايات، ووفق نفس الاحصائيات ارتفع منسوب العنف بمختلف تشكلاته خلال الاشهر الثلاثة الماضية وطفت على السطح عديد الجرائم والاعتداءات. حوادث اعتبر اغلبها بسبب تداعيات الازمة الاجتماعية والاقتصادية لكورونا بعد ان فقد العديد من التونسيين مواطن شغلهم وموارد رزقهم.