الكورونا..أكثر من 54 ألف إصابة جملية و1153 حالة وفاة: وضع كارثي وتحذيرات من تضاعف عدد الوفيات في صورة تواصل التراخي..

يبدو أن شهر أكتوبر الجاري كان الأصعب على البلاد على مستوى الوضع الصحي بسبب تسارع انتشار فيروس الكورونا،

وضع تمّ خلاله تسجيل أرقام قياسية في عدد حالات الإصابة وعدد الوفيات والمرضى الذين يتم التكفل بهم في المستشفيات، ومع توسع رقعة انتشار الفيروس، تتالت التحذيرات من تداعيات استمرار تراخي المواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية مع إطلاق صيحات فزع ودق ناقوس الخطر في صورة تواصل هذا المنحى التصاعدي وما يمكن أن ينجرّ عنه من تضاعف عدد الوفيات في الشهرين القادمين حسب توقعات وزارة الصحة.
وحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة فإن العدد الجملي للمصابين منذ شهر فيفري إلى غاية 26 أكتوبر الجاري قد ارتفع إلى 54278 إصابة مؤكدة بعد تسجيل يومي 25 و26 أكتوبر 2125 إصابة جديدة من جملة 5968 تحليل تم إنجازها أي بنسبة 35.6% وبلغت نسبة ظهور الحالات الجديدة 458 لكل 100 ألف ساكن، كما ارتفع عدد الوفيات إلى 1153 حالة وفاة بعد تسجيل 52 وفاة خلال ذات الفترة، ووفق ما أكدته الناطقة الرسمية لوزارة الصحة والمديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية خلال الندوة الصحفية الدورية للوزارة والتي عقدتها أمس لتقديم آخر مستجدات الوضع الوبائي في البلاد أن معدل الوفيات بلغ 32 حالة وفاة يوميا وأغلب حالات الوفاة المسجلة ترتبط بالشرائح العمرية المتقدمة في حدود الـ65 سنة ويشكو أغلبهم من أمراض مزمنة، وبالنسبة للوفيات في صفوف الأطفال، فإن 3 منهم أعمارهم على التوالي 16 و17 و10 سنوات يعانون من أمراض مزمنة، وفيما يخص المتوفّى الرابع فيبلغ عمره 19 سنة ولم تثبت إلى حد الآن إصابته بمرض مزمن.
إجراءات جديدة تفرضها محدودية النتائج
شددت نصاف بن علية من جديد على أن الوضع الوبائي خطير جدا أن والأرقام أصبحت كارثية، مشيرة إلى أن البلاد تشهد تصاعدا للحالات التي تستوجب الإيواء في المستشفيات ويقدر عددها بـ1233 مريضا منهم 101 تحت جهاز التنفس الاصطناعي، وبينت أن أغلب حالات الإصابة بالفيروس تمّ تسجيلها لدى الشريحة العمرية من 35 إلى 55 سنة أكثر من الفئات الأخرى أي أنها الفئة الأكثر نشاطا وهو ما يؤكد على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية وتجنب التجمعات للحدّ من انتشار الوباء. كما أضافت بن علية أن إقرار إجراءات جديدة فرضتها محدودية النتائج التي حققتها الإجراءات السابقة خاصة في ظل ضعف التزام المواطن مما أسهم في تطور الوضع بشكل خطير من حيث ارتفاع عدد الوفيات والإصابات الخطيرة وارتفاع عدد الحالات الجديدة المسجلة يوميا .
تعزيز الخط الأول وتفعيل الطب عن بعد
وأضافت بن علية أن فريق عمل متكون من اللجنة العلمية وممثلين عن مختلف الوزارات اشتغل على صياغة عدة إجراءات جديدة في انتظار الإعلان عنها رسميا من قبل رئاسة الحكومة، مشيرة إلى أن من بين المقترحات التي يتم العمل عليها حاليا تعزيز الخط الأول وتفعيل الطب عن بعد لمتابعة المرضى عن بعد وتحسين القدرة على التكفل بالمرضى في منازلهم وتوفير أسرة الأكسجين والإنعاش في مختلف النقاط في إطار تقريب الخدمات العلاجية وتسريع التكفل بالمرضى قبل تطور الوضع الصحي.
رقم يمكن أن يتضاعف خلال شهري نوفمبر وديسمبر
من جانبه، شدد مدير عام الصحة فيصل بن صالح على أن الحدّ من ارتفاع هذه الأعداد يتطلب المزيد من انخراط المواطنين وتجاوبهم مع الإجراءات والتدابير الوقائية خاصة وأن الدراسة الأخيرة التي أجريت تبين أن سلوك المواطنين الايجابي لم يتحسن وبقيت نسبة الالتزام بارتداء الكمامة مستقرة منذ تاريخ 23 أكتوبر الجاري أي في مستـــوى 40 % مؤكدا على ضرورة احترام إجراءات الوقاية لاسيما ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل الأيدي فضلا عن تطبيق البروتوكولات الصحية لمحاصرة الفيروس. كما أشار إلى أن رقم الوفيات المسجل والذي تجاوز 1100 حالة وفاة يمكن أن يتضاعف خلال شهري نوفمبر وديسمبر القادمين في صورة تواصل تراخي المواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات حسب توقعات وضعتها الوزارة والتي تعمل على توفير كل التجهيزات والإمكانيات لمواجهة هذه الجائحة وتعمل حاليا على تحسين جاهزية القطاع الصحي العمومي والتنسيق مع القطاع الخاص لتوفير أسرة الإنعاش وأسرة الأكسيجين حيث سيخصص 15 % من طاقته لأسرة الإنعاش لمرضى الكوفيد.
توفير 1000 سرير في اليومين القادمين
وزارة الصحة وضعت أيضا خطة على مستوى الخط الأول لمزيد تقريب الخدمات وخاصة أسرة الإنعاش، وقد تمّ توفير 350 سريرا في انتظار أن تبلغ 1000 سرير في اليومين القادمين، مع تقريب الخدمات في المنازل عن طريق العيادات عن بعد إلى جانب ذلك سيتم تخصيص رقم أخضر انطلاقا من الاثنين المقبل للإحاطة النفسية للمرضى ومهنيي القطاع، وفق بن صالح الذي أفاد أن رئاسة الحكومة قد وضعت آلية خاصة بالشراءات في القطاع الصحي لتسهيل تلبية الحاجيات في هذا المجال.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115