المشيشي وتسارع وتيرة لقاءاته مع الكتل البرلمانية والأحزاب: البحث المتواصل عن الأغلبية البرلمانية لتعويض «خسارة» دعم رئيس الجمهورية

مرّ أكثر من شهر على منح الثقة لرئيس الحكومة هشام المشيشي وحكومته من قبل مجلس نواب الشعب ولا زال رجل القصبة يبحث عن الأغلبية البرلمانية

وتكوين فريق عمل صلب البرلمان يضمن له مرور مشاريع القوانين الحكومية، بحث يتجسد من خلال سلسلة اللقاءات الثنائية والجماعية التي يقوم بها المشيشي مع مختلف الكتل البرلمانية خاصة منها الداعمة له، لقاءات تسارعت وتيرتها في الأيام الأخيرة في ظلّ توتر العلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية قيس سعيد بسبب التنازع حول الصلاحيات، لقاءات يسعى من خلالها المشيشي للبحث عن دعم برلماني بعد أن خسر دعم رئيس الجمهورية.

على امتداد اليومين الأخيرين ومع انطلاق المدة البرلمانية الثانية، التقى هشام المشيشي مع وفد عن حركة تحيا تونس ورئيس كتلة الإصلاح حسونة الناصفي ثم النائب عن حركة تحيا تونس حسين جنيح فرئيس الكتلة الوطنية حاتم المليكي..لقاءات جاءت في إطار مواصلة اللقاء في إطار المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة مع مختلف الأحزاب والكتل البرلمانية للإعداد للتنسيق والتعاون بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في المدة البرلمانية الجديدة، ثم استقبل أول أمس كلا من مصطفى بن أحمد رئيس كتلة حركة تحيا تونس وسنية بالشيخ المديرة التنفيذية للحركة.

من أجل توفير كل ممهدات النجاح للحكومة
وفق بلاغ لرئاسة الحكومة فقد تمّ خلال لقاء المشيشي بوفد عن تحيا تونس استعراض أبرز أولويات الحكومة في المرحلة المقبلة والقوانين التي ينبغي الإسراع بإصدارها وإيجاد آليات التعاون في هذا الخصوص بين الحكومة ومجلس نواب الشعب. وعبّر مصطفى بن أحمد عن استعداد حزبه للتعاون والتنسيق المتواصل مع رئيس الحكومة خاصة وأن الوضع الحالي في البلاد يقتضي تكاتف كل الجهود وحشد كل الطاقات والقوى لمجابهة الوضع الصحي وتوفير كل ممهدات النجاح للحكومة. هذا وقد التقى المشيشي في ذات اليوم مع رئيس كتلة الإصلاح حسونة الناصفي ويندرج هذا اللقاء في إطار المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة مع مختلف الأحزاب والكتل البرلمانية من أجل التنسيق مع كل الأطراف السياسية لمواجهة التحديات التي يفرضها الوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحي. وأكد حسونة الناصفي أن اللقاء استعرض جملة الإجراءات التي أقرتها الحكومة لمواجهة انتشار فيروس «كورونا» ومتابعة وضعية المناطق الموبوءة واصفا هذه القرارات بـ«الجيدة» مع ضرورة تفاعل المسؤولين في الجهات والمناطق الداخلية معها.

فريق عمل بين القصبة وباردو
وأضاف الناصفي أن اللقاء تناول العودة البرلمانية وأولويات الحكومة في المرحلة القادمة وخاصة مسألة التنسيق مع الكتل المساندة للحكومة من خلال التركيز على العمل التشريعي، كما عبّر عن استعداد كتلته لمساندة الحكومة. التقى رئيس الحكومة يوم أمس رئيس الكتلة الوطنية حاتم المليكي. ويندرج اللقاء في إطار التفاعلات الدورية التشاورية بين الحكومة ومؤسسات الدولة ومختلف الكتل البرلمانية للتداول في أهم الملفات ذات الأولوية على غرار الملفات الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وجدّد المليكي التزام الكتلة الوطنية بمساندة الحكومة ودعمها خاصة في مجابهة أزمة الكوفيد-19 بطريقة مدروسة وناجعة. كما أفاد المليكي أنه تمّ التشاور في إمكانية تكوين فرق عمل بين رئاسة الحكومة والأحزاب والكتل البرلمانية، يأخذ بعين الاعتبار المسائل العاجلة.

كما التقى النائب عن حركة تحيا تونس حسين جنيح الذي أفاد أن اللقاء تطرق للإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الفترة الأخيرة بعد تفشي فيروس الكورونا في تونس وضرورة حسن تطبيقها. كما أوضح النائب عن حركة تحيا تونس أن جهة سوسة والساحل عموما تعاني من انتشار هذا الفيروس ومن واجب الدولة الوقوف إلى جانب الجهة داعيا في هذا الإطار إلى التفاف الجميع لدعم مجهودات الحكومة في كافة أنحاء الجمهورية.

القصبة ملتقى لكل المكونات
وفق ما أكدته مصادر مطلعة من رئاسة الحكومة لـ«المغرب» فإن رئيس الحكومة سبق وأن أكد في خطاب سابق له أن لقاءاته ستتواصل مع مختلف الأحزاب والكتل البرلمانية ومع مكونات المجتمع ولن تقتصر فقط على الأحزاب، حيث التقى مع وفد عن المنظمات الوطنية من اتحاد الشغل واتحاد الفلاحين ومنظمة الأعراف، هذا وكان له أيضا لقاء ثنائي مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، وهذه اللقاءات تأتي في إطار التفاعل والنقاش مع مختلف مكونات الساحة الوطنية والسياسية في الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، وشددت على أن وتيرة اللقاءات قد تسارعت في الأيام الأخيرة بحثا عن التنسيق الضروري وتكاتف الجهود للقضاء على كل المناكفات والتجاذبات والعمل جماعيا لمجابهة جائحة الكورونا، إضافة إلى ذلك فإن الحكومة أمامها عدة مشاريع قوانين ولا بدّ من البحث في هذه الحالة عن الدعم الضروري، فرئيس الحكومة لا يريد أن يعمل بمفرده بل يريد أن تكون القصبة ملتقى لمختلف مكونات النسيج الوطني والاجتماعي بما يخدم مصلحة البلاد. وأضافت ذات المصادر أن الباب مفتوح لكل من يطلب التشاور مع رئيس الحكومة سواء أكان من الأحزاب الداعمة له أو غير الداعمة له، مشيرة إلى أن التواصل والتشاور سيكون -دائما- وفق ما أكده رئيس الحكومة.
يدرك المشيشي جيدا وخاصة بعد أن خرجت خلافاته مع رئيس الجمهورية إلى العلن أن عليه البحث عن الأغلبية البرلمانية بعد أن خسر دعم رئيس الجمهورية، لينطلق في عقد سلسلة من اللقاءات لاسيما مع الأحزاب التي تعادي الرئيس على غرار حزب قلب تونس وحركة النهضة وائتلاف الكرامة وغيرها من الأحزاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115