الكورونا..مع تسجيل 1087 إصابة و11 حالة وفاة في يوم واحد: المقاهي دون كراس بداية من الغد وإمكانية الغلق الجزئي لبعض المعتمديات المصنفة «ساخنة»

بعد تسجيل رقم قياسي لعدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا في يوم واحد، 1087 إصابة، مع تسجيل 11 حالة وفاة، ارتفعت نسبة الخطر وبات الوضع الوبائي في البلاد

يستدعي الرفع من مستوى الحيطة والحذر إلى أقصى حدّ ، ويبدو أن منحى الإصابات وحالات الوفاة في تصاعد غير مسبوق مما ينبئ بأن الحالة الوبائية في البلاد في الأسابيع القادمة ستدخل منعرجا خطيرا، وحسب تصريح إعلامي لرئيس الحكومة هشام المشيشي على هامش موكب تكريم عدد من باعثي مشاريع «إقامات ريفية» بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة يمكن أن نصل إلى مرحلة الغلق الجزئي لبعض المناطق، على غرار المعتمديات المصنفة «ساخنة» في صورة تفشي وباء كورونا.

سجلت البلاد رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات بفيروس كورونا بتاريخ 24 سبتمبر الجاري بـ1087 إصابة جديدة من مجموع 5165 تحليلا مخبريا و11 وفاة إضافية، وفق ما كشفت عنه وزارة الصحة في بيان لها حول الوضع الوبائي نشرته فجر أمس. وبتسجيل هذه الحالات الجديدة ارتفع العدد الجملي للمصابين إلى 14392 حالة مؤكدة، في حين بلغ عدد الحالات النشيطة الحاملة حاليا للفيروس 9360 حالة، وبلغ عدد المرضى الذين يتم التكفل بهم في المستشفيات 270 حالة، فيما يقدر عدد المرضى الموجودين بأقسام العناية المركزة ب71 مريضا، و27 مريضا تحت جهاز التنفس الاصطناعي، ليبلغ العدد الجملي الذين تمّ التكفل بهم بالمستشفيات 842 شخصا. وأما العدد الجملي للوفيات فقد ارتفع إلى 191 حالة وفاة، منهم 141 حالة وفاة تم تسجيلها بعد فتح الحدود في 27 جوان الماضي.

10 معتمديات «HOT SPOT»
بالرغم من التفشي غير المسبوق لفيروس الكورونا وتسجيل أرقام قياسية -يوما بعد آخر- في حالات الإصابة، شدد رئيس الحكومة على أنه لا مجال في الوقت الحالي للعودة إلى الحجر الصحي الشامل، وفمنذ انتشار فيروس كورونا عملت الحكومة على تحقيق التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والصحية وهو الأمر الذي تعمل به مختلف بلدان العالم. وبين أن الحكومة قد تتجه نحو غلق المعتمديات التي يفوق فيها عدد الإصابات الــ 250 إصابة لكل 100 ألف ساكن، مشيرا إلى أن الغلق الجزئي للمناطق المصنفة حمراء أدى إلى نتائج إيجابية ومثال ذلك معتمدية الحامة من ولاية قابس، علما وأن وزارة الصحة أكدت في بلاغها التحييني للوضع الوبائي أن 10 معتمديات باتت مصنفة «مناطق ساخنة» «HOT SPOT»، أي أنّها سجّلت 250 إصابة لكل 100 ألف ساكن.

إجراءات سيقع الانطلاق في تنفيذها بداية من الغد
في سياق متصل، أعلن وزير الصحة فوزي المهدي عن حزمة من الإجراءات الجديدة المنتظر أن تدخل حيز التنفيذ في الأيام القليلة القادمة منها أن أي منطقة يفوق عدد المصابين بالفيروس بها 250 مصاب لكل 100 ألف ساكن سيتم تطبيق الحجر الصحي العام فيها، وإغلاق الأماكن ذات التجمعات الكبرى فيها، ومنع التنقل إلى هذه المناطق، وإجبارية ارتداء الكمامات حتى بالفضاءات المفتوحة، إضافة إلى القيام بحملات التنظيف والتعقيم بها، مشددا على إمكانية التوصل إلى اتخاذ قرار منع الجولان ليلا إذا اقتضى الأمر ذلك. هذا وسيتم بداية من يوم الغد الاثنين 28 سبتمبر الجاري منع الكراسي في المقاهي وإلزام المطاعم باحترام التباعد الاجتماعي وسيتم تشديد الرقابة و قد تصل العقوبات إلى حدّ غلق الفضاءات التي لا تحترم هذه القرارات. كما سيتم الحدّ من المشاركين في الأعراس بـ30 % في طاقة استيعاب القاعات، وإجبارية الكمامة في وسائل النقل العامة والخاصة وستصل العقوبات إلى حد سحب الرخص.

غرفة المقاهي ترفض
ويشار إلى أن قرار منع الكراسي في المقاهي بداية من الغد قد أثار غضب واستياء المهنيين، حيث عبرت الغرفة الوطنية للمقاهي صنف 1 عن رفضها للقرار الذي لم يصدر إلى حد كتابة هذه الأسطر في بلاغ رسمي والإعلان عنه تمّ في تصريح إذاعي لوزير الصحة، كما أن اتخاذ مثل هذه القرارات يجب أن يتم بالتشاور مع الأطراف المعنية فضلا عن ذلك فإن المقاهي ملتزمة بتطبيق البروتوكول الصحي.

الإصابات تتجاوز الألف في اليوم الواحد
الأيام والأسابيع القادمة ستكون صعبة وعسيرة على البلاد بالنظر إلى سرعة تفشي فيروس الكورونا في البلاد وارتفاع حلقات العدوى والتي باتت أغلبها مجهولة المصدر، وبتجاوز الألف إصابة في اليوم، تصاعدت المخاوف لتشهد كل الولايات حالة من الهلع والفزع خاصة وأن الأرقام مرشحة أكثر للارتفاع وقد يتم تسجيل أرقام قياسية أخرى، هلع وفزع يقابله تشديد وزارة الصحة وكل المسؤولين في الدولة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية المتمثلة بالأساس في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي والالتزام بتطبيق جميع البرتوكولات الصحية المتفق عليها وسيتم اتخاذ إجراءات ردعية تطال المخالفين.

جلسة عمل
ويذكر أن جلسة عمل انتظمت أمس بإشراف وزير الصحة فوزي المهدي وبحضور أعضاء الجامعة العامة للصحة يتقدّمهم كاتبها العام عثمان الجلولي. وقد خصّصت لتدارس مشاغل مهنيّي القطاع في ظل الوضع الصحي الحالي، حيث تمّ الاتفاق على تذليل مختلف الصعوبات وتجاوز تحديات المرحلة من خلال تحسين ظروف العمل بالمؤسسات الإستشفائية والحفاظ على سلامة مهنيّي الصحة بتوفير مستلزمات الوقاية الفردية والتلاقيح ضد النزلة الموسمية الوافدة إلى جانب الإحاطة الصحية والنفسية بأعوان الصحة حاملي كوفيد 19. كما تم الاتفاق على الترسيم والتسوية النهائية للمنتدبين بصفة تعاقدية والأعوان الوقتيين وإصدار التعليمات لإتمام الإجراءات والتسريع بإتمام الإجراءات المتعلقة بانتداب 3000 إطار صحي والالتزام بتوفير وسائل الحماية للأعوان بالعدد الكافي وإجراء دوريات تفقد ومتابعة لرصد النقائص.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115