فيما تغيب ثلثاها عن اللقاء تاركين مقاعدهم للمنسقين الجهويين لملء الفراغ قبل اخذ الصور التذكارية للقاء.
منذ شهر احتضن ذات النزل بمدينة القيروان لقاء للمنسقيين الجهويين لحركة نداء تونس انتهى باعلان المجتمعين دعمهم للهيئة السياسية، وذلك بالتزامن مع أشغال الايّام البرلمانية لكتلة الحزب التي اتخذت في تلك الدورة قرار إعلان الصدام التام مع الهيئة السياسية.
لكن ذات النزل كان شاهدا يوم أمس على تغيير خطاب إطارات حركة نداء تونس، فبعد اللقاء التكويني لإطارات الحزب بكل من ولايات القيروان والمنستير وسوسة والمهدية وزغوان، عقدت الهيئة السياسية للحركة في ظلّ غيابات من الحجم الثقيل في الهيئة. فكل من بوجمعة الرميلي والأخوين اللومي وعبد العزيز القطي وغيرهم غابوا عن فعاليات الهيئة السياسية التي تنعقد بعد يومين من استقالة رضا بلحاج من منصبه كرئيس لها.
هذه الهيئة التي قررت عقد لقاءها برئاسة حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للحزب، ساعات قليلة بعد استقالة رضا بلحاج، تغيب عنها 12 نائبا بمجلس نواب الشعب اي حوالي ثلثي تمثيلية النواب بالهيئة السياسية، بحثت عن كيفية تجاوز ازمة الاستقالة التي تبشّر بعصف ما تبقى من الحزب بشكله الحالي.
فمن ظل في الهيئة السياسية والتحق باجتماع القيروان يمني نفسه بان رفض استقالة رضا بلحاج شكلا ومضمونا سيساعده على ربح وقت لصياغة مبادرة جديدة تهدف إلى «إرضاء» رضا ومن معه، وتقديم ما يعتبرونه تنازلات لصالح هذه المجموعة.
ومسار تخفيف الأضرار وإثناء الرجل عن استقالته انطلق منذ يوم الخميس الفارط شارك فيه من تحمله المجموعة الملتفة حول بلحاج مسؤولية وصول الحزب إلى نهايته. فالاتصالات التي تلقاها بلحاج وفق الملتفين حوله لإثنائه عن الاستقالة كانت من قبل قصر قرطاج والمدير التنفيذي ونواب من الكتلة. هؤلاء جميعا أربكهم إقدام بلحاج على الاستقالة، ولكن ما أربكهم أكثر وفق ما كان قد صرح به بوجمعة الرميلي سابقا لـ«المغرب» هو أن استقالة بلحاج ليست سوى الشجرة التي تحجب غابة الاستقالات القادمة، والتي يبدو ان أصحابها قرروا مقاطعة أشغال الهيئة السياسية يوم أمس بالقيروان. هذه المقاطعة التي تعكس رفضا صريحا لمحاولة رأب الصدع الحاصل بين شقين في الحزب، الرافد اليساري والنقابي او من تبقى منه والرافد الدستوري التجمعي، فمن وجهة نظر بوجمعة الرميلي لم تعد مبادرات «الترميم والتلفيق» ذات فاعلية، فقد استنفد الجميع.....