بعد إجراء 3 آلاف تحليل مخبري في جزيرة جربة لعينات عشوائية: البلاد خالية تماما من العدوى المحلية بفيروس كورونا

• تسجيل 300 حالة إصابة وافدة بالفيروس منذ شهر مارس إلى حد الآن وإعداد خطة وطنية موحدة للتأهب لخطر اندلاع موجة ثانية

تمّ خلال ندوة صحفية مشتركة بين وزارتي الصحة والسياحة عقدت يوم أمس حول تطور الوضع الوبائي ونتائج الاختبارات السريعة المجراة بجزيرة جربة، الإعلان عن خلو التراب التونسي من الإصابات الأفقية والمحلية بفيروس الكورونا، ووفق تأكيد وزير الصحة عبد اللطيف المكي فإنه تمّ إجراء 3 آلاف تحليل مخبري PCR بطريقة جديدة في جزيرة جربة لأشخاص يمثلون 711 عائلة من مختلف الشرائح العمرية ولم يتم تسجيل أية حالة إيجابية وهو ما يشير إلى أن الجهة خالية تماما من الكوفيد 19 لا في جربة فقط بل في كافة المناطق السياحية، مشيرا إلى أن هذه العملية عملية رمزية قامت بها الوزارة للتأكيد وتقديم دليل إضافي على نقاوة البلاد من فيروس الكوفيد.

إجراء التحاليل المخبرية في جربة باعتبارها أولى المناطق الموبوءة بينت خلو التراب التونسي تماما والى حدّ الآن من الإصابات الأفقية والمحلية بفيروس كورونا المستجد باعتماد عينة عشوائية من كافة مناطق جربة، وفق وزير الصحة الذي أفاد أنه بعد فتح الحدود فإن الحالات التي تم تسجيلها حالات وافدة، مثمنا الدور الذي قام به كل رجالات الصحة ونساؤها الذين قادوا عمليات التقصي حول الفيروس بالمخبر المرجعي في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة وأيضا الإدارات الجهوية في مدنين والمناطق المجاورة، عبر إجراء هذا الكم الهائل من التحاليل التي أثبتت خلوّ البلاد من الفيروس، وهذا الجهد بمثابة الهدية العلمية من خلال الرقم الكبير للتحاليل واثبات سلامة البلاد من الكوفيد.
استثمار الانجاز
وقد ثمن وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد علي التومي بدوره مجهودات وزارة الصحة «الجيش الأبيض» في القدرة على السيطرة على زمام الأمور منذ انطلاق الأزمة والأهمية التي تم منحها للمناطق السياحية بتونس، مشددا على أن الوضع الوبائي في جزيرة جربة كان عالي المخاطر لكنه تمّ اليوم تجاوز ذلك بصفر حالة، وبين أن جزيرة جربة تعد من ابرز المناطق السياحية في البلاد والتي أصبحت الآن مصنفة «جاهزة وآمنة»، وهذه المجهودات من شأنها أن تزيد في تدعيم الصورة الإيجابية التي حظيت بها تونس منذ بداية التعامل مع وباء كورونا، معربا عن أمله في استثمار هذا الانجاز عبر انطلاق رحلات من الخارج نحو تونس وتحديدا باتجاه جزيرة جربة، خصوصا، وبقية المناطق السياحية عموما.
السيطرة المحلية بشكل كلي على الفيروس
من جهتها أكدت رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية أن الوزارة قامت بعملية بحث ميداني وأخذ عينة عشوائية في جزيرة جربة وبالتحديد في 3 معتمديات وفاقت نسبة المشاركة 90 % لكافة الشرائح العمرية، شاركوا فيها بالتحديد 2756 شخصا يمثلون 711 عائلة، ومن بين العينة المعتمدة حالتان أصيبتا سابقا بالفيروس، مشيرة إلى أن صفر شخص من هؤلاء حاملي للفيروس، وهو ما يعزّز النتائج التي حققتها تونس في القدرة على السيطرة المحلية بشكل كلي على الفيروس، علما وأن البحث الميداني قد أنجز من 9 إلى 13 جوان المنقضي، بالتعاون مع المعهد الوطني للإحصاء بتونس. وشددت بن علية على عدم وجود حالات عدوى محلية خلال تلك الفترة وهذا يؤكد السيطرة على العدوى المحلية وجزيرة جربة تمثل جميع ولايات الجمهورية التونسية، قائلة «تونس حقيقة لم تعد لها عدوى محلية».
تقصي الحالات الوافدة
وأشارت إلى أن عمليات التقصي تتم حاليا على الحالات الوافدة من المناطق المصنفة ذات انتشار سريع أو متوسط للفيروس، وأعلنت أنه تمّ بتاريخ 8 جويلية إجراء 1131 تحليلا مخبريا وقد تمّ تسجيل 10 حالات إصابة جديدة وافدة ليرتفع العدد إلى 1231 حالة مؤكدة تتوزع بين 1055 حالة شفاء و50 حالة وفاة و126 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس وهي بصدد المتابعة وجميع الحالات النشيطة وقع التكفل بهم داخل مراكز إيواء مخصصة للغرض. كما أكدت أن تصنيف الدول مبني على عدة مؤشرات علمية على غرار نسبة حدوث الحالات في الـ14 يوما الأخيرة وهي فترة الحضانة للفيروس وأيضا نسبة حدوث الحالات في الـ28 يوما الأخيرة. وأفادت أن الفترة الأخيرة تميزت بارتفاع عدد الحالات الوافدة من الوافدين غير الشرعيين، وقد بلغ العدد الجملي للحالات الوافدة منذ شهر مارس تجاوز الــ 300 حالة وافدة.
احتياطات للتوقي من الفيروسات الموسمية
وفق مديرة المرصد فإن الوزارة تعمل على ضبط خطة وطنية موحدة للتأهب مرة أخرى لخطر اندلاع موجة ثانية خاصة مع تميز فترة الخريف والشتاء بالفيروسات الموسمية وأخذ كل الاحتياطات الضرورية للتوقي وتتمثل في ضرورة إجراء تلقيح ضدّ النزلة الموسمية ولاسيما كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة أو النساء الحوامل والإطارات الطبية وشبه الطبية نظرا لتعرضهم أكثر من غيرهم إلى خطر الإصابة بهذا الفيروس. وأضافت أن الحالة الوحيدة التي يمكن أن نقول فيها أن تونس محمية تماما من عودة الفيروس هو في حال أكثر من 60% من الأشخاص تعرضوا لهذا الفيروس وكانت لديهم مناعة ضد هذا الفيروس وهو ما لم يصل إليه أي بلد في العالم، لتشدد على أنه لا يمكن اليوم الجزم بمناعة مكتسبة ضد هذا الفيروس بعد الإصابة به، والحل الوحيد لاكتساب المناعة هو إيجاد لقاح ضد الفيروس، وما يمكن التأكيد عليه حاليا للحدّ من خطر انتشاره في حال اندلاع الموجة الثانية هو إدراج الإجراءات الوقائية الواردة بالبروتوكول الصحي كي تصبح منهج حياة خلال الفترة القادمة، المتمثلة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي والابتعاد عن التجمهرات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115