جهة أخرى.. شعارها «بيض صنائعنا ..سود وقائعنا//خضر مرابعنا..حمر مواضينا»، آمرها العقيد أنيس فريخة.. صفتها الكفاءة والانضباط، هدفها ترسيخ المبادئ الوطنية والقيم العسكرية النبيلة، اسمها مدرسة ضباط الصف الهادي والي ببنزرت..
إنه لقسم عظيم، تقشعرّ له الأبدان، قسم دوري مرّة في كل أسبوع لترسيخ احترام قيم الجمهورية التونسية، قسم يصرخ به عاليا كل تلميذ مرة في الأسبوع، قسم من القلب إلى عنان سماء الوطن حيث تلتحم رايته بدماء شهداء تونس الأبرار، قسم هو صرخة الدماء في العروق: “اقسم بالله العظيم، أن أتفانى في خدمة الوطن، والدفاع عن حوزته، وحماية مؤسساته الشرعية ومكاسبه، من كل خطر أو عدوان داخلي أو خارجي، وأن أحترم قوانين الدولة وأقوم بعملي بكل شرف وأمانة في كنف الطاعة والانضباط كي تبقى تونس حرة منيعة، أبد الدهر.. أبد الدهر.. أبد الدهر”..23 ألف ضابط كان هذا دأبهم منذ تكوين المدرسة..
هذه المدرسة بدأت في انتداب العنصر النسائي منذ سنة 1976، أونسبته في المدرسة تقدر بـ 6 % من مجموع التلاميذ الذين يؤمونها حاليا، أي بلغة الأرقام 32 عنصرا نسائيا.
هي آخر زيارة للمنشاءات العسكرية التي نظمتها وزارة الدفاع الوطني للصحفيين، حيث حطت «المغرب» الرحال في بنزرت أين تعرفت على مدرسة ضباط الصف التي تأسست في 9نوفمبر 1956 بثكنة باردو، وانتقلت إلى بنزرت في جانفي 1967، واطلق عليها اسم “الملازم الهادي والي، وهو أحد أبطال تونس ممن استشهدوا في معركة الجلاء، هذه المدرسة كوّنت لهذا الوطن منذ انبعاثها قرابة الـ23 ألف ضابط صف خلال 59 دورة تدريبية تواصلت كل واحدة منها 41 أسبوعا.. واحد وأربعون أسبوعا من العمل الجاد الصارم الحازم، يأخذ فيه التلميذ من كل شيء بطرف: دروس علمية عسكرية، تكوين بدني ورياضي، التمرّس في مجال فنون القتال، التعاطي مع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، استعمالا وصيانة وتركيبا..
حماية جزء من الشريط الساحلي والمساعدة في حفظ النظام ومساعدة المواطنين عند حدوث كوارث طبيعية، هذه من مهام هذه المدرسة كما بين آمر مدرسة ضباط الصف العقيد أنيس فريخة، أنّ هذه المدرسة هي أول مؤسسة تكوينية لفائدة الجيش الوطني حيث تلتزم عملا وتطبيقا بتكوين التلامذة ليكونوا ضباط صف لفائدة الجيش الوطني التونسي وإداراته ومختلف المصالح المشتركة المنضوية تحت لواء وزارة الدفاع الوطني.
قدّمت هذه المدرسة 20 شهيدا منذ انبعاثها، 5 منهم استشهدوا في خلال معركة الجلاء، و15 شهيدا راحوا ضحية العمليات الإرهابية الجبانة بعد 14 جانفي 2011.