السنوي لامنيه العام الذي بات مناسبة لمعرفة الخيارات الكبرى للاتحاد في القضايا الرئسية وتكشف عن كنه علاقته بحكومة الفخفاخ التي بشرت بقدوم « زمن التضحيات ».
لم تكن بطحاء محمد علي بالعاصمة تشبه ما كانت عليه قبل سنة من يوم امس، حتى الاعلام والشعارات والزينة التي ملاءت البطحاء لم تنجح في ملى الفراغ الذي خلفه غياب النقابيين عن بالطحاء في « عيد الشغل » الذي بات مناسبة تهتز له الدولة وهي تراقب تجمع النقابيين وخطاب قادتهم وهم يقدمون صورة عما ستكون عليه العلاقة بين السلطة التنفيذية وبين المنظمة النقابية، ما بين العيدين.
مناسبة غاب عنه الاحتفال ولكن حافظت على ركن قار وهو خطاب الامين العام الذي توجه امس بكملة لامنيه العام نور الدين الطبوبي نشرت على صفحة المنظمة بموقع « الفايسبوك »، التي اعلن فيها الرجل عن بداية التوتر في العلاقة بين المنظمة والحكومة التي بالكاد مر على وجودها الشهرين.
فالرجل القوي في اتحاد الشغل اختار ان يشرح موقفه مما يحدث في البلاد علي1 خلفية ازمة كورونا في كلمة مدتها نصف ساعة تطرقت لكل شيء، الكورونا والعولمة والمستقبل والتضامن والصحة والاتحاد الاوروبي وكيف سيتغير التاريخ الى ما قبل وما بعد الكورونا.
تحدث الطبوبي ليقول ان الكورونا هدمت الكثير من المقولات اليبرالية وغيرت الاولويات وابرزت اهمية القطاع العام والقطاع الفلاحي واهمية التركيز على البحوث العلمية والمخبرية، كما تطرق الرجل الى التدعيات المستقبلية والفلسفية لفيروس كورونا على العالم وعلى الانسان.
من العالم وكيف جابه الكورونا مر الطبوبي الى الوضع الداخلي الذي قال انه كشف ان تونس تعاني من دور تخريبي بمحتكرين ومهربين وسماسرة يتاجرون في الماسي ويحققون ارباحا على حساب المجموعة الوطنية، ليمر من هؤلاء الى من وصفهم بمروجي المغالطات وهم بعض السياسين ورجال الاعمال الذين يعادون القطاع العام.
قطاع تكلم عنه الطبوبي وقال انه استعاد اعتباره نظرا لما قدمه في هذ الازمة، وانه بات من الضروري ان يقع اصلاح المؤسسات العمومية من مقاربة تشاركية تضمن استمرار المرفق، ومن المؤسسات الى العمل الهش الذي قال انه لم يعد ممكن القبول به خاصة وان الازمة كشفت عن هشاشة الوضع الاجتماعي في تونس.
رسائل بالجملة في كلمة الطبوبي التي لم يغب عنها التشديد على دور الاتحاد في الازمة او من دعوة لجميع التونسيين من سياسين ومجتمع مدني الى ترك الحسابات الخاصة والتركيز على مجابهة الجائحة والمستفيدين منها.
مستفدين المح اليهم الطبوبي الذي قال ان بعض المؤسسات الاقتصادية في القطاع الخاص صدرت عنها تصريحات مستفزة تتنكر فيها من واجب التضامن والتازر وكيف بحث بعضهم الالتفاف على اتفاق 14 افريل الفارط، القاضي بصرف اجور العمال في القطاع الخاص.
استفزاز قال ان الاتحاد لم يقع فيه ولكنه في المقابل لن يبقى صابرا وضبطا لنفسه في ظل تكرر محاولات استهداف العمال والتنكر للاتفاقيات في القطاع الخاص، لوجه تحذيرا بلهجة حادة حرص عبرها على ان يضع حدا لبعض من رجال الاعمال بان الاتحاد لن يصمت عن انتهاكاتهم لحقوق العمال.
ومن القطاع الخاص انتقل الرجل للقطاع العام ليتجه الى الحكومة لطالبها بوقف اقتطاع المساهمات الاستثنائية للموظفين، التبرع بيوم عمل٫ وقال ان التبرع ادى دوره ولم يعد ممكن ان تقتصر التضحيات على الاجراء فقط. وان علي الحكومة ان تنظر في حلول اخرى منها ملف الديون والبحث عن كيفية تعليقها.