بالأساس الى تقليص منحى انتشار العدوى لتجنب الاسوأ، ولكن هذا يظل غير كاف طالما ان الافراد/ الشعب لم ينخرطوا في مجهود محاربة الوباء خاصة المعنيين بإجراءات العزل الصحي.
مع بداية ظهور فيروس كوفيد 19 في محيطنا والدول المجاورة خاصة الأوروبية راهنت السلطات التونسية على «وعي» القادمين من مناطق اصابها الفيروس، وعبرت عن ذلك بتوصية التزام بالحجر الصحي الطوعي مدة 14 يوما للتيقن من عدم التعرض للإصابة بالفيروس ومنع انتقاله الى اخرين.
دعوة للأسف لم يقع احترامها من قبل عدد من المعنيين مما دفع السلطات الى الالحاح والتأكيد على ضرورة الالتزام بالحجر الصحي وتجنب تعريض الاخرين للخطر، وكان الامر كانه لم يكن ليستمر من لم يلتزم بالحجر الصحي في ممارسة حياته بشكل طبيعي والتنقل بين الاماكن والاحتكاك بالناس لأيام.
هذا السلوك ساهم بشكل مباشر في منحى الانتشار المحدود لفيروس كورونا المستجد وانتقال الاصابات من اصابات مستوردة الى عدوى محلية انتقلت لتونسيين احتكوا بشخص لم يحترم الحجر الصحي، هنا انتقل الطلب الى التنبيه والتحذير من ان عدم الالتزام هو جريمة، وهذا القول صدر منذ تسجيل أول إصابة في تونس ولكن للأسف تواصل عدم احترام التوصية على اعتبار ان المعنيين بالحجر الصحي غير مصابين وفق نتائج المسح الحراري في الموانئ .
وللأسف يستمر الوضع ويستمر عدم احترام الحجر الصحي من قبل القادمين من دول باتت تمثل بؤرا للوباء، وهذه المرة لا يمكن التبرير بقلة الوعي او عدم المعرفة او السقوط في فخ التقليل من الخطر واستبعاد احتمال الاصابة، بل يجب التعامل مع الامر على انه جريمة مع سبق الاصرار. جريمة لا يجب ان يفلت صاحبها من العقاب.
وان اردنا ضمان تقليص العوامل الموضوعية لانتشار الفيروس، لابد من التعامل معه على انه قضية وطنية، تماما كما الارهاب اي انخراط الجميع في جهود مواجهته، وأولى الخطوات اللازمة هي ان يحترم القادمون من بؤر الوباء او الدول التي سجلت فيها اصابات عملية العزل الصحي وان يحرص اقرباؤهم على ان يلتزم هؤلاء.
التزام ان لم يتوفر يقع اشعار الجهات الصحية به ، وهذه ليست وشاية فالأمر بمثابة محاربة عدو غير مرئي قادر على الانتشار بسرعة وله خصائص تسمح له بان يظل خامدا لأسبوعين فترة الحضانة ، كما ان قدرته على البقاء خارج جسم حي مرتفعة نسبيا.اي انه خطر استثنائي يتطلب اجراءات استثنائية لا يمكن ان تتحمل الاعتبارات الفردية والأسرية او اي مبرّرات لوضع حياة الاخرين في خطر.
ادراك هذا العنصر ومعرفة اننا نتعامل مع وباء سيساعد على ان ينخرط التونسيون بشكل مباشر في جهود الحد من خطره وتقليص منحى الانتشار، وهذا لن يتم دون احترام اجراء العزل الصحي، فباقي الاجراءات تظل محدودة التاثير على اهميتها، طالما وجد من هم حامل للفيروس ولو باحتمال ضعيف يتنقل بين الناس ويحتك بهم. خطر يمكن ان يقلص من حدته التونسيون باحترام اجراءت الوقاية والالتزام بالتعليمات والتوجيهات الصحية.