الرجل يرغب في دعم من الرئاسة والمجلس والشارع التونسي لانجاز ما تؤمن به حكومته «تونس الدولة الاجتماعية القوية».
أكد رئيس الحكومة الياس الفخفاخ يوم امس في حفل التنصيب وتسلم المهام من سلفه يوسف الشاهد على أهمية الاستقرار الحكومي والسياسي، مشيرا الى ان سنة واحدة غير كافية للانجاز او تحقيق برنامج حكومته.
هنا انتقل الرجل من التقييم الى القول الصريح بانه «جيت باش نقعد» أي ان حكومته لم تشكل لتستقيل بعد اشهر بل لتستمر في عملها الى حين تنفيذ وعودها، وهو ما دفعه الى ان يتجه الى الحاضرين في قاعة الحفل بقصر الضيافة بالقول «نامل ميصيرلناش لا قرطاج 1ولا باردو1 ولا القصبة1» والقصد هنا انه يرغب في ان لا تنقلب عليه رئاسة الجمهورية او مجلس النواب ويطالبون برحليه، او ان لا يتحرك ضده الشارع .
امل كشفه الفخفاخ في كلمته في موكب تسلم وتسليم السلطة، وهو يراهن عليه لضمان تواصل سياسي بين جيل سابق وجيل جديد قائلا انه سيبني تونس «التي نحلم بها» معتبرا ان الطبقات السياسية بدأت في التعرف على بعضها البعض رغم الاختلافات الايديولوجية وان النقاش اصبح يتمحور اليوم حول كيفية اصلاح البلاد وعن الملفين الاقتصادي والاجتماعي.
وقال ان « التونسيين تطوروا واصبحوا يؤمنون بالديمقراطية» مضيفا كنا نجهل وضع بلادنا والفقر في الجهات ..ولهذا سنبني تونس الجديدة وسنكون كلنا من اجل دولة قوية وعادلة اجتماعيا… هذا ما نؤمن به كلنا مؤسسات الدولة سلطة ومعارضة.
كلمات مرتجلة تحدث فيها الرجل عن نفسه قليلا عن تقاطعاته مع شخصيات سياسية، مرت على الحكم في تونس، ولكنه كشف في تفاصيلها عن انتمائه الفكري والسياسي وفلسفة حكومته، فالرجل يتحدث عن دولة اجتماعية قوية.
هذه الدولة سبق وكشفها الرجل في حملته للانتخابات الرئاسية، التي تقوم على مقاربة تجعل من الدور الاجتماعي للدولة محوريا ولكن باليات جديدة وتصور مختلف عن الدولة الراعية او الحاضنة.
تصور يبدو انه سيكون محل تقاطع بينه وبين جزء من حزامه السياسي، وسينعكس على رؤيته للإصلاحات الكبرى خاصة في ملف المالية العمومية والمؤسسات العمومية والصناديق الاجتماعية وملف الدعم.
رؤية يدرك الفخفاخ انه لتنزيلها سيكون في حاجة ملحة لسلم اجتماعية واستقرار مرتهن بعدم اثارة مجلس النواب لأزمة سحب الثقة منه او انقلاب الرئاسة عليه والبحث عن اقالته.