الجديد المقدم اليها للمشاركة في حكومة الفخفاخ أو رفضته وبذلك تصوت ضد الحكومة وتتجه الى انتخابات مبكرة في ظل مناخات مشحونة لا تخدمها.
السؤال يوم امس انحصر في هل من جديد في ازمة المشاورات الحكومية؟ والقصد هل تغير موقف اللاعبين الرئيسيين في المشهد، حركة النهضة والياس الفخفاخ واختار كل منهما الذهاب خطوة في اتجاه الاخر خاصة وان جهود الوساطة امتدت لتشمل كل من له تاثير ووزن في الساحة.
جهود انتهت الى صياغة عرض جديد قوامه تعديل بعض الاسماء المقترحة في حكومة الفخفاخ التي اعلن عنها بشكل غير رسمي يوم السبت الفارط، اسماء تتعلق بوزارات محددة لطمأنة الحركة بانها غير مستهدفة والاساسي بتقديم «تنازل» لرئيسها ليتمكن من تسويقه في مجلس شورى النهضة ولدى باقي قواعدها وانصارها لتبرير لماذا يجب ان تتنازل الحركة بدورها.
فالفخفاخ والنهضة يدركان جيدا انهما في وضع غير مريح لكليهما، فهما سيغادران معركة كسر العظام بخسائر لا احد منهما يرغب في تكبدها لذلك فان كلا منهما ينتظر من صاحبه ان يتقدم اليه بخطوة، والخطوة التي تجسدت في العرض الجديد الذي دفع به الوسطاء وسعوا في الارض لاقناع كل الفاعلين في المشهد به، واولهم النهضة والفخفاخ.
هذا العرض الذي تقول مصادر انه بات رسميا وعرضه الفخفاخ على النهضة طرح امس في اجتماع مجلس الشورى الذي عقد لتحديد الموقف منه سواء بالقبول او الرفض، وفي الحالتين ستناقش النهضة تداعيات كل قرار قبل حسم امرها والتصويت لصالح ما تراه مناسبا.
وما تراه الحركة مناسبا هو تقليص خسائرها المحتملة، وهذا ما يشغل شورى النهضة رغم غليانه وحالة الاحتقان بين اعضائه الذين يرون بانهم باتوا في حرب مفتوحة كثر فيها الخصوم، بداية من رئاسة الجمهورية وصولا الى عبير موسي والدستوري الحر.
قائمة الخصوم هي ما تناقشه النهضة وكيف تقلص من عددهم في مرحلة اولى لتنجح في كسب باقي جولات الحرب التي يبدو انها اعلنت بشكل او باخر مع كل من رئاسة الجمهورية والتيار الديمقراطي وحركة الشعب والفخفاخ، وكلهم تنظر اليهم النهضة على انهم «اعداء» وليس خصوما.
خصوم تنظر النهضة الى ما قد يسببونه لها من خسائر لتحدد هي موقفها منهم ومن تعالج اولا باول، وهذا الطرح يجعل مجلس شورى النهضة اقرب الى الاقرار بالمشاركة وان على مضض من رفض المشاركة وعدم التصويت بمنح الثقة، خاصة وان قلب تونس اعرب اثناء سير اشغال المجلس ان حكومة الفخفاخ لن تسقط لتجنب الفراغ.
اعلان سيرفع من الضغط على النهضة، ذلك بان الحكومة باتت اقرب الى ضمان نيل الثقة دون حاجة لاصوات النهضة ممما يجعل الحركة تكون اكبر الخاسرين ان مرت الحكومة ولم تكن هي جزء منها، خسارة ستتضاعف خاصة وان كان احد اسباب الرفض وهو قلب تونس يتخذ موقفا معارضا للنهضة.
نقاش استمر، في ظل خيارات متعددة حملها التحسن النسبي للعروض المقدمة اليها، عروض لم تصل الى الاقرار بحكومة وحدة وطنية وهو ما قسم المجلس الى قسمين، الاول يرفض تغيير الموقف باعتبار ان الفخفاخ لم يغير موقفه من حكومة الوحدة الوطنية والرأي الثاني يرى بالمشاركة على اعتبار التدرج في الوصول الى هذه الحكومة.
هذه المعطيات هي ما تطرق اليه مجلس الشورى ويبدو انها ستكون احد ابرز اسباب قبوله للمشاركة من عدمها، ما تبقى هو عملية الاخراج وكيفية تسويق تراجع الحركة بخطوة، تسويق تريد منه الحركة ان ينهى سلسة الانيهار ويهئي الى اعادة ترتيب الاوراق، وبالاساس تريد ضمانات على ان دور المجلس لن يطاله تغيير اي ان رئيس وعهدته ستظل كما هي.
مجلس شورى حركة النهضة: العرض الجديد يغيّر الحسابات فهل يغيّر الموقف ؟
- بقلم حسان العيادي
- 12:54 19/02/2020
- 1381 عدد المشاهدات
انطلق مجلس شورى النهضة بحقيقة وحيدة وهي أن أي خيار تنتهجه الحركة ستكون له تداعيات عليها، سواء ان قبلت بالعرض