للبحث عن تجاوز الازمة بين الرجلين وبالأساس إبعاد شبح فشل مرور الحكومة في البرلمان، لكن اللقاء لم يخرج عن عرف ترك الأبواب مفتوحة لكل الاحتمالات رغم وجود عرض جديد لتجاوز الازمة.
حملت الساعات الـ48 الفارطة الكثير من التطورات في ملف المفاوضات الحكومية لكن دون حسم الامر وتحديد مصير حكومة الفخفاخ وان كانت سترى النور من عدمه، فكل التطورات كانت في اتجاه وحيد «مزيد من التأزم» بين النهضة والفخفاخ، في ظل خطوط حمر رسمها كل طرف لصاحبه.
ازمة لم تتزحزح قيد انملة رغم كل المحاولات واللقاءات التي انطلقت بلقاء يوم الخميس الفارط بين الفخفاخ والغنوشي قبل ان يلتقي الاخير برئيس الجمهورية قيس سعيد مساء ذات اليوم بهدف دفع الرئاسة الى التحرك وإقناع الفخفاخ بتغيير مقاربته ومنهجه في التعامل مع النهضة ومطالبها.
لقاء الغنوشي برئيس الجمهورية عقد بالتزامن مع انطلاق اشغال مجلس شورى النهضة الذي استمع لمضمون اللقاءين اللذين عقدهما الغنوشي امس لدى التحاقه بالاجتماع قادما من قصر قرطاج، وانتهى مجلس الشورى الى انه لن يمنح الفخفاخ ثقته ان لم يعدل من خياراته ويستجيب لما تقترحه النهضة من تعديلات تتعلق بتوسيع المشاورات وبتمثيليتها في الحكومة.
موقف الشورى الذي كان واضحا وحاسما بان الفخفاخ ان اراد اصوات نواب الحزب الـ54 عليه ان يستجيب للحركة والا فانها لن تصوت لصالح حكومته وهذا يعني فشل الحكومة في نيل ثقة البرلمان، تحذير استجاب له الفخفاخ بسرعة ليطالب بعقد لقاء ثان مع الغنوشي امس قبل توجهه لقصر قرطاج وفق ما اعلن عنه قبل ايام. لقاء استمر لأكثر من ساعة وانتهى بان غادر الرجلان الغرفة دون الكشف عن اي تفاصيل تتعلق بما تمت مناقشته او ما توصل اليه الغنوشي والفخفاخ من مفاهمات.
دقائق بعد ذلك يعلن بشكل غير رسمي ان الفخفاخ لن يقدم هيكلة حكومته لرئيس الجمهورية كما هو معلن منذ 3 ايام من قبل فريقه ألاتصالي لكن هذا لم يحل دون ان يتجه الرجل لقصر قرطاج للقاء الرئيس، الذي سيلتقي به اليوم في حدود الساعة السادسة لتقديم قائمة حكومته المقترحة. وهذا وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية التي اشارت الى ان الفخفاخ أكد لرئيس الجمهورية انه اعتبارا لأهمية استكمال هذا المسار في أحسن الظروف قرر تأجيل موعد تقديم الحصيلة النهائية وتركيبة الحكومة.
موعد جديد اكده مصدر مقرب من الفخفاخ معلنا ان اللقاء بين الغنوشي والفخفاخ دفع الاخير الى التأجيل بـ24 ساعة لدراسة ما اقترح من قبل النهضة وترك الحركة تنظر فيما اقترح عليها من الفخفاخ أيضا فوفق المصدر العرض الجديد الذي قدمته الحركة للفخفاخ يتعلق بتوسيع تمثيليتها في الحكومة مقابل منحها الثقة ، وان هذه التوسعة تتعلق بوزارتين.
مقترح يقدم سامي الطريقي صورة مغايرة له اذ قال ان شورى الحركة كلفت رئيسها بالتفاوض مع الفخفاخ وفق مقاربة تقوم على نقطتين ، الاولى ان تكون حكومة الوحدة الوطنية عنوانا اساسيا للفخفاخ ان لم يكن في هذه المرحلة ففي المراحل القادمة متى تغيرت الأوضاع .اي ان توسيع حزام الحكومة يظل مطروحا بعد نيلها للثقة. النقطة الثانية تتعلق بتمثيلية الحركة في الحكومة لتتماشى مع حجمها في البرلمان.
عرض يبدو انه وقع الاتفاق المبدئي بشأنه في انتظار رد الفخفاخ اليوم على الحركة خاصة في نقطة «اعتماد حكومة وحدة وطنية عنوان اساسي له» وعرضه لحكومته مساء لرئيس الجمهورية.