وجهت الأحزاب المشاركة في المشاورات قائمات الأسماء المقترحة لعضوية حكومة الفخفاخ إذا رأت النور، ولكن أبرزها وأشدها ثقلا لم تضبط قائماتها بعد ولم توجهها فهي تنتظر الوصول إلى اتفاق شامل قبل كل شيء، فحركة النهضة اختارت هذه المرة أن تخالف الجميع وذلك من أجل إعادة مسكها بزمام المشاورات وإعادة خلط الأوراق من جديد لاسيما بعد اللقاء الثلاثي الذي تمّ يوم أمس بين راشد الغنوشي والياس الفخفاخ ونبيل القروي.
لئن انتهت الآجال التي منحها الياس الفخفاخ للأحزاب المعنية بتقديم مقترحاتها للحقائب الوزارية يوم الأربعاء المنقضي على الساعة الرابعة بعد الظهر على أن تنطلق المشاورات بصفة مباشرة مع كل حزب بداية من يوم أمس بغاية استكمال بقية المسار وتحديد الخيارات النهائية حسب ما جاء في نص المراسلة، فإن حركة النهضة لم تستجب إلى مراسلة الفخفاخ ولم تقدم مقترحاتها على عكس بقية الأحزاب الأخرى.
الفخفاخ يستأنف لقاءاته اليوم
حسب بلاغ إعلامي لرئيس الحكومة المكلف فإنه من المنتظر أن تنطلق اللقاءات اليوم الجمعة 7 فيفري الجاري بدار الضيافة بقرطاج بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال وتتواصل إلى غاية يوم الغد السبت مع الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي للتشاور حول تشكيل الحكومة بعد تلقي مقترحات الأحزاب إثر المراسلة الموجهة إليها، البداية وفق المعطيات الأولية ستكون مع حزب قلب تونس و ستتضح الصورة اليوم حول الاتفاق الحاصل خلال اللقاء الثلاثي بين الغنوشي والقروي والفخفاخ، اتفاق ستحدد من خلاله النهضة موقفها باعتبار أنها لم تقدم إلى غاية كتابة هذه الأسطر الأسماء المقترحة للحقائب الوزارية، وحسب تصريح الناطق الرسمي باسم الحركة عماد الخميري لـ«المغرب» فإن الحركة لم تقدم بعد مقترحاتها إلى حين التوصل إلى اتفاق حول طبيعة الحكومة وطبيعة حزامها السياسي.
النهضة وحكومة الوحدة الوطنية
وأضاف الخميري أن النهضة كانت قد قدمت رؤية تتعلق بطبيعة هذه الحكومة على أساس أنها حكومة وحدة وطنية ذات حزام سياسي واسع وقد تمت دعوة رئيس الحكومة المكلف إلى توسيع المشاورات مع كل الأطراف باستثناء الأطراف التي أقصت نفسها والى حين التوصل إلى اتفاق حول طبيعة الحكومة فإن الحركة ستدخل في مرحلة جديدة وهي مرحلة الحديث عن التركيبة والوزراء وكيفية مشاركتها في الحكومة. وبين الخميري أن اللقاء الثلاثي تمّ بطلب من رئيس الحركة راشد الغنوشي باعتباره رئيس البرلمان ورئيس الحركة في نفس الوقت ، ليشدد على أن هذا الاجتماع مهم فسح المجال لبداية حوار وحديث بين الرجلين وبالرغم من أن الاجتماع تناول القضايا العامة المتعلقة بتيسير تشكيل الحكومة إلا أنه يوصف بالايجابي والمثمر ويعتبر خطوة في سبيل تكريس فكرة الحوار ونبذ الإقصاء وتكثيف كل ما من شأنه أن يساهم في التعجيل بتشكيل الحكومة والمصادقة عليها في البرلمان. هذا وأشار الخميري من جهة أخرى إلى أن الحركة تفاعلت مع الوثيقة التعاقدية التي قدمها رئيس الحكومة المكلف مع الدعوة إلى مزيد تعديل هذه الوثيقة وإثرائها يما من شأنه أن يحدد طبيعة القراءات والمحاور وقضايا البرنامج الاقتصادي والاجتماعي.
مقترحات الأحزاب
قدمت العديد من الأحزاب مقترحاتها حول تشكيلة الحكومة تبعا لمراسلة الفخفاخ على غرار حركة تحيا تونس التي اقترحت 12 اسما، 9 من الحركة و3 أسماء من حزب المبادرة سابقا، أبرزهم سليم العزابي وفيصل الحفيان وسنية بن الشيخ ومبروك كورشيد والمهدي بن عبد الله والصحبي البصلي وشكري بن حسن ومنى كريم.. حركة الشعب اقترحت 6 أسماء وهم كل من عبد الناصر العراب وفتحي بلحاج ومحمد المسليني ونجيبة بن حسين والمنصف بوزازي وناصر بلحاج، أما التيار الديمقراطي فقد رشح كلا من غازي الشواشي ومحمد الحامدي ومحمد عبو ومحمد عمار وحافظ اليحمدي، البديل التونسي رشح أيضا 5 أسماء من قياداته على غرار محمد علي التومي وتوفيق الجلاصي ورضا لحول...وفي ما يتعلق بائتلاف الكرامة فقد تكتم على قائمة مرشحيه. ويشار إلى أن آفاق تونس رفض تقديم مقترحات لتولي مناصب وزارية في حكومة الفخفاخ.
شروط الحقائب الوزارية
الكرة حاليا في مرمى الفخفاخ الذي سيجد نفسه أمام شروط الأحزاب المعنية بخصوص الحقائب الوزارية التي ترغب بها خاصة التيار الديمقراطي الذي مازال يتمسك بوزارتي العدل والوظيفة العمومية وحركة الشعب تطالب بوزارات التجارة والفلاحة والتشغيل وائتلاف الكرامة يطالب بوزارات الداخلية والتنمية والاستثمار والتعاون الدولي والطاقة والمناجم وشؤون الشباب والرياضة والشؤون الدينية وأملاك الدولة.