الياس الفخفاخ وفريقه المصغر: المرء على دين خليله.... والمشاورات كذلك

اختار إلياس الفخفاخ المكلف بتشكيل الحكومة ان تكون الساعات الـ48 الأولى من مهلة الشهر حكرا على اختيار فريقه المصغر الذي سيعينه على قيادة المشاورات،

ليشكل فريقا ضم اصدقاء ورفاق درب في الحزب او حكومة الترويكا ، فريق جمع التناقضات لكنها تتلاشي في نقطة وحيدة وهي الحكم والاعتراف.

في السياسة وللأسف عادة ما ينظر للطموح الشخصي والرغبات الخاصة على انها لوثة تفسد لا تصلح، والحال انه دون هذا الطموح والرغبة في الحكم لما استقام الفعل السياسي ولا تنافس القوم ولا اختلفوا - وهذا ينسف الديمقراطية وفكرة الجمهورية - لذلك معرفة «الذاتي» في الفعل السياسي عنصر هام خاصة ان كان لهذا الذاتي تدخل مباشر في القرار وصناعه.
ان التصالح مع هذه الحقيقة البسيطة وهي ان الفعل السياسي قائم بالأساس للصالح والدافع الفردي ثم الجماعة / القيم المبدأ ثم العام ، سيساعد على ان تصبح اللعبة اكثر وضوحا وبهذا يختزل الوقت والجهد ، لذلك لا ضر ان وقع النظر الى الفخفاخ وفريقه بالبحث عن طموحهم ورغباتهم الخاصة - وهو امر مشروع لهم ولغيرهم من اللاعبين السياسيين - قبل البحث عن افكارهم وتصوراتهم العامة، ولها اهميتها.

الفخفاخ المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والوزير السابق للمالية وللسياحة في حكومة الترويكا بين 2012 و2014 ، التحق بحزب التكتل بعد الثورة وتسلق سلم قياداته الى بات رئيس المجلس الوطني واحد اقوى الشخصيات في الحزب، معرفة تاريخ الرجل ستساعد على فهم الطموح السياسي والرغبة الخاصة التي كشفها الرجل بنفسه في 2019 بترشحه للرئاسية.

الياس الفخفاخ كما غيره زعماء الاحزاب ينظر الى قصر قرطاج على انه متاح وان تعثرت الخطى في التجربة السابقة فان النجاح حليف المثابرين لذلك فمن الجلي ان الرجل الذي عاد ليشكل الحكومة عيناه تنظران الى قصر قرطاج سواء في 2024 او بعدها وهذا يساعد على فهم خياراته وتمشيه، خاصة الاحتماء بالرئيس وشرعيته ورفض مشاركة قلب تونس في المشاورات.

كل هذه الخيارات لها جانبها المبدئي ولكن لها دافعها الذاتي وهو تحقيق كل ظروف النجاح للمحاولة القادمة، وهي ستكون متوفرة للرجل الذي ان مرت حكومته فاز وان تعثرت فإنه يستغل العثرة بتسويق سياسي يجعله وحزبه الحليف الطبيعي للرئيس والمجسد لفكره ومبادئه وهذا قد يوسع قاعدة الرجل الانتخابية. فهو يدرك ان المزاج العام للناخبين متقلب يبحث عن «حزب / مرشح» يمثل البديل.

البديل هو ما يبحث عنه فخفاخ، والبديل وفق المزاج العام هو بديلان، احدهما يمثله الحزب الحر ألدستوري والأخر يمثل في الثورة والقطع مع العشائرية الحزبية والانطلاق في التغيير بوجوه جديدة، وهذا يفسر خيار الفخفاخ لفريق مشاوراته.
فريق يتكون من لبنى الجريبي، القيادية في التكتل سابقا وعضو المجلس الوطني التأسيسي، والمقترحة كوزيرة لدى رئيس الحكومة مع الحبيب الجملي، الذي اعاد اكتشافها مع اطلالتها الاعلامية في بداية تكليفه في نوفمبر الفارط.

الجريبي العائدة للحكم من بوابة السلطة التنفيذية لم تبتعد عن النشاط في المجال العام فهي وبعد انتهاء تجربتها في التأسيسي اسست جمعية وظلت حاضرة في المشهد، على عكس فتحي التوزري، كاتب الدولة للشباب في حكومة علي العريض والسياسي السابق في الحزب الجمهوري وقبله الحزب الديمقراطي التقدمي. اضافة الى الهادي دمق الكاتب العام السابق لوزارة المالية، وجوهر بن مبارك استاذ القانون ومؤسس جمعية دستورنا التي ترشحت بقائمة للانتخابات التاسيسة في 2011 وفشلت.

هذا الفريق ومؤسسه له توجهات ومشارب عدة، ولكنهم يلتقون في تفاصيل مهمة، باستثناء دمق الاداري، فان الفريق من المناضلين السابقين، لهم تصوراتهم وفكرهم الذي يتقاطع في نقاط ويختلف في اخرى، لكن يجمعهم خيط واحد وهو الرغبة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115