المكلف بتشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ : جرّ الأحزاب والكتل للتحالف بسياسة الأمر الواقع

منذ انطلاق ندوته الصحفية امس اختار الفخفاخ ان يلقي ورقته الرابحة، وهو جر الاحزاب والحديث باسمها ليعلن

انها تدعم حكومته وتوفر لها 160 نائبا في البرلمان ، وأنها مشاركة ومنخرطة في مسار تشكيل الحكومة بكلكلها وقد اكدت له ذلك مما جعله يضرب موعد مناقشة اعضائها وهو الاسبوع القادم.

يوم امس حل موعد الندوة الصحفية الاسبوعية للمكلف بتشكيل الحكومة الياس الفخفاخ، الذي اطل مصحوبا باربعة من فريقه ليقدم المرحلة التي بلغتها المشاورات مع الاحزاب والكتل من اجل تشكيل حكومة في اقرب الآجال.

الفخفاخ ومنذ البداية قدم الشيء الذي من اجله عقد ندوته ، وهو ليس البرنامج ووثيقة التعاقد ولا موعد المصادقة عليها بعد التعديل، وانما مشاركة 10 احزاب في المشاورات وقريبا في الحكومة بما تمثله من ثقل برلماني يبلغ اكثر من الثلثين.

المكلف ومنذ أولى كلماته اكد ان حكومته ومسار تشكيلها يضمان 10 احزاب اعرب له قادتها عن دعمها السياسي والبرلماني له وابدت قبولها بالمشاركة في الحكومة ، وهو ما جعله يعلن ان حكومته قد تكون اول حكومة في تونس تحظى بدعم اكثر من ثلثي البرلمان او كما قال اكثر من 160 نائبا.

نواب التقى الرجل بكتلهم وأحزابهم وبالمستقلين منهم واعلموه انهم داعمون له، وأبرزهم حركة النهضة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وقلب تونس والمشروع والبديل والشعبي الجمهوري وآفاق تونس وهي احزاب تمثل كل العائلات السياسية.

لم يقف الفخفاخ عند هذا الحد بل اكد ان هذه الاحزاب والكتل ستشارك في الحكومة دون شروط، وأنها تقدم مقترحات ونصائح من اجل الصالح العام وهي محل مناقشة ويجوز فيها الاختلاف. من بينها نصيحة توسيع قاعدة المشاورات التي قال انها لن تتسع وان هذا الخيار محسوم.

الفخفاخ يوم امس إختار ان يمر الى استراتيجية فرض الامر الواقع، فالرجل اعلن على لسان الاحزاب انها تدعمه في المشاورات وستدعمه في البرلمان بل وان ما يعلن على لسان قادتها في الخطابات الرسمية العلنية من ان مشاركتها مرتهنة بالاستجابة لنقاط ليس اشتراطا بل نصح، وهذا النصح لا يحول دون دخولهم.

كلمات الفخفاخ لم تكن غير محاولة لفرض الامر الواقع على الاحزاب وبث الشكوك فيما بينها، فهو يشير على سبيل المثال ان حركة النهضة التي تتمسك بان مشاركتها مرتهنة بتوسيع قاعدة المشاورات ليس شرطا بل نصح وهم في طور النقاش لتجاوز الاختلاف في وجهات النظر، ولكنه يشير بشكل اكثر وضوح الى ان النهضة ونوابها سيكونون داعمين للحكومة.

هذه الورقة يريد بها الفخفاخ جر النهضة اولا ومن بعدها احزاب وكتل اخرى الى اللعب وفق شروطه، التي تقوم بالأساس على ان الحزام السياسي لن يتغير ولن يتمدد ليشمل اي حزب او كتلة اخرى، وان التعامل لا يجب ان يكون بوضع شروط وانما بالمناقشة خاصة ان تعلق الامر بقلب تونس.

الفخفاخ وهو يشير الى انه لن يلعب وفق شروط اي طرف لم يغب عنه الحديث عن علاقته برئيس الجمهورية وعن ضرورة ان تكون رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في علاقة جيدة لتتمكن السلطة التنفيذية من اداء مهامها، مشيرا الى انه رئيس حكومة وليس وزيرا اول.

ندوة امس انتهت ولم يبق منها غير كلمات الفخفاخ عن حزامه السياسي وكيف أنه ينوي محاصرتهم في الزاوية والضغط عليهم اكثر فاكثر، فان كان هذه المرة بالحديث على السنتهم ونسف شروطهم فالخطوة القادمة لا احد يعلم ما قد تكون.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115