ينطلق بتحديد فريق عمله ولاحقا تصوراته ومنهجه ومن بعد الانطلاق في المشاورات مع الأحزاب والكتل البرلمانية، تصور يبدو انه يبحث عند نقطة الوصل على احياء ما عرف بحكومة الخط الثوري.
48 ساعة مرت والأحزاب تكرر في خطابها الرسمي ما اعلنته منذ الدقائق الاولى لتكليف الياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة رسميا ، وهي انتظار ما سيكشف عنه الرجل لتصوغ مواقفها النهائية من المشاركة في المشاورات وكيف سيكون ذلك. مواقف لم تختلف عند هذا الطرف او ذاك الا بالعبارات المستخدمة او في النتائج النهائية التي يرغبون في الوصول اليها.
هنا تتقاطع الاحزاب والكتل البرلمانية عند شكل الحكومة المرجوة ، وهي حكومة كفاءات حزبية اي ان الفخفاخ ان اراد المرور من المجلس عليه ان يعزز فريقه الحكومي بقيادة الصف الاول للاحزاب والكتل التي يرغب في ان تشكل حزامه السياسي.
هذا الوضع الراهن للمشاورات التي انطلقت فعليا اليوم بعقد جملة من اللقاءات، ففي اليومين الفارطين اختار الفخفاخ ان يضبط فريق عمله وطريقته في ادارة المشاورات ، ساعات انفقها الرجل الذي عين في فريقه عدة اسماء لكل منها اختصاصها ، ولكن ابرزها كانت تلك التي سيستعين بها في ادارة المشاورات مباشرة.
لذلك فان فريق الفخفاخ يتجاوز كونه مجرد مساعدين لضبط المواعيد وصياغة الملخصات بل يمتد ليكون فريقا استشاريا يقدم النصيحة ويساعد على رسم سير المشاورات، وهنا يبرز اسم هو جوهر بن مبارك، احد مهندسي التقارب بين النهضة والتيار وحركة الشعب وتحيا تونس بهدف التحالف من اجل تشكيل حكومة عرفت اصطلاحا بـ«حكومة الخط الثوري».
تعيين شخصية بهذه الخلفية ليس مجرد امر عابر لا يعكس تصورا بل هو لب الموضوع برمته، فالفخفاخ الذي تحدث في كلمته الاولى عن حكومته والحزام السياسي يريد بشكل او باخر ان يحيط نفسه بحزام سياسي «ثوري» وهو ما عبر عنه بالإشارات المبطنة.
اشارات تلقفتها الاحزاب المعنية وهي بالأساس حركة النهضة التي حققت من حدتها وتحيا تونس التي سارعت الى تسويق التكليف على انه انتصار لها وللثورة ولكن دون المبالغة في الاعتداد لتجنب نتائج عكسية ، في ذات السياق تحرك التيار وحركة الشعب ولكن بخطوات اكبر بالحديث عن من يتحفظون على تواجده في الحكومة وفي الحزام السياسي لها.
تحرك هذا الرباعي بالأساس مع التحاق جوهر بن مبارك بفريق الفخفاخ لا يعني ان الخيار حسم وان الامر سيكون محاولة لإحياء تجربة حكومة الخط الثوري التي تعثرت قبل ساعات من الاعلان عنها ، بل الفخفاخ والبقية يهيئون المجال لبلوغ هذا ، فالرجل يدرك اكثر من غيره انه ليحقق ما يبحث عنه عليه ان يحسن اللاعب مع احزاب تناقضاتها.
تناقضات كشفتها حكومة الخط الثوري 1.0 لسلفه الحبيب الجملي وكلفته عدم نيل الثقة في البرلمان، لكن الفخفاخ اليوم في وضع مختلف يمكنه نسبيا من النجاح في تشكيل حكومة الخط الثوري 2.0 واول المتغيرات انه مكلف ومختار من رئيس الجمهورية ثانيها انه في وضع مريح بل ويمتلك ورقات ضغط على الاحزاب والكتل وثالثها التقارب المسجل بين الثلاثي تحيا والتيار والشعب ورأب الصدع بينهم وبين النهضة.
ويبدو ان الخط الثوري سيتمدد ليشمل الكتل التقنية دون الوقوع في صدام مع قلب تونس .