قلب تونس وحكومة الجملي: التلويح بالمعارضة للضغط

يبدو ان الايام القادمة ستكون عصيبة على الحبيب الجملي ، فالداعمون المحتملون لحكومته بدؤوا في الانفضاض من حوله، وأولهم

قلب تونس الذي كان الجملي يراهن على اصوات نوابه لتعزيز حظوظها بالعبور في جلسة منح الثقة ، مما دفع الرجل الى عقد لقاء عاجل برئيس قلب تونس لإقناعه بالبقاء في الحزام السياسي.

التقى رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي يوم امس برئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، لقاء جاء عقب تصريح القروي بان حركته لن تمنح الثقة لحكومة تعتبرها حكومة نهضاوية، بل ذهب الى ما أبعد من ذلك باعتبار ان ان الجملي تحدث عن كفاءات مستقلة فقدم شخصيات نهضوية في تركيبة حكومته المقترحة.

تصريح اعاد خلط اوراق الجملي الذي كان يراهن على كتلتين بالاساس، كتلة النهضة وكتلة قلب تونس لتوفير 92 صوتا لصالحه، وخروج رئيس قلب تونس ومؤسسه ليعلن ان حركته غير مقتنعة بالتصويت للحكومة المقترحة وذلك لا يربك حسابات الرجل فحسب بل ينهى حكومته قبل وصولها الى المجلس.

خطر اراد الجملي تجنبه بدعوته العاجلة لرئيس قلب تونس وتشاوره معه في قصر الضيافة، مشاورات قال القيادي بالحزب اسامة الخليفي انها تعلقت بموقف قلب تونس ومقترحاته، اذ ان للحزب عدة تحفظات تتعلق بالاسماء المقترحة وبعدم اطلاعه على منهجية عمل الحكومة وايضا كيفية اختيار اعضائها. تحفظات يعبر عنها القيادي وحزبه بعبارات محددة وهي «اشتمام رائحة حزب بعينه يهيمن على حكومة الجملي»هذا الحزب المشار اليه هو حركة النهضة.

ابلاغ الجملي بجملة التحفظات التي تشمل اسماء مقترحة لتقلد حقائب وزارية ليس كل ما تم في اللقاء، فوق الخليفي اتفق الرجلان على لقاء ثان اليوم سيقدم فيه الجملي اجابات على ما تقدم به قلب تونس من اسئلة وطلب توضيح ، هذه الاجوبة سيقع نقلها لاحقا الى المجلس الوطني للحزب.

مجلس سينعقد يوم الخميس القادم ليقرر موقف قلب تونس النهائي من الحكومة وهل كان سيمنحها اصوات نوابه من عدمه اذ اشار اسامة الخليفي ان اي موقف غير صادر عن المجلس لا يمكن اعتباره موقفا رسميا، كما ان نواب حزبه البالغ عددهم في البرلمان 38 نائبا ليسوا آلات تقع برمجتها للتصويت دون فتح نقاش.

نقاش قال ان ما سيحدد نهايته، التصويت لصالح الحكومة من عدمه هي الاجوبة التي سيقدمها الجملي عن استفسارات الحزب وتحفظه ومن ذلك اسماء لا يعتبر ان وجودها يخدم مصلحة البلاد.

هذا التطور في الاحداث يكشف ان حزب قلب تونس بات في وضع تفاوضي مريح نسبيا، فهو يدرك أنه يمثل احد ركائز مرور هذه الحكومة في البرلمان، لذلك يبحث عن فرض تصوره سواء حول كيفية الحكم او حول منهجيته ومن هو الحزام السياسي الداعم للحكومة اضافة الى الاسماء.

نقاط قوة يستند عليها قلب تونس ليتدارك غيابه عن الفعل في الحكومة في الفترة السابقة، وهو يبحث عن الضغط اكثر لتحقيق مكاسب وإلزام الجملي وحركة النهضة على وضع اطر للعمل المشترك معه، فما يشير اليه قادة الحزب من انهم يرغبون في معرفة كيفية الحكم، هدفه الاساسي صياغة توافقات بشان الدور الذي سيلعبه الحزب في الحكم والى اي مدى سيكون ممثلا فيه.

في انتظار اجوبة الجملي التي قد تجيب عن بعض مطالب قلب تونس، لا خيارات عدة امام الرجل لرفض ما يطلبه الحزب ويبدو ان قلب تونس حسم امره بشان المشاركة في الحكومة والتصويت لها، وهو القبول ولكن وفق صيغة جديد تجعل الحزب في الصورة وليس على هامشها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115