رافضا الكشف عن أعضائها التي قال انها اقصت حركة النهضة من الحكم لاول مرة منذ 2012 .
بتأخير قارب الساعتين اعلن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي يوم امس عن حكومته الجديدة التي ينتظر ان تعرض على البرلمان في الايام القادمة لنيل الثقة، حكومة توجه الجملي عشية امس بقائمتها الى قصر قرطاج حيث قدمها لرئيس الجمهورية وفق ما ينص عليه الدستور.
قيس سعيد الذي التقى امس في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال بالجملي وتسلم منه تركيبة حكومته اعلن انه سيتوجه برسالة الى مجلس النواب للمطالبة بتحديد موعد لجلسة منح الثقة لحكومة الجملي، وتوقفت الرئاسة عند هذا الحد تاركة المجال لرئيس الحكومة المكلف الجملي لتسويق حكومته.
تسويق قام به الجملي في ندوة صحفية تأخرت عن موعدها بساعتين ، قبل ان يطل الرجل ويعلن عن ما تضمنه لقاؤه برئيس الجمهورية ليقدم التمشي الذي اتبعه في تكوين حكومته التي رفض الكشف عن اسماء اعضائها، وهو امر تركه لرئاسة الجمهورية ولمجلس النواب.
الجملي احتفظ لنفسه باسماء حكومته تاركا مهمة كشف القائمة الاسمية لمؤسسات اخرى، لكنه في المقابل اراد ان يضع صورة عامة لهذه الحكومة ومن فيها، فهو عمل على ان ينتقى افرادها ويدقق فيهم لضمان توفر الشروط التي وضعها، وهي الاستقلالية والكفاءة ونظافة اليد. شروط قال انه يأمل انها تحققت، حيث اجتهد الرجل لتحقيقها ويأمل وفق قوله ان تكون وفق اجتهاده اما اذا لم يوفق في ذلك فانه لا يرفض المراجعة والتعديل.
الجملي لم يقف عند هذا الحد بل شرح سبب التاخير في الاعلان عن حكومته، حيث اعتبر ان الوقت كان ضروريا لتوفير عناصر النجاح، للتدقيق في تركيبة حكومته، وضع برنامج ورسم تمش ومنهجية عمل ونقاط اخرى، لضمان ان تكون الحكومة ناجعة وفعالة لتحقيق المهام الموكلة اليها.
مهام قال الجملي انها حددت كما حددت منهجية العمل الذي تضمن قيام كل وزير بعد تسلمه لمهامه بضبط برنامج عمل مفصل لوزارته انطلاقا من البرنام العام، وان هذا البرنامج ستقع المصادقة عليه في مجلس وزاري وسيكون اداة تقييم الوزراء ونجاحهم.
تحدث الرجل لملء الندوة التي كانت مخصصة على ما يبدو للإعلان عن مسألة وحيدة، وهي التي المح اليها دون قولها صراحة، وهي اقصاؤه للنهضة من الحكم، حيث اختار الرجل ان يتبع اسلوبا مختلفا لقول هذا، وهو التوجه بالشكر لكل الاحزاب وخاصة النهضة التي قال انها كانت في الحكم منذ الثورة وتقبلت تمشيه.
تمش ومنهجية قبلت بها النهضة ورئيسها وفقا قول الجملي الذي شدد على انه يقدر ما قامت به النهضة ورئيسها من اجله ومنحه الحرية للذهاب في مبادرة حكومة مستقليين الى اقصى حدودها حتى وان ادى ذلك لاقصاء الحركة من الحكم.
اقصاء لم يذكره الجملي صراحة ولكنه لمح اليه بالاشارة الى ان النهضة خارج الحكم، اذ لن يكون لها وزراء في حكومته او مقربيين منها، وهو ما يعتبره الرجل كافيا لتكون النهضة خارج الحكم وهو ما يرغب في تسويقه للجميع لضمان اريحية وهامش تحرك واسع في البرلمان لحشد الدعم.
الجملي الذي حسم امس الجدل بشأن مدى استجابته للضغوط المسلطة عليه من حركة النهضة بعد ان تمسك برفض ان تضم حكومته اي شخصية نهضاوية سواء في الصف الاول او الاخير، حرص نجم عنه صدام بين الرجل وجزء من الحركة التي باتت تعلن عن بداية تململ قد يشق كتلتها بشان منح الحكومة الثقة من عدمه.
حكومة تركت النهضة خارجها- نظريا –في انتظار الاطلاع على القائمة التي رفض الجملي تقديمها، لربح الوقت وتقليل الضغط على افرادها .