كفاءات مستقلة الى البرلمان لنيل ثقته في الايام القادمة، دون ان يشرح من سيكون في الحزام السياسي لهذه الحكومة فالأمر ليس بيده بل بيد حركة النهضة.
أكد رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مساء الاثنين انه «قرر تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الاحزاب مقياسها الكفاءة والنزاهة (نظافة اليد) والقدرة على التسيير» وانه سيعلن عن تركيبة حكومته خلال الأيام القليلة القادمة وسيقع عرضها على جميع الأحزاب قبل إحالتها على البرلمان لنيل الثقة مشددا على تحميل الجميع مسؤولياته.
الجميع هنا القصد منها تحديد الداعمين والمعارضين كما انها تستهدف كتلا بعينها يراد ان يقع احراجها وهي بالأساس الكتلة الديمقراطية التي تضم نواب التيار وحركة الشعب كذلك كتلة تحيا تونس، اما البقية فان الجملي ومن خلفه حركة النهضة يدركان التوجهات العامة لها اي من معهما ومن ضدهما .
فالثنائي الجملي النهضة على سبيل المثال يعلم ان كتلة الدستوري الحر غير معنية اطلاقا بتصريحاتهما او تلميحاتهما فقد اختارت منذ البداية ان تكون على النقيض من النهضة ورفضت ان تشارك في المشاورات وامتنعت عن تلبية دعوة الحبيب الجملي في نوفمبر الفارط للقاء.
كما ان كليهما يعلمان ان كتلة النهضة في مجلس نواب الشعب لن تقتصر على دعم الحكومة بل ستعمل على حشد دعم كتل ونواب لها، وأول الكتل التي نجحت النهضة في ضمان دعمها هي كتلة قلب تونس، التي اعلن القيادي بها حاتم المليكي انها على استعداد لدعم حكومة الكفاءات المستقلة.
حكومة قال انهم دعوا اليها منذ بداية المشاورات قبل ان يعلنوا -مع تطور نسقها- انهم باتوا في المعارضة وقد اعلموا الجملي بذلك ، لكن مع اعلان الحبيب الجملي عن ان حكومته ستكون حكومة كفاءات مستقلة تغيرت المعادلة من جديد.
التغيير يتمثل في ان الرجل رفع عن النهضة وعن قلب تونس حرج دعم ذات الحكومة، والأمر نفسه مع كتلة الاصلاح الوطني وكتلة المستقبل اللتين تعتزمان ترك زمام المبادرة لنوابهما في مسألة منح الثقة لحكومة الجملي التي ستتجه الى البرلمان خلال الايام القادمة بعد مناقشة تركيبتها مع الحزام الداعم الجديد.
حزام سياسي الثابت فيه انه يضم النهضة وقلب تونس بثقل برلماني قدر بـ92 نائبا، غير كاف لمرور الحكومة التي ستظل تسعى لضمان اكثر من 109 صوت اي انها تحتاج لقرابة 17 نائب اضافي.
هذا العدد من النواب ترغب النهضة في ضمانه من كتلة ائتلاف الكرامة الذي سبق أعلن انه انسحب من المشاورات على خلفية مشاركة تحيا تونس، وهذا يعنى صعوبة عملية اقناعه بالتصويت لصالح حكومة كفاءات تحضى بدعم قلب تونس.
هنا المهمة الصعبة التي تشير مصادر من حركة النهضة انها في طور معالجتها وشبه متأكدة من ان ائتلاف الكرامة سيقدم دعمه لحكومة مستقلة ومما يجعلها اكثر اطمئنانا مما جد في جلسة انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه، حيث كان ائتلاف الكرامة جزءا من الصفقة التي ابرمتها النهضة مع قلب تونس.
لكن كتلة ائتلاف الكرامة ليست الخزان الوحيد لتوفير اصوات لصالح الحكومة ، إذ أنّ الكتلتين التقنيتين الاصلاح الوطني والمستقبل تبحثان عن اخراج لمنح عدد من نوابها الثقة لحكومة الجملي القادمة وقد يصوت عدد من نواب تحيا تونس لصالح الحكومة.
هذا الحزام الداعم المتكون اساسا من النهضة وقلب تونس قد يضمن مرور الحكومة في البرلمان ولكنه لن يقيها عواصف الشتاء وغضب الشارع، فالكل سينفض من حولها مع اول ازمة.