النهضة تؤكد أن رئاسة الحكومة القادمة من نصيبها: حركة الشعب: «لن نشارك في حكومة بقيادة النهضة ونتمسك بـ«حكومة الرئيس»» تحيا تونس: «غير معنيين بمشاورات تشكيل الحكومة وسنكون في المعارضة البناءة»

لئن حسم مجلس الشورى لحركة النهضة المنعقد نهاية الأسبوع الفارط موقفه بخصوص رئاسة الحكومة المقبلة والتي ستكون

نهضاوية مع التشديد على تحمل الحركة مسؤولية تشكيل الحكومة، فإن غالبية الأحزاب الممثلة في البرلمان والتي تتشاور معها ترفض المشاركة في حكومة تقودها النهضة على غرار التيار الديمقراطي الذي يعتبرها مناورة من النهضة لمزيد الضغط والرفع من نسق التفاوض، أيضا حركة الشعب التي تتمسك بمقترحها المتمثل في «حكومة الرئيس» أما تحيا تونس فقد فرضت عليها نتائج الصندوق أن تكون في المعارضة وسبق وأن قرر مجلسها الوطني عدم المشاركة في الحكومة.

تحاول حركة النهضة أمام تصاعد رفض الأطراف المقابلة الدفاع عن حقها برئاسة الحكومة حسب ما أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية بالرغم من أنها لم تتحصل إلا على 52 مقعدا مع إمكانية خسارة مقعد لتصبح 51 مقعدا، تمسك زاد في إشعال نار الخلافات بينهم حتى قبل انطلاق المشاورات الرسمية لتشكيل الحكومة باعتبار أن المشاورات والاتصالات الحالية مازالت جانبية وأولية وفي بداياتها، فضغط النهضة قابله رفض شديد، فالحركة ستجد نفسها في مأزق وعليها البحث عن مخرج لإنجاح مفاوضات تشكيل الحكومة لاسيما وأن قائمة مسانديها لا نجد فيها إلا ائتلاف الكرامة والذي بدوره يضع شروطا.

طرح فكرة «حكومة الرئيس»
المشاورات لتشكيل الحكومة مازالت في البداية ولكن الخلافات ألقت بضلالها منذ أول قرار تمّ اتخاذه من طرف النهضة، رئيس الحكومة سيكون من داخلها، قرار أول الرافضين له كانت حركة الشعب، حيث أكد الأمين العام للحركة زهير المغزاوي لـ«المغرب» أن الحركة ترفض المشاركة في حكومة تقودها النهضة وتتمسك بمقترحها المتعلّق بـ«حكومة الرئيس»، مشيرا إلى أن حركة النهضة منحها الدستور الحق في تشكيل الحكومة باعتبارها الحزب الفائز ولن تعارض حركة الشعب ذلك لكنها ترفض أن تشارك فيها بقيادة نهضاوية، وبين أن اتصالات تمت بين الحركتين لكن مشاورات رسمية مازالت لم تعقد بعد وربما ستكون هناك جلسات في الأيام القليلة القادمة وستطرح الحركة فكرتها أي «حكومة الرئيس» إلى جانب التحديات المطروحة في البلاد وما يمكن التأكيد عليه الآن «لا مجال للمشاركة في حكومة تترأسها حركة النهضة».

المواقف هي ذاتها
وأضاف المغزاوي أن الحركة تطرح مقاربة كاملة للحكم والأولويات المطروحة وشخصية وطنية تحظى بالإجماع وبرنامج حكومي مفصل بعيدا عن منطق توزيع الحقائب، ليشدد على أن النهضة لم تعرض بتاتا فكرة رئاسة الحكومة من داخلها على الحركة التي لم تسمع به إلا عن طريق وسائل الإعلام ولم تعطيهم الموافقة في أي شيء ومواقف حركة الشعب هي نفسها، فهي ليست لها مواقف في وسائل الإعلام وأخرى متناقضة تحت الطاولة. وفي صورة تمسك النهضة بموقفها، قال المغزاوي «لها كامل الحرية في ذلك وليس هناك أي إشكال في ذلك ولكن الحركة لن تشارك في حكومة تقودها النهضة».

المحافظة على السياسات الإصلاحية
أما حركة تحيا تونس وحسب ما جاء على لسان أحد قيادييها مروان فلفال في تصريح له لـ«المغرب» فهي غير معنية بمشاورات تشكيل الحكومة، وقد حلّ الحزب في المرتبة السابعة في انتخابات 2019 وهو ما يفرض عليه أن يكون في المعارضة، مشيرا إلى أن حركة النهضة أمام مسؤولية دستورية وهي لها كامل الحرية في التشاور مع من تريد لكن موقف حركة تحيا تونس كان واضحا وتحترم إرادة الناخبين وستكون في موقع المعارضة المسؤولة والبناءة مع المحافظة على السياسات الإصلاحية، ليشدد على أن النهضة ستتحمل مسؤوليتها في تشكيل الحكومة معربا عن أمله في أن تقدم برنامجا حكوميا جيدا والذي مازال غير واضحا إلى الآن، فالنهضة لم تقدم أي برنامج في ذلك ولا وثيقة حوكمة ولا وثيقة أخلاق سياسية ومازالت في منطق المحاصصة ولكن عليها الإسراع في تشكيل الحكومة لأن الوضع الاقتصادي للبلاد صعب والاستحقاقات الدستورية والاجتماعية لا تتحمل مزيد الانتظار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115