الذكرى 56 لعيد الجلاء بإشراف الرؤساء الثلاثة: احتفال بطعم خاص تزامن مع انتخاب قيس سعيد رئيسا للجمهورية

56 سنة مرت على ذكرى عيد الجلاء الوطني التي أحيتها أمس البلاد وخاصة ولاية بنزرت بصفة خاصة ككل سنة ولكنها في هذه السنة

كانت بطعم مختلف، حيث جاء الاحتفال بعد يومين فقط من موعد الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، ذكرى خالدة تؤرخ لملحمة تاريخية بارزة في مواجهة العدوان الفرنسي وجلاء آخر جندي فرنسي من التراب التونسي تزامن إحياؤها مع اختيار تونس لرئيس جديد لها وهو قيس سعيد واكتمال المسار الانتخابي، التشريعية والرئاسية، في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية.

أشرف رئيس الجمهورية محمد الناصر صباح أمس في مدينة بنزرت على موكب إحياء الذكرى 56 لعيد الجلاء بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس مجلس نواب الشعب بالنيابة عبد الفتاح مورو، وأعضاء الحكومة والإطارات الجهوية لولاية بنزرت وممثّلي المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية وثلة من كبار المقاومين والشخصيات الوطنيّة. وقد تولى الرؤساء الثلاثة، تحية العلم المفدى على أنغام النشيد الوطني، واستعرضوا تشكيلة من الجيوش الثلاثة أدت لهم التحية، قبل التوجه إلى روضة الشهداء، أين وضع رئيس الجمهورية إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء الأبرار، ثم تلا رفقة الحاضرين فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم الزكية.

معرض لوحات «ذاكرة معركة الجلاء»
قام رئيس الدولة بزيارة معرض لوحات «ذاكرة معركة الجلاء» التي دارت رحاها من 19 إلى 22 جويلية 1961 نظمه المركز الوطني للتوثيق بالتعاون مع إدارة التوثيق بوزارة الدفاع الوطني، وقد تضمن بيانات دقيقة حول المعركة فضلا عن الظروف والملابسات السياسية والعسكرية والشعبية التي حفت بها، كما تضمن المعرض حوالي مائة وثيقة منتقاة من الرصيد الوثائقي للمركز الوطني للتوثيق، تضمنت صورا فوتوغرافية ونظائر منسوخة من الجرائد التونسية والأجنبية الصادرة في تلك الحقبة الزمنية حسب تسلسل الأحداث، وتم تقسيم مكونات المعرض إلى ستة محاور أساسية ذات دلالة، وهي التعبئة والمعركة والشهداء والثبات والتدويل والجلاء .

زيارة عائلة الشهيد الرائد فوزي الهويملي
رئيس الجمهورية تحول في هذه المناسبة مرفوقا بوالي الجهة، إلى منزل عائلة الشهيد الرائد فوزي الهويملي رئيس مركز الأمن الوطني بمحكمة الاستئناف ببنزرت الذي أغتيل على يد عنصر إرهابي يوم 23 سبتمبر الفارط. وبعد تقديمه لواجب العزاء إلى أرملة الشهيد وأفراد أسرته، استمع رئيس الدولة إلى مشاغل عائلة الشهيد وزملائه، وأكّد حرصه على الإسراع بتأمين كل الرعاية الاجتماعية اللازمة.

رئيس مجلس نواب الشعب بالنيابة عبد الفتاح مورو قال في تصريح له على هامش الاحتفال بذكرى الجلاء « لا يمكن لشعب أن ينسى من ضحوا لأجله والذين أقاموا له بناء العز والمجد بأبدانهم وبدمائهم سقوا بها أرضهم حافظوا على عرضه وأقاموا له كيان الحرية والاستقلال، لا يمكننا أن ننسى وهذا درس لشبابنا الذين يتوقون إلى مستقبل أفضل يجب أن يدركوا أن هذا القيام لا يمكن أن يتأتى إلا بناء على استذكار الذين ضحوا والذين أقاموا الدولة دون إمكانيات مادية نحن أولى بان نتأسى بطريقهم و نتبع سبيلهم ونقيم دولتنا مع الإمكانيات التي أتيحت لنا».

النهضة ومفاوضات تشكيل حكومة
ذكرى هذه السنة لعيد الجلاء كانت مناسبة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد للتعبير عن استعدادهم لتسليم السلطة من منطلق «السنة الديمقراطية»، داعيا إلى ضرورة التسريع بتكوين الحكومة من الأحزاب الفائزة للاهتمام بمشاكل التونسيين، فهناك أوضاع اجتماعية لا تتحمل مزيد الانتظار والأوضاع المالية وهناك تحديات كبيرة. دعوة ردت عليها حركة النهضة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك أنها ستقود مفاوضات تشكيل حكومة بطعم خاص لا مجال فيها للاستئصاليين ولا للفاسدين. بوصلة وأجندة منظومة الحكم للمرحلة الجديدة حددهما الناخبون والنهضة ستكون حارسة أمينة على ذلك ووفية لتعهداتها.

إضافة نوعية للمشهد الحكومي والسياسي
وأضافت الحركة أن ذكرى عيد جلاء آخر جندي فرنسي على ارض تونس له طعم خاص هذه المرة لتزامنه مع انتخابات عامة غير عادية بكل المقاييس، شباب تونس اختار التغيير في كل أبعاده، انذر بعض الأحزاب لتنتبه أكثر في المستقبل وتستمع لنبض الشارع وأولوياته، وأزاح البعض الآخر لأنهم ابتعدوا كثيرا عن الثورة واستحقاقاتها، وأشارت إلى أن الرئيس المنتخب قيس سعيد سيكون إضافة نوعية للمشهد الحكومي والسياسي في تونس بما يمثله من قيم نظافة اليد واستقامة وتمسك بالدستور وبعلوية القانون، لتشدد على أن القادم أفضل بإذن الله ... تونس أكثر مناعة والثورة تتجدد.

كتابة صفحة جديدة
أما حركة تحيا تونس فقد أكدت في بيان لها بمناسبة عيد الجلاء على تمسكها بكل منجزات الجمهورية و قيمها الخالدة من مدنية الدولة وعلوية القانون والمساواة بين المواطنين. وأهابت بكل القوى الحية التكاتف من أجل انجاز أولوياتنا الوطنية من مكافحة الإرهاب ومقاومة الفساد وتثبيت مكاسب ديمقراطيتنا الناشئة. وأضافت أنه على اثر اختتام المسار الانتخابي، تنطلق تونس في كتابة صفحة جديدة من تاريخها، صفحة نريدها مشرقة، ترتقي إلى مستوى تضحيات أجدادنا. كما أعلنت عن تمسكها بالوحدة الوطنية بين التونسيين أفرادا ومؤسسات ودعمها الدّائم لمؤسسات الدولة وقواتنا الأمنية والعسكرية مع الانخراط الكامل في مسار مقاومة الإرهاب والفساد والانتصار لقيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجهات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115