منافسه نبيل القروي في الدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي، سعيد الرئيس السابع للجمهورية التونسية في انتظار اداء اليمين الدستورية وقد جمع 3 ملايين صوت فارضا على الجميع سؤال من هم ناخبوه؟
كشفت الهئية العليا المستلقة للانتخابات يوم امس عن النتائج الاولية للدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي، بعد استيفاء كافة الاجراءات المتعلقة بالتجميع والتدقيق من المحاضر الانتخابية واحتساب الاصوات والنسب والتثبت من احترام القانون الانتخابي. لتعلن عن فوز قيس سيعد بمنصب رئيس الجمهورية بنسبة 72،72 % من الاصوات اي 2 مليون و777 الف صوت، متقدما على خصمه الذي نال ثقة قرابة مليون ناخب من اصل قرابة 4 ملايين شاركوا في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية يوم الاحد الفارط. حيث تدفق حوالي 3،9 مليون ناخب على مراكز الاقتراع يوم امس، بما يمثل 55 % من الجسم الانتخابي المقدر بـ7 مليون ناخب، منتشرين في مختلف جهات البلاد وفي 49 دولة اجنبية.
يتوزع على 56،8 % من ناخبي الداخل و24، 5 % من المسجلين في الخارج.
هذه الاصوات التي منحت لقيس سعيد منصب رئيس الجمهورية الخامس بعد الثورة والسابع في تاريخ تونس، عكست نجاحه في اقناع شرائح مختلفة من الناخبيين التونسيين، فوفق ما كشفت عنه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فان سعيد تصدر نتائج الانتخابات في كافة الدوائر الانتخابية الـ33. كما انه تقدم على خصمه في مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية. تقدم جعل السؤال الاساسي : من هم ناخبو قيس سعيد، ولماذا صوتوا له بهذه الكثافة؟
تجاوز سعيد نسبته الوطنية في اكثر من 10 دوائر انتخابية من بينها دوائر تونس الكبرى الخمسة. فيما حقق نتائج تتجاوز 60 % في اكثر من 15 دائرة ليتحقق في الدوائر الثمانية المتبقية نسبة تجاوزت 50 %. مما كشفت عنه الهيئة بشكل مباشر ان قيس سعيد تقدم على منافسه في كل الدوائر دون استثناء، في انتظار ان تتنشر الهيئة وفق قراراها نتائج الدور الثاني من الانتخابات وفق مكاتب الاقتراع، خلال الايام القادمة.
اول ما تكشفه الهئية وان بشكل غير مباشر هو ان ناخبي قيس سعيد ليسوا من الشباب فقط، رغم ان هذه الشريحة ارتفعت نسبة مشاركتها لتقدر باكثر من 13 بالمئة بعد ان كانت في حدود 9 بالمئة في التشريعية وفي الدور الاول من الرئاسية، هولاء الناخبون يضاف اليهم الناخبون الذين تتراوح اعمارهم بين 25 و45 الذين كانت نسبتهم في حدود 38 % فيما قدرت نسبة من شاركوا في الانتخابات ممن بلغ 45 فما فوق 49،1 %.
اذن ناخبو قيس سيعد لا يمكن حصرهم في « بروفيل » معين فالرجل وبالنسبة التي حققها علي المستوي الوطني يتضح انه حقق تقدما لدي مختلف الشرائح والاعمار، في انتظار ان تكشف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن كافة الارقام والمعطيات المتعلقة بالانتخابات، وهو على اهميته لا يمكن ان يقدم اجابة صريحة عن هوية ناخبي قيس سعيد، وهي الاجابة التي قد تقدمها نتائج الاستطلاعات عقب الخروج من مراكز الاقتراع، وان بتنسيب حذر.
تنسيب مرده ان قيس سعيد حقق لنفسه جماهيرية لدى مختلف الشرائح ومختلف الاوساط الاجتماعية، وهذا ما تؤكده المؤشرات التي كشفتها نتائج سبر الاراء التي بينت ان ناخب قيس سعيد لا يمكن ان يقع تعريفه بمستواه الاجتماعي او التعليمي او الجهة التي يقيم فيها، وانما يمكن تحديده وتعريفه عبر رسالته السياسية التي يبدو انها ستكون المحدد لمعرفة من انتخب سعيد.
هوية سياسية يمكن تحديدها انطلاقا من ارتفاع نسبة المشاركة وتجاوزها 55 % بعد ان كانت دون الـ 50 في الاستحقاقين الفارطين، حيث شهد عدد المشاركين ارتفاعا بلغ اكثر من مليون ناخب عن الاستحقاق التشريعي او الدور الاول من الاستحقاق الرئاسي.
ارتفاع يعني ان الجسم الانتخابي لقيس سعيد تجاوز الجسم الانتخابي للاحزاب السياسية مجتمعة في التشريعية وقارب الجسم الانتخابي للمرشحين الـ 26 في الدور الاول من الرئاسية، وهذا ينسف اي محاولة لحصر هوية ناخبي الرجل في خزان انتخابي معين سواء المحافظ او التقدمي. فاتساع رقعة ناخبييه يعني ايضا اتساع العائلات السياسية التي يمثلونها وانتماءاتهم الفكرية لهم.
اتساع يشير الى ان سعيد الذي منح ثقة 2،7 مليون ناخب تونسي مما يمثل اكثر من ثلث الجسم الانتخابي بشكل عام بما، يمثل نقطة التقاء لناخبين غاضبيين او منزعجين نسبيا من اداء النخبة التونسية سواء السياسية او الاعلامية والثقافية. وبحثه عن تشكيل نخب جديدة وطبقة سياسية مغاييرة للموجودة حاليا.