نبيل القروي، ألفة تراس، حركة النهضة : اللجوء للوبيات الأمريكية لتحقيق الأهداف ... الرئاسة ، الوجاهة ، وتلميع الصورة

خلال الساعات الـ 48 الفارطة لم يكن الحديث في تونس إلا عن العقود التي أبرمتها ثلاث قوى سياسية تونسية مع شركات

ضغط «لوبيينغ» تنشط في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكل منها هدفها، الذي كشف عنه العقد المنشور في موقع وزارة العدل الأمريكية.

يوم أمس ثلاثة أسماء اقترن ذكرها بذكر جماعات الضغط في أمريكا، وهي أسماء كل من المترشح للدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي نبيل القروي، والفة تراس وحركة النهضة. هذا الثلاثي الذي وردت أسماؤهم في العقود التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية في موقع مخصص لحرفاء جماعات الضغط ونشاطها.
www.Fara.gov هو الموقع الذي تنشر فيه وزارة العدل كافة العقود التي تبرمها جماعات الضغط -المسجلة لدى السلطات الأمريكية- مع اي حريف أجنبي، سواء أكان ذاتا معنوية او طبيعية. وهذه العقود تتضمن كافة التفاصيل والمعطيات المتعلقة بموضع التعاقد والخدمات المسداة وهوية الحريف وغيرها من التفاصيل.

اول التفاصيل رقم التسجيل الذي يمنح لكل عقد ينشر، وهوية الشركة التي قامت بتسجيل العقد، وهنا نجد ان اسم المترشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية نبيل القروي يرد كحريف لشركة Dickens&Madson canada التي أودعت عقدا رقم تسجيله 6200 نشر يوم الـ26 من سبتمبر 2019 على موقع وزارة العدل المخصص لمثل هذا النشاط.

هذا العقد الاول الذي جمع بين نبيل القروي باعتباره رجل اعمال وسياسي تونسي وفق التقديم المخصص له يتعاقد مع مجموعة الضغط لتساعده على ان يصبح رئيسا للجمهورية التونسية وفق البند الثامن من العقد، ولتحقيق هذا الهدف تقدم له الشركة جملة من الخدمات من بينها تنظيم لقاءات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومع كبار المسؤولين في الإدارة والسلطة التشريعية )أيضا في الكونجرس ومجلس الشيوخ(، على ان تكون هذه اللقاءات قبل الدور الأول من الاستحقاق الرئاسي في 15 من سبتمبر الفارط.

ولا تقتصر الخدمات على هذا الحد بل تتعلق أيضا بتنظيم لقاء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وادارة العلاقات العامة ومع وسائل الإعلام لتحقيق الهدف الأساسي وهو ان يصبح نبيل القروي رئيسا لتونس.

هذا الهدف ومن اجل تحقيقه يقدم المترشح للشركة مبلغ مليون دولار، على دفعتين الأولى بقيمة 250 الف دولار وقع دفعها، والثانية بقيمة 750 الف دولار يتعهد الحريف بسدادها قبل منتصف أكتوبر الحالي. وفق البند السابع من العقد الذي يلزم القانون الأمريكي لسنة 1938 بنشره للعموم بعد اطلاع السلطات الامريكية عليه، من بينها وزارة العدل والخارجية والكونجرس.

عقد ابرم في 19 أوت الفارط من طرف صاحب مؤسسة Dickens & Madson canada ومحمد بودربالة ممثل نبيل القروي وفق ملاحق العقد المنشور، الذي جدد في بنده التاسع على أن جماعة الضغط ستعمل على التأثير في السياسية الأمريكية بما يساعد على أن يصبح نبيل القروي رئيسا لتونس.

إذن القروي - ووفق ملاحق العقد التي وقع نشرها- حدد في طلب الخدمة الذي وجهه لجماعة الضغط كافة مطالبه وتتضمن ان يقع الضغط على الإدارة الأمريكية بشقيها التنفيذي والتشريعي وعلى السلطات الروسية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الغير حكومية وغيرها، بهدف مساعدته لنيل رئاسة تونس.

هدف حدده القروي وأجابت عنه جماعة الضغط بانها تعمل لتحقيقه ومن بين ما ستعمل عليه توفير الدعم المادي لدفعه لمنصب الرئاسة - وفق النقطة الاولى من الملحق- الذي تضمن تفاصيل مالية للاتفاق بين الجهتين وعلى كيفية إدارة جهود الضغط ومن يتحمل نفقاتها. الكشف عن ان المشاورات بين الجانبين امتدت على اشهر قبل ابرام العقد في الـ19 من اوت الفارط، اي ان النقاشات بين الجهتين قد تكون انطلقت قبل شهر افريل الفارط واستمرت بينهما الى حين استكمال كافة البنود والاتفاق على التفاصيل. التي يمكن الاطلاع عليها بزيارة هذا الرابط https://efile.fara.gov/docs/6200-Exhibit-AB-20190930-12.pdf

هذا العقد الذي اثأر الكثير من الجدل لم يكن الوحيد، اذ نشر الموقع المخصص التابع لوزارة العدل عقدين آخرين في تواريخ مختلفة، وقع نشرهما ضمن تقرير الزامية لجماعات الضغط تحدد الجهات التي تتعامل معها كل 6 اشهر، يتعلقان بخدمات طلبتها حركة النهضة من شركة BCW LLC التي تعرف نفسها عبر موقعها بانها شركة مختصة بالعلاقات العامة والتسويق مقرها في واشنطن العاصمة.

هذه الشركة التي نشر عقدها مع حركة النهضة بتسجيل تحت رقم 6227 لدى وزارة العدل الأمريكية طلبت منها الحركة الإشراف على إدارة حملة تسويق وعلاقات مع وسائل الإعلام بهدف تحسين صورتها في الولايات المتحدة الأمريكية لدى الراي العام والأوساط السياسية. وفق ما نص عليه العقد https://efile.fara.gov/docs/6227-Supplemental-Statement-20190821-10.pdf

عقد كشف عنه ضمن التقرير السداسي الذي تتقدم به شركة BCW LLC لوزارة العدل، وقد تضمن التقرير النشاطات التي قامت بها الشركة لصالح حركة النهضة في إطار عقد امتد الى غاية جوان 2019، ويتضمن نشاطات متنوعة ونشر مقالات واخبار عن الحركة في نشريات أمريكية لمساعدتها على تحسن الصورة قبل الانتخابات القادمة.

عقد النهضة الاخير قدرت قيمته بحوالي 112 الف دولار خلال شهر مارس الفارط فقط وقع دفعها على خمسة اقساط قيمة كل قسط 22.5 الف دولار وقع دفعها بين 4 والـ26 من مارس الفارط وفق البيان المالي الملحق بالتقرير. هذا المبلغ لم يكن الوحيد الذي دفعته الحركة لصالح ذات الشركة فقد سبق لها التعامل معها في مناسبات مختلفة.

تعامل كل من حركة النهضة ونبيل القروي مع جماعات الضغطة، التي ينظم قانون الامريكي طريقة عملها ومسؤوليتها ويلزمها بنشر كافة التفاصيل المتعلقة بنشاطها ولصالح من تقدمه، كشفته التقارير السداسية التي تقدمها هذه الوكالات لوزارة العدل الأمريكية، التي تتولى بعد التدقيق في المعطيات الواردة منه نشره للعموم في موقع مخصص للغرض.

هذا الموقع المشار اليه في اول المقال يقع تتبعه من قبل شبكات إعلامية مختصة في تقصي انشطة جماعات الضغط وأبرزها شبكة Al-Monitor Lobbying Tracker التي اعادت نشر روابط التقارير للعموم، وساعدت على كشف ثلاث جهات تونسية تعاملت مع جماعات ضغط امريكية، ومنهم الفة تراس رئيسة جمعية عيش تونسي التي تقدمت بقائمات في الانتخابات التشريعية.

تراس هي الشخصية الثالثة التي وقع ذكر اسمها ضمن التقارير والعقود المنشورة على موقع الوزارة، وهذا رابط التقرير الخاص بها https://efile.fara.gov/docs/6715-Exhibit-AB-20190903-1.pdf ، حيث كشف التقرير ان تراس طالبت بخدمات من شركة «A2A «America to Africa Consulting، وهي مجموعة ضغط تقدم نفسها على انها مختصة بالشأن الإفريقي أساسا وتمارس الضغط على السياسة الأمريكية.

عقد تراس مع هذه الشركة ابرم منذ ماي الفارط وتعلق بالأساس بعقد جملة من اللقاءات لها مع مسؤولين حكوميين في 4 ولايات أمريكية، ولقاءات مع فاعلين في المنظمات غير الحكومية الأمريكية ولقاء برجال اعمال ومبتكرين، لكن هذا الطلب توجهت به تراس وفق بنود العقد وقبلت مجموعة الضغط بتحقيقه وهو تسهيل مشاركتها في قمة الزعماء الافارقة بصفتها ممثلة لمجتمع مدني.

هذه ألقاءات قامت الشركة بتنظيمها لصالح تراس في الفترة الممتدة بين 2 و8 جوان، حيث التقت تراس بعدد من الشخصيات والمسؤولين الأمريكيين في كل من ولاية نيويورك وفلاديلفيا وكالفورنا ولوس انجلوس واخيرا في واشنطن العاصمة.

لقاءات مع مسؤوليين افارقة وامركيين عقدتها الفة تراس التي عرفت بنفسها لدى طلبها الخدمة بأنها سيدة اعمال ومؤسسة لمنظمة خيرية تنشط في تونس منذ 2011، خلال الاشهر الاربعة الفارطة وكلفتها 88.389 الف دولار كادءات للشركة اضافة الى 28.389 كنفقات دون احتساب تكاليف سفر تراس واقامتها.

هذه العقود الثلاثة المتعلقة بنشاطين في الشان السياسي في تونس، ليست الوحيدة التي كشفتها وزارة العدل الامريكية في موقعها الذي تضمن نشرا لنسخ العقود والتقارير المتحقق من صحة معطياتها ودقتها. اذ تنشر الوزارة بشكل دوري تقارير جماعات الضغط على موقعها المؤمن من اية اختراقات خارجية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115