كتابة هذه الأسطر- في موقفها حول مرشحها للرئاسية بسبب تباين الآراء، فهناك شق -يمثله رئيس الحركة راشد الغنوشي- يدافع بشدة عن قرار المكتب التنفيذي بدعم شخصية من خارج الحركة وشق آخر يمثل الأغلبية ويدفع نحو الترشيح من الداخل والاسم المطروح بشدة هو عبد الفتاح مورو، مما عسر على الحركة التوصل إلى مرشح توافقي ليتم تأجيل الحسم إلى اليوم الثلاثاء 6 أوت الجاري خلال انعقاد دورة استثنائية أخرى لمجلس الشورى، علما وأنه تمّ الإبقاء على اجتماع مجلسها المنعقد يوم السبت الفارط في حالة انعقاد.
لم تحسم الحركة بعد في مسألة إن كانت سترشح من الداخل أو من الخارج ولم تنطلق في مناقشة الأسماء وما حصل في الدورة الاستثنائية الـ30 لمجلس الشورى محاولة لتقدير الموقف وترجيح الرأي الأسلم وقد كانت النقاشات ثرية إذ تجاوز عدد المداخلات 70 مداخلة، وفق ما أكده عضو مجلس الشورى سامي الطريقي لـ«المغرب» الذي أشار أيضا إلى أن رئيس الحركة يقوم ببعض الاتصالات مع بعض الأطراف على غرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومصطفى بن جعفر وأيضا اتصالات مع بعض المنظمات الوطنية وغيرها لتقدير الاسم الراجح في الساحة السياسية والذي ستكون له أوفر حظوظ وتوافق حوله لضمان الفوز.
الغنوشي يدافع عن موقف المكتب التنفيذي
المكتب التنفيذي لحركة النهضة عرض توصيات المكتب السياسي على مجلس الشورى بالترشيح من خارج الحركة لتنطلق بعدها النقاشات والتي ذهبت في الاتجاهين، خيار الترشيح من الخارج وليس هناك وضوح في الرؤية على مستوى الشخصية المرشحة لكن يبدو أن الاسم المتداول هو يوسف الشاهد وبنسبة أقل مصطفى بن جعفر أما عبد الكريم الزبيدي فلم يتم استبعاد اسمه لكن عددا قليلا من الأعضاء يدفعون نحو دعمه، حسب تصريح سامي الطريقي الذي نفى وجود اتصالات بين الحركة وبين عبد الكريم الزبيدي، وفيما يتعلق بخيار الترشيح من الداخل أكثر الأسماء التي تمّ تداولها عبد الفتاح مورو وقد كان التصويت على الخيارين متقاربا جدا بفارق صوت واحد وقد أثيرت في هذا الاتجاه نقطة قانونية على أساس أن المترشح لا بدّ أن يتحصل على ّأغلبية الأعضاء أي على 50 صوت زائد 1 وعدم الحصول على هذه الأصوات يبقى التصويت في الترجيح وباعتبار أن هذه المسألة سياسية لا يمكن أن يتم الحسم فيها بفارق ضئيل.
عدم معارضة ترشيح الغنوشي
المداخلات في الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى تمحورت حول يوسف الشاهد وعبد الفتاح مورو ومصطفى بن جعفر ولكن ما يمكن تأكيده أن خيار الترشيح من الخارج لم يبين بدقة اسم المرشح بل وقع تقديم الأسماء المتداولة في الساحة السياسية، وفق الطريقي، ليشدد على أن رئيس الحركة يدافع عن موقف المكتب التنفيذي بالترشيح من الخارج ولم يبين إن كان سيترشح أم لا للرئاسية وفي نفس الوقت لم يعارض ترشيح عبد الفتاح مورو، قائلا «الأصل في الأشياء أن المرشح الطبيعي للحركة هو رئيسها لكن الغنوشي لم يدافع عن هذا الخيار وما يفهم منه ضمنيا أنه لم يترشح ولكن يبقى احتمال ترشحه وارد في حال تمّ التصويت على خيار الترشيح من الداخل وإذا صرف النظر فإنه يقترح اسما والحسم يمكن أن يكون اليوم».
كل الاحتمالات واردة
وأضاف محدثنا أن الحسم في مرشح الحركة اليوم ليس أمرا مؤكدا باعتبار أن الحركة أكدت سابقا أنها ستحسم المسألة يوم السبت المنقضي لكن لم يتم ذلك وتبقى جميع الاحتمالات واردة حسب تطورات الأحداث وكذلك النقاشات، وتابع قائلا «إن قاعدة النهضة ترى أنه إذا وصل النقاش إلى ما لا نهاية له ولم يتم التوصل إلى حلّ يطمئن إليه الجميع فإنه يؤجل إلى حين الوصول إلى رأي يحظى بالإجماع أو أكثر ما يمكن من التوافق داخل الحركة». كما أوضح أن الأغلبية التي دافعت عن الترشيح من الخارج لم تطرح أسماء. ويشار إلى أن رئيس مجلس شورى حركة النّهضة عبد الكريم الهاروني أكد أمس في تصريح له لراديو «ديوان أف أم» أن مجلس الشورى لم يناقش في دورته الاستثنائية الثلاثين ترشيح أسماء بعينها للانتخابات الرئاسية، مشددا على أنّه تمّ التصويت على خيارين إمّا تقديم مرشح من داخل النهضة أو دعم مرشح توافقي من خارجها. وبين أن الحركة لا تبحث فقط عن رئيس للدولة وإنما عن حكم أساسه المشاركة الفعالة للحركة مع شركائها، فهي لن تعيد الخطأ الذي ارتكبه النداء من خلال تفرده ب 3 رئاسات في الانتخابات الماضية.