بين شارل ديغول والقرجاني وعرباطة: أكثر من عملية إرهابية في يوم واحد

أذنت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بفتح بحثين تحقيقين منفصلين في العمليتين الإرهابيتين

اللّتين استهدفتا صباح أمس الخميس أعوان شرطة بلدية نهج شارل ديغول بالعاصمة و الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني.

انطلقت صباح أمس سلسلة من العمليات الإرهابية التي انطلقت منذ فجر الخميس الموافق لـ27 جوان الجاري بمنطقة عرباط من ولاية قفصة لتأتي بعدها عملية أخرى ففي حدود الساعة 10.50 صباحا أقدم شخص على تفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية بنهج «شارل ديغول» بالعاصمة ليتولى عنصر إرهابي آخر وفي حدود الساعة 11.00 تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني.

ولكن تبين انّ العملية التي جدّت فجر أمس الخميس بجبل عرباطة من ولاية قفصة لم تستهدف الوحدات العسكرية المتواجدة بالمكان، ولكنها كانت بمثابة «التجربة» وفق ما اكّده وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقفصة محمد الخليفي لـ»المغرب».

«لاوجود لأي هجوم مسلح بقفصة»
اكد وكيل الجمهورية محمد الخليفي انّ العملية التي جدت بمنطقة عرباطة بقفصة تمثلت، في إقدام عناصر إرهابية متحصنة بجبال عرباطة، منذ مدة زمنية، على إطلاق الرصاص في الهواء قرب محطة الإرسال وذلك في محاولة منهم لمعرفة ووجود جنود بذلك المكان ام لا ولاختبار مدى استعداد الوحدات العسكرية وجاهزيتها للرد على حد تعبيره.

وأكد الخليفي ان العناصر الإرهابية المذكورة كانت متحصنة بجبل الشعانبي ثم تنقلت الى جبل عرباطة بقفصة.
وافاد محدّثنا المجموعة المذكورة قد قامت بنفس «السيناريو»، الذي تعودت على القيام به في اكثر من مرة، حيث اقتربت بمسافة بين 600 و700 متر عن محطة الإرسال واطلقت النار. وقد تدخلت وحدات الجيش الوطني مباشرة وقامت بقصف مواقع العناصر الإرهابية، الا انه لم يتم تسجيل إصابة أي إرهابي.
وشدد مصدرنا على وجود عدد من العناصر الإرهابية المتحصنة بجبل عرباطة، مشيرا الى أن الوحدات العسكرية تقوم بصفة دورية تقريبا بقصف مواقع العناصر الإرهابية المذكورة. علما وان هذه العناصر قد قامت في مارس الفارط بذبح مواطن تونس بجبل عرباطة، وقد نشر تنظيم داعش الإرهابي انذاك صورا توثق عملية الاعدام من قبل عناصر تابعة لكتيبة جند الخلافة.

وكانت وزارة الدفاع قد أكدت في بلاغ لها ان محطة الإرسال بجبل عرباطة بقفصة المؤمنة من قبل التشكيلات العسكرية قد تعرضت في حدود الساعة الثالثة و30 دقيقة من صباح امس الخميس الى الرمي من قبل مجموعة إرهابية دون تسجيل اية أضرار بشرية او مادية .
وأكدت أن التشكيلة العسكرية المتواجدة بالمكان تدخلت في الحين برد الفعل فوريا مما اجبر هذه المجموعة على الفرار بعمق الجبل كما لا تزال العملية العسكرية والأمنية متواصلة لتقفي أثار هذه المجموعة.

القطب القضائي لمكافحة الإرهاب يتعهد
من جهته فقد اكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي، انه النيابة العمومية قد أذنت منذ صباح أمس الخميس الموافق لـ27 جوان الجاري بفتح بحثين تحقيقين في كل من العملية الإرهابية التي نفذها عنصر انتحاري ، بحزام ناسف، استهدف من خلالها اعوان شرطة بلدية وقد اسفرت عملية الحال عن استشهاد احد الاعوان. ووفق السليطي فانه الابحاث ما تزال جارية للتعرف على منفذ عملية الحال.

امّا المحضر الثاني فقد تعلّق بالعملية الارهابية التي استهدفت الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني، وأسفرت عن اصابة عدد من اعوان اصابات متفاوتة.

واكد السليطي في تصريح لـ»المغرب» بان النيابة العمومية قد قامت بمعاينة مسرحي الجريمة، وعهدت للفرقة المختصة بالقرجاني بمباشرة الابحاث في الواقعتين.

كما قامت كذلك بمعاينة المصابين بمستشفى الشارنيكول، مؤكدا انّ احد المصابين قد غادر المستشفى بحالة جيدا فيما وصف الحالة الصحية للبقية بالمستقر، ما عدى احد الأمنيين من بين المصابين بالقرجاني، الذي وصفت حالته بالحرجة.

حول إخلاء المحكمة الابتدائية بتونس
اكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب المساعد الأول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي أنه ما روّج من اخبار مفادها إخلاء مقر المحكمة الابتدائية بتونس من كافة المحامين والمتقاضين لا أساس له من الصحة، وشدد على أن سير الجلسات كان عاديا ولم يتم رفعها.
وأفاد بانّه ونظرا للظروف الحالية التي تمر بها البلاد قد تمّ اتخاذ جملة من التدابير الاحترازية والإجراءات الأمنية لا غير.

في المقابل فقد اكد عدد من المحامين انّه قد تمّ اجلاء كل الموجودين بقصر العدالة من محامون وموقوفون ومواطنون وقد تم رفع الجلسات.

تدابير أمنية للمؤسسات السجنية
أكد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح سفيان مزغيش ان الوضع الأمني الراهن بجميع الوحدات السجنيّة والإصلاحية مستقر، باستثناء انه قد تم اتخاذ تدابير أمنية وإجراءات ذات صبغة احترازية بمختلف السجون ومراكز الإصلاح للأطفال الجانحين الراجعين بالنظر بإقليم تونس كسجن المرناقية وبرج العامري وسجن النساء بمنوبة ومركز الاصلاح بالمروج وذلك بمنع الزيارات. أما بقيّة السجون فهي تعمل في ظروف عادية جدّا.

ونفى مزغيش في تصريح لـ»المغرب» نفيا قطعيا ما تم تداوله من أنه قد تم إخلاء سجن المرناقية من المساجين ، مؤكدا ان السجن المذكور يعمل بصفة عادية باستثناء بعض التدابير الأمنية التي هي في الأصل خارج السجن وذلك في إطار التماشي مع الوضع الأمني الحالي.

كما أكد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح انه لم يتم تلقي أية تهديدات رسميا حاليا للسجن المذكور ويقوم بكافة وظائفه ولا يوجد اي مبرر للإخلاء او لغيره. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115