نظمته على مدى ثلاثة أيام وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة والوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي.
من المنتظر أن يتم الإعلان عن جملة من التوصيات باسم منتدى تونس، بهدف الارتقاء بالعمل الدولي والإقليمي في مجال تكريس الحقوق الإنسانيّة والعمل على تحقيق المساواة الفعليّة بين المرأة والرجل على مستوى العقليّات والممارسة وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية . وتأتي النسخة الثانية من هذا المنتدى ـ بعد احتضان ستوكهولم نسخته الأولى سنة 2018 ـ قبل سنة واحدة من حلول الذكرى الخامسة والعشرين لاعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين الصادر عن المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في سنة 1995.
واهتمت اشغال المنتدى الذي أشرف على افتتاحه رئيس الحكومة يوسف الشاهد بأربعة محاور أساسية، وهي: من بيجين إلى بيجين +25، والمساواة بين الجنسين في تحوّل الحكم المحلي، والنساء والأمن والسلام، والابتكار والتكنولوجيا والتمكين الاقتصادي. وبحضور أكثر من 400 شخصية من مختلف أنحاء العالم ركز منتدى تونس ـ الذي يتزامن مع الذكرى العشرين لصدور قرار مجلس الأمن 1325 حول "المرأة والأمن والسلام " على أولويات العمل العاجل لضمان تنفيذ منهاج عمل بيجين من خلال جملة من التوصيات التي سيتم تقديمها في قمة متابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر 2019، فضلا عن دور تعزيز المساواة بين الجنسين في إعادة البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
ودعت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة نزيهة العبيدي المجتمع الدولي إلى تكثيف التحرّك المشترك لمعالجة المشكلات ذات الأولوية التي لا تزال تعترض مسيرة النهوض بأوضاع المرأة، مشيرة الى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل تكريس الحقوق الإنسانيّة للمرأة والعمل على تحقيق المساواة الفعليّة بين النساء والرجال..
وانتظمت خلال أيام المنتدى أكثر من 35 تظاهرة جانبية بمدينة الثقافة بين ورشات تفكير وندوات وموائد مستديرة، فسحت المجال للنقاش وتبادل التجارب بين الأطراف الفاعلة وممثلي الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام والمنظمات الإقليمية والدولية من أجل توحيد الجهود وتحويل الالتزامات إلى إجراءات ملموسة فيما يتعلق بتكريس المساواة بين الجنسين.
في إطار تبادل الخبرات ومناقشة التحديات بشأن المشاركة السياسية للمرأة في علاقة بالقضايا السياسية والاجتماعية الاقتصادية في المجتمعات، نظم برنامج "ترسيخ المساواة بين النساء والرجال" يوم أمس الخميس 25 افريل2019 ملتقى يضم النساء المنتخبات من تونس وأوروبا، وذلك بعد انعقاد ندوة مساء الأربعاء حول "مجلس النظراء للمساواة وتكافؤ الفرص: خطوة إلى الأمام" على ان تختتم تظاهراتها اليوم الجمعة بندوة حول "دور وسائل الإعلام في تعزيز المساواة بين المرأة والرجل"
ويذكر أن تونس قطعت اشواطا هامة في مجال المساواة بين الجنسين من خلال الجهود الوطنية المبذولة في المجالين التشريعي والمؤسساتي والتي اثمرت بالخصوص إحداث مجلس النظراء للمساواة وتكافؤ الفرص، ووضع خطة وطنية لإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في عملية التخطيط التنموي، وخطة عمل وطنية لتنفيذ القرار 1325 حول المرأة السلم والأمن، إلى جانب إحداث برنامج لدفع المبادرة الاقتصادية النسائية "رائدة".
وبفضل المصادقة على القانون الأساسي لمناهضة العنف ضد المرأة سنة 2017، حلت تونس ضمن 19 دولة على مستوى العالم التي أصدرت قانونا شاملا في الغرض والأولى عربيّا وإفريقيّا. وسياسيا، سجلت مشاركة المرأة في السلطة التشريعية اثر انتخابات 2014 تطورا ملحوظا، إذ يبلغ عدد النساء عضوات مجلس نواب الشعب 73 من بين 217 عضوا بنسبة تفوق الــ33 %، فيما أسفرت الانتخابات البلدية الأخيرة عن اختيار68 رئيسة بلدية بعد اعتماد مبدأ التناصف.