في مؤتمر نداء تونس: رئيس الجمهورية يطالب برفع التجميد عن الشاهد ولـم الشمل∙∙∙

• ليس من مصلحة النهضة رفض مشروع قانون المساواة في الإرث
وأخيرا بعد تأجيلات عديدة وصعوبات وعراقيل واستقالات، افتتحت يوم أمس أشغال مؤتمر حركة نداء تونس

بالقاعة المغطاة محمد المزالي بالمنستير وسط حضور عدد كبير من أنصار النداء وشخصيات وطنية وعدد من السفراء وممثلين عن منظمة الأعراف يتقدمهم رئيسها سمير ماجول، اليوم الأول للمؤتمر حمل العديد من المفاجآت دون نسيان سوء التنظيم والتنسيق، هتافات عديدة ملات ارجاء القاعة خاصة مع قدوم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي استهل كلمته بالترحم على الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة باعتبار أن المؤتمر يتزامن مع ذكرى رحيله، كلمة رئيس الدولة حملت عديد الرسائل والمطالب حتى أن أغلبية الحاضرين قد فوجؤا وخاصة بطلبه من الحركة رفع قرار التجميد عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد وإعادته للنداء، علما وأن حسب ما يدور في الكواليس فقد جرى منذ أيام لقاء بين الشاهد وحافظ قائد السبسي، كما يتداول أيضا أن هناك انشقاقا صلب حركة تحيا تونس، شق تابع لسليم العزابي وآخر تابع للشاهد وهو ما خلق توترا صلبها∙

وسط هتافات الحاضرين والمؤتمرين والنواب، على غرار « الشعب يريد السبسي من جديد»، أعلن رئيس الجمهورية أنه لا يرغب في الترشّح للانتخابات القادمة رغم انّ الدستور يمكّنه من عهدة انتخابية ثانية، مستدركا « كل شي في وقته والدستور التونسي ضبط الآجال التي يقع فيها التصريح بالترشح لكن تونس تستحق التغيير وهي تزخر بالرجال الأكفاء رغم أنهم ليسوا في مواقع المسؤولية حاليا كما انه لا بد من فسح المجال للشباب» . وبين أن المشهد السياسي لا يشمل فقط حركة نداء تونس فقط بل هناك حساسيات أخرى على غرار حركة النهضة والجبهة الشعبية وعدّة حركات وسطية أخرى كنداء تونس وغيره بالنظر إلى أنّ تونس تضمّ 216 حزبا سياسيا.

رئيس الدولة يذكّر
رئيس الدولة أكد في كلمته أن تكوين نداء تونس كان على قواعد مدروسة وهو يشمل 4 روافد، الدستوري والنقابي واليساري والمستقلين، فهو يملك رصيدا وطنيا وسياسيا واجتماعيا يجعل الآمال معقودة على هذا المؤتمر وما بعده بالنظر إلى الدور الموكول إلى الندائيين للدفاع عن القوى الوسطية ولم شملها « لمواجهة التيارات التي لابّد من مواجهتها »، وكالعادة لم يغفل الباجي قائد السبسي بأن يذكر بعدد المشاركين في المؤتمر التأسيسي للنداء وتوجه الحركة في مرحلة أولى إلى تسميتها تحيا تونس لكن فيما بعد تم الاتفاق على تسمية نداء تونس، كما ذكر أيضا بالتهديدات بالقتل التي تعرض لها خلال فترة حكم « الترويكا » من قبل المستشار السياسي لوزير الشؤون الدينية آنذاك، بعد إعلان تأسيس حركة نداء تونس في شهر مارس 2012، مبينا أنّ ما جد من تهديدات وما رافقها من تهليل وتكبير( الموت للسبسي، الموت للسبسي، الموت لجماعة بورقيبة) أكد له أنّ من مصلحة تونس انشاء حركة نداء تونس والدفاع عن القوى الوسطية.

توريث الحكم
وانتقد الرئيس المؤسس للنداء تطرق البعض إلى مسألة توريث الحكم في إشارة إلى ابنه حافظ قايد السبسي، مذكرا بأنّ تونس دولة ديمقراطية، منتقدا أيضا عمليات سبر الاراء، مذكرا بنتائج انتخابات 2014 وحصول نداء تونس على المركز الاول بـ86 مقعد مقابل 69 للنهضة التي حافظت على استقرارها وفي المقابل تقهقر النداء لأنه بات مستهدفا من الجميع، كما انتقد السياحة البرلمانية والأحزاب التي تكونت بعد انشقاق قياداتها من النداء، ولكن حسب تعبير قائد السبسي فإن الباب مفتوح للجميع شريطة توضيح موقفه، أي ليس كما يقول المثل، «ساق هنا ولخرى غادي».

ما تبقى من النداء كاف
بالنسبة لرئيس الجمهورية فإن ما تبقى من نداء تونس كاف لإرجاعه إلى دوره الحقيقي، معتبرا أنّ للندائيين مسؤولية وطنية لإخراج تونس من الوضع الراهن، شريطة وضع اليد في اليد ولم شمل الجميع دون اقصاء، متوجها بمطلب للمؤتمرين لرفع تجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد واعادته للحزب قائلا « ذلك طلبي الوحيد منكم بالرغم من أن الشاهد حر في خياراته فالنداء يبقى الأصل». ليشدد على أن البلاد مريضة بالفعل ولا بد من السعي لاخراجها من الوضع الذي تعاني منه بجميع الوسائل عبر الحرص أولا على تجميع العائلة الوسطية مهما كانت الحساسيات والحسابات، فمصلحة تونس فوق كل الاعتبارات.

تضافر الجهود
ولفت إلى أهمية ان تفرز الانتخابات القادمة قيادات قادرة على إخراج تونس من الأزمة التي تعيشها، مشيرا من جهة أخرى الى نجاح تونس في تنظيم مؤتمر القمة العربية، قائلا إنّها « أحسن قمة عربية وقع تنظيمها باعتراف الأمين العام لجامعة الدول العربية »، مبينا أن ذلك كان بفضل تضافر جهود كل التونسيين التي مكنت تونس من البروز إلى العالم في صورة مشرفة وذلك بفضل المجهودات التي قمت بها وكذلك الحكومة وهي مشكورة على ذلك ولا محالة فإن الدور الذي لعبته كان أكبر».

المبادرة لا علاقة لها بالدين
بالتأكيد ولا مجال يدعو للشك، فإن من غير المعقول الحديث عن النهضة دون التطرق الى موقفها الرافض لمبادرته حول المساواة في الميراث بين الجنسين الذي مازال يقبع في مجلس نواب الشعب، حيث وصف مبادرته بالاصلاح الجوهري العظيم مجددا الدفاع عن دستوريتها وعدم تناقضها مع القرآن، مبرزا ان من سوء الحظ ان الحركة المتحكمة في الأغلبية البرلمانية أي حركة النهضة ترفض مشروع قانون المساواة مؤكدا ان الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة مات وفي قلبه حسرة على عدم التنصيص عليها ولكن النهضة ليس من مصلحتها الرفض لأن المسألة لا علاقة لها بالدين أصلا، فالدولة مدنية وقوامها ارادة الشعب والمواطنة وعلوية القانون∙

دراسة مطلب رئيس الجمهورية
من جانبه، أكد حافظ قايد السبسي أن ‹›نداء تونس ليس شركة أو ‹›تركة››، بل هو حزب سياسي قائم على المشاركة في اتخاذ القرارات بين مختلف الهياكل المركزية والجهوية والمحلية، والنجاح في تنظيم المؤتمر رغم الصعوبات خير دليل على ذلك، مضيفا بخصوص طلب رفع التجميد عن يوسف الشاهد أنه تفاجأ من هذا الطلب لكن سيتم دراسته خلال المؤتمر والخروج بقرار مناسب، فالمؤتمر هو سيد نفسه، وبين أن الانتخابات ليست الغاية بل الغاية فيما بعد الانتخابات وإذا ستدخل الحركة مشتتة في الانتخابات فالأمور لن تسير كما يجب وهنا أطراف أخرى هي التي ستربح ولهذا السبب لا بد من الوعي لاسيما بعد طلب رئيس الجمهورية من كل القوى الوسطية أن تتوحد لخوض الانتخابات∙

لجنة مركزية وديوان سياسي
من جهته، أكد مراد دلش لـالمغرب أنه سيتم تنقيح القانون الأساسي للحركة بتكوين لجنة مركزية تضم 217 عضوا ممثلين حسب التمثيلية في مجلس نواب الشعب وديوان سياسي من 32 عضو بالانتخاب، وهناك جهات اعدت قائمات توافق وأرادوا المشاركة بقائمة توافقية وهناك جهات تشارك بأكثر من قائمة، وسيتم التصويت على جميع القائمات، وبالنسبة لرئاسة الحزب والامانة العامة، فإن عديد المسؤوليات سيتم توزيعها صلب اللجنة المركزية وكذلك الديوان السياسي∙ ويشار الى أنه في اليوم الأول تم انتخاب رئيس المؤتمر واللجان∙

من جانبها أكدت رئيسة لجنة اعداد المؤتمر سميرة بالقاضي أن الجميع يترقب مآل أشغال المؤتمر الانتخابي لحركة نداء تونس في ظل الأزمة الداخلية التي يشهدها، مشيرة في المقابل إلى أنه سيتمّ إفراز قيادة قادرة على أن تكون في مستوى الانتظارات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115