رفض أن يكون حافظ قائد السبسي في الواجهة.. تهديد بالمقاطعة.. قضية استعجالية لإيقاف أشغاله.. مؤتمر نداء تونس للإصلاح وتجاوز الصراعات أم لتعميق الأزمات ؟

قبل انعقاد اجتماع أمس بين الهيئة السياسية لحركة نداء تونس ولجنة تنظيم المؤتمر المقرر تنظيمه يوم 6 أفريل الجاري هدد عدد

من أعضاء الهيئة بعدم المشاركة في أشغال المؤتمر بسبب محاولة سيطرة حافظ قائد السبسي على القيادة، وقد صرح النائب عن الكتلة البرلمانية للنداء محمد رمزي خميس لـ«المغرب» أن الإشكال يكمن في آليات وطرق وكيفية تنظيم المؤتمر بين عدد من أعضاء الهيئة ومجموعة أخرى وهم بالأساس عبد الرؤوف الخماسي وحافظ قائد السبسي وناجي جلول ووفاء مخلوف وقاسم مخلوف والحديث عن تكوين قائمة موحدة توافقية وهو ما رفضته هذه المجموعة ودعت إلى تنظيم المؤتمر بطرق انتخابية وشفافية وترك المجال لمن يريد الترشح وضمان بالتالي مؤتمر انتخابي ديمقراطي.

ناجي جلول أكد بدوره لـ«المغرب» أن الإشكال «بسيط» وأن الاختلافات حول آليات المؤتمر، مشددا على أن المؤتمر سيعقد في موعده وسوف يقبل ما ستقرره الأغلبية مهما كانت الطريقة، علما وأن الناطقة الرسمية باسم الحركة أنس الحطاب كانت قد أكدت في تصريح لجوهرة أف أم أن الأمل الأخير لتجاوز الأزمة الداخلية في النداء هو انعقاد مؤتمر انتخابي ورفض أي شكل من أشكال التعيينات أو الوصاية في المؤتمر، مشيرة إلى أنه تمّ توجيه لائحة لفرض الصندوق وفي صورة عدم الالتزام بتنفيذ مؤتمر انتخابي فسيتم مقاطعة أشغال المؤتمر يوم 6 أفريل من قبل عديد الجهات يتجاوز عددها 19 جهة.

الإصلاح يقتضي إعادة النظر في التشكيلة القيادية
أنس الحطاب وسفيان طوبال وعبد العزيز القطي ورمزي خميس وخنساء بن حراث والطيب المدني ومجموعة كبيرة من أعضاء الهيئة السياسية يرفضون أن يكون حافظ قائد السبسي في واجهة الحزب، فهذا أمر مرفوض أيضا من عديد الجهات ولا يمكن الحكم على ما سيفرزه الصندوق لكن هذا رأي الأغلبية، وفق أنس الحطاب التي دعت كلا من وفاء مخلوف وناجي جلول للانضمام إليهم في هذا التمشي. وبينت أنه ليس لها مشكل مع الشخص بل إن إصلاح الحزب يقتضي إعادة النظر في التشكيلة القيادية وفي سياسات الحزب وسيتم القبول بنتائج الانتخابات لكن شريطة أن تكون شفافة ونزيهة. هذا وأفادت أن باب الترشح على مستوى القيادة في المكتب الوطني والهيئة السياسية قد فتح وهو مفتوح للجميع ومرحب بكل من يريد الإصلاح داخل الحركة طالما مازال الأمر ممكنا، داعية حافظ قائد السبسي إلى اجتماع الهيئة السياسية وتحديد شروط الترشح والتي يجب أن تتماشى مع خارطة الطريق التي تمّ الإمضاء عليها من قبل الرئيس السابق للجنة إعداد المؤتمر رضا شرف الدين وحافظ قائد السبسي.

رفض تمشي التعيينات
طريق الذهاب إلى المؤتمر محدد من قبل اللجنة وأي تغيير في الخارطة المتفق عليها في خطوطها الكبرى، سيجعل مجموعة كبيرة من الندائيين يوم المؤتمر تتجه إلى مقاطعة أشغاله خاصة إن لم يتم بطريقة شفافة، حسب أنس الحطاب، لتضيف أنه اليوم بعد 7 سنوات من الأزمات الداخلية لا مجال لإتباع تمشي التعيين، فهذا المقترح قد طرح خلال الاجتماع الأخير مع المنسقين الجهويين في المنستير، وبينت أن ناجي جلول قد رفض إمضاء لائحة تنظيم مؤتمر انتخابي بعيدا عن منطق التعيينات وقد دعته رفقة وفاء مخلوف وقاسم مخلوف إلى الانخراط في مسار الإصلاح، وآليات الإصلاح من الداخل يجب أن تكون مضمونة مع عدم إعادة مسرحية الانفراد بالرأي.
مشاكل مؤتمر نداء تونس لا تنتهي فبعد استقالة رضا شرف الدين من رئاسة اللجنة ومن الحزب والبرلمان وانسحاب عدد من أعضائها، ثمّ القضية الاستعجالية التي تقدم بها عدد من أعضاء المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس لدى المحكمة الابتدائية بتونس لإيقاف أشغال مؤتمر الحزب يوم 26 مارس المنقضي لأن حسب تعبيرهم هذا المؤتمر انقلابي وغير قانوني، ويشار إلى أن القضية سينظر فيها اليوم الأربعاء 3 أفريل الجاري، تأتي مجموعة من القيادات محسوبة على شق حافظ قائد السبسي لتهدد بمقاطعة أشغال المؤتمر إن لم يتم الالتزام بخارطة الطريق التي تمّ إعدادها من قبل لجنة المؤتمر وتمّ المصادقة عليها من طرف الهيئة السياسية، مجموعة ترفض أن يتم اعتماد آلية التعيينات وتطالب فقط باعتماد آلية الصندوق أي بمؤتمر انتخابي.

1400 مؤتمر
اختتمت المؤتمرات المحلية للنداء أول أمس وقد تجاوز عدد المؤتمرين 1400 مؤتمر ، وسيتم خلال المؤتمر انتخاب رئيس الحزب ثمّ انتخاب مكتب وطني يضم 217 عضوا، باعتماد آلية تمثيل الجهات في مجلس نواب الشعب، وهذا المكتب سينتخب هيئة سياسية من 32 شخصا، إضافة إلى مجلس وطني يضم نواب الحزب والمكتب الوطني وممثلي الشباب والمرأة في التنسيقيات الجهوية، وفي آخر مرحلة سيتم انتخاب الأمين العام للحركة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115