استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة : أحزاب تنجح في عقد مؤتمراتها وأخرى تسارع الخطى وقضية استعجالية لإيقاف أشغال مؤتمر النداء

منذ منتصف شهر مارس الجاري، انطلقت مؤتمرات الأحزاب السياسية وكلما كان النسق يتسارع كلما اقترب الجميع من

موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019، فأحزاب كحركة نداء تونس وتحيا تونس والمسار والتيار الديمقراطي ..، باتت اليوم في اللمسات الأخيرة لتنظيم مؤتمراتها وجلّها ستكون في أفريل القادم، في المقابل نجحت أحزاب أخرى في عقد مؤتمراتها وإعادة ترتيب بيتها الداخلي استعدادا للمعركة الانتخابية المقبلة التي يراهن عليها الجميع لضمان تموقعهم في المشهد السياسي القادم على غرار الحزب المشكل حديثا حركة تونس إلى الأمام وحزب المبادرة الذي عقد مؤتمره في شهر فيفري الفارط.

لئن يفصلنا عن تاريخ الانتخابات التشريعية أكثر من 6 أشهر إلا أن السباق الانتخابي بين مختلف الفاعلين السياسيين من أحزاب ومنظمات ومكونات مجتمع مدني انطلق منذ فترة والكل يؤكد أن الانتخابات القادمة تعنيه، وبات الهاجس الانتخابي من أبرز أولوياتهم ولكنهم يدكون جيدا أن عليهم قبل كل شيء ترتيب بيتهم الداخلي للوصول إلى طموحاتهم في ظلّ كثرة المنافسين في الساحة، وكل طرف يطرح نفسه بديلا لحلّ الأزمة وإنقاذ البلاد.

نداء تونس وتواصل العراقيل
بعد الأزمات والعراقيل التي مازالت متواصلة إلى حدّ اليوم تستعد حركة نداء تونس لعقد مؤتمرها يوم 6 أفريل المقبل تحت شعار الالتزام والإصلاح وقد انطلقت في عقد مؤتمراتها المحلية في انتظار المؤتمرات الجهوية، هذا المؤتمر الذي مثل نقطة جدل كبيرة صلب الحركة أو خارجها وقد حالت الصراعات والانشقاقات التي عاشت على وقعها الحركة دون الالتزام بالموعد المحدد، حيث تمّ تأجيله في مناسبات عديدة، صراعات نتج عنها إعلان رضا شرف الدين رئيس لجنة إعداد المؤتمر استقالته من الحركة ومن البرلمان وكذلك انسحاب عدد من أعضاء اللجنة، صراعات وأزمات متتالية جعلت الحزب يخسر قاعدته الانتخابية ونوابه وقادته وبالتالي المرحلة المقبلة أو الاستحقاق الانتخابي بات أهم هواجسه ولاسيما استرجاع ثقة الناخب.

لكن يبدو أن النداء ما زال يعيش نفس الصراعات، حيث ينتظر أن يقدم اليوم الأربعاء 27 مارس الجاري عدد من أعضاء المكتب التنفيذي السابق قضية استعجالية لدى المحكمة الابتدائية بتونس، لإيقاف أشغال مؤتمر الحزب المقرر عقده يوم 6 أفريل 2019، وفق ما صرح به منذر بالحاج علي، عضو المكتب التنفيذي ورئيس مجموعة «لم الشمل» بنداء تونس، وقد أرجع بالحاج علي أسباب تقديم القضية إلى عدم قانونية المؤتمر بالنظر إلى عدم حلّ المشكل الداخلي لنداء تونس، سياسيا، بل تم خرق قانون الأحزاب في فصليه الأول والثاني وكذلك خرق النظام الأساسي للحزب.

تحيا تونس.. 8 آلاف مترشّح
أما حركة تحيا تونس، فان طموحها الكبير هو الفوز بأكبر مقاعد في الانتخابات التشريعية، هذا الحزب الجديد التابع لرئيس الحكومة يوسف الشاهد انطلق في مراحل تنظيم مؤتمره التأسيسي منذ 2 مارس والبداية كانت بمرحلة توزيع الانخراطات ثم مرحلة تقديم الترشّحات للهياكل الوطنية والجهوية والمحلية والتي انتهت أول أمس وقد تمّ قبول 544 قائمة مترشّحة على المستويين الجهوي و المحلّي، بالإضافة إلى القائمة الوطنية التّوافقية وبذلك يفوق مجموع المترشّحين لتحمّل مسؤولية بهياكل الحركة، الثمانية آلاف مترشّح ليتم فيما بعد التثبت في كل القائمات قبل تزكيتها والمصادقة عليها، على أساس مدى تطابق تركيباتها مع مبادئ وأهداف الحركة. مع العلم أنه سيتم اعتماد الانتخابات في المحليات والجهات التي تعذّر فيها إيجاد التوافق.

المرحلة الموالية لمؤتمر تحيا تونس تنطلق من 13 افريل إلى 21 افريل وهي مرحلة تنظيم العملية الانتخابية على مستوى المحليات باعتماد مكتب انتخابي أو أكثر في كل دائرة بلدية ، ثم المرحلة الأخيرة تنتهي مع نهاية شهر افريل من 22 إلى 28 افريل يتم فيها إجراء انتخابات على القائمات في كل مستوى محلي وجهوي ووطني وذلك على أساس اللوائح التي ستطرحها كل قائمة متنافسة على المستوى الوطني وإعلان نتائج هذا المؤتمر في اجتماع شعبي، علما وأن رئيس القائمة الفائزة سيكون الأمين العام للحركة بعد تزكيته من قبل المجلس الوطني، والهدف هو تأسيس حزب له محليات وهياكل جهوية وأمين عام منتخب قادر على خوض كل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

المسار والتيار يستعدان
من الأحزاب التي تستعد لعقد مؤتمرها نذكر أيضا حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي الذي سيعقد مؤتمره أيام 5 و6 و7 افريل تحت شعار «الوضوح والتجديد» وأكد الحزب في بلاغ صادر عنه أن قراره جاء تبعا لاجتماع مجلسه المركزي المنعقد يومي 9 و10 مارس الجاري، وبعد استعراضه لتقدّم أعمال لجنة إعداد المؤتمر في ما يتعلّق بالجوانب السياسيّة والتنظيميّة والماديّة وتجسيدا لقراراته السابقة المتخّذة في الغرض إضافة إلى حزب التيار الديمقراطي الذي قرر تنظيم مؤتمره أيام 19 و 20 و21 افريل المقبل، وحسب تصريح سابق لأمينه العام غازي الشواشي لـ»المغرب» فإن الحزب يعيش في هذه الفترة حركية كبرى في إطار الاستعداد لمؤتمره وبخصوص الحسم في إعادة ترشحه إلى منصب الأمانة العامة، قال الشواشي انه من الممكن تقديم ترشحه مرة أخرى، في سياق الانتخابات وحول ترشيح القيادي محمد عبو للانتخابات الرئاسية، أكد محدثنا أن ذلك سيقرره المؤتمر وأنه من المنتظر أن يقدم عبو ترشحه لهذا المنصب، مشددا على أن التيار سيقدم مرشحا ومنافسا جديا للانتخابات الرئاسية. أما في ما يتعلق بالتحالفات فان ذلك ترك إلى ما بعد المؤتمر وللمكتب الجديد الذي سيتم انتخابه.

تونس إلى الإمام والمبادرة ينجحان
في الوقت الذي لم تتمكن فيه عدة أحزاب تشكلت منذ سنوات من عقد مؤتمرها إلا أن حزب تونس إلى الأمام المشكل حديثا نجح في عقد مؤتمره أيام 22 و23 و24 مارس الجاري، وقد تمّ انتخاب عبيد البريكي بالتوافق أمينا عاما للحركة وبسمة الخلفاوي نائبا أولا للأمين العام وعبد الرزاق الناصفي نائب مستشار ثان للحركة وعدنان الحاجي لمنصب رئيس اللجنة المركزية وعبد المجيد بلعيد منصب أمين التنظيم. كما تمّ أيضا انتخاب أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء مجلس الأمانة العامة في انتظار عقد اجتماع لتوزيع بقية المهام. ويذكر أن حزب المبادرة كان قد عقد مؤتمره التأسيسي الأول وتم خلاله تثبيت تغير اسم الحزب إلى المبادرة الدستورية الديمقراطية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115