بعد أن مسك بزمام التفاوض مباشرة مع الحكومة: هل ينجح الطبوبي في الخروج باتفاق متكامل في ملفي الوظيفة العمومية والتعليم الثانوي؟

يبدو أن الجميع بات يسابق عقارب الساعة أمام الضغوطات القائمة، بين شبح السنة البيضاء نتيجة احتدام الصراع بين وزارة التربية

والجامعة العامة للتعليم الثانوي التي تواصل تحركاتها التصعيدية بتنفيذ يوم غضب وطني اليوم الأربعاء 6 فيفري الجاري، وبين الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية والقطاع العام يومي 20 و21 فيفري الجاري، ضغوطات أجبرت الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على النزول بثقله وقيادة المفاوضات بنفسه مع عدد من وزراء الحكومة حول ملفي الوظيفة العمومية وكذلك ملف التعليم الثانوي، فالطبوبي يسعى من خلال تمركز المفاوضات في الملفين إلى إنجاحها والخروج باتفاق متكامل يرضي كل الأطراف ويحظى بقبول قواعد المركزية النقابية عند عرضه على الهيئة الإدارية الوطنية، فمسك زمام التفاوض مباشرة مع الحكومة، هو خطوة المركزية لإنهاء الأزمة والوصول إلى اتفاق عبر المرونة في التفاوض ولكن في ذات الوقت يلبي الحدّ الأدنى لمطالب المنظمة الشغيلة.

بالتوازي مع مجلس القطاعات الذي عقده اتحاد الشغل أمس لتقييم المسار التفاوضي مع الحكومة وللاستعداد لإنجاح إضراب 20 و21 فيفري الجاري في الوظيفة العمومية والقطاع العام، تتواصل المشاورات الجانبية التي يقودها الطبوبي مع الحكومة، حيث عقدت أمس جلسة تشاور جمعت الأمين العام للاتحاد بـ5 أعضاء من الحكومة يتقدمهم وزير المالية رضا شلغوم ووزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي ووزير التربية حاتم بن سالم، جلسة امتدت لساعات طويلة في محاولة للخروج باتفاق ينهي به الأزمة لاسيما أزمة التعليم الثانوي وإنقاذ السنة الدراسية من ناحية وإعادة السيطرة من جديد على جامعة التعليم الثانوي وعودة قواعدها إلى الالتزام بقرارات المركزية النقابية.

مشاورات لتحديد الملامح العامة للاتفاق
انسداد مسار التفاوض، دفع المركزية إلى التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، والحكومة واتحاد الشغل يتحملان مسؤوليته لذلك فإن الطرفين يدركان جيدا أن الأزمة لا يمكن تجاوزها إلا بالحوار من أجل الخروج بحلّ وسطي يرضي الجميع ولكن لضمان نجاح المفاوضات اختاروا التكتم على مجريات المسار التفاوضي وخاصة على المقترحات المطروحة على الطاولة، فكلا الطرفين حريص على إنجاح المشاورات الجانبية قبل فوات الأوان مع تجنب كل ما من شأنه أن يشوش عليهما، وفي هذا الصدد أكد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي لـ«المغرب» أن جلسة تشاور عقدت أمس انطلقت من الساعة التاسعة صباحا وتواصلت إلى المساء في مقر رئاسة الحكومة حول الوظيفة العمومية وأزمة التعليم الثانوي جمعت الكاتب العام للحكومة رياض الموخر وشارك في جزء منها كل من وزير المالية والناطق الرسمي باسم الحكومة والأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي وذلك لتقريب وجهات النظر وتحديد الملامح العامة للاتفاق، مشددا على أن المشاورات متواصلة ولم نتوصل بعد إلى اتفاق فقط هناك ملامح أولية للتوصل إلى مخارج الاتفاق في الملفين أي الوظيفة العمومية والتعليم الثانوي.

أجواء ايجابية
هذا ورفض وزير الشؤون الاجتماعية تقديم تفاصيل حول الملامح الأولية لضمان حسن سير المفاوضات، قائلا « لو نجحت هذه المشاورات وتمّ التوصل إلى اتفاق مشترك فسيتم الكشف عنها للرأي العام وفي صورة عدم نجاحها فإن المشاورات ستتواصل إلى حين الوصول إلى هذا الاتفاق، فنحن حاليا مازلنا في طور التشاور من أجل إيجاد قواعد ومخارج نبني عليها اتفاقا جيدا يرضي جميع الأطراف، والأجواء حاليا يمكن وصفها بالايجابية والمسألة تشكل الملفين التعليم الثانوي والوظيفة العمومية».

النقابة تواصل تحركاتها
في الوقت الذي يؤكد طرفا المفاوضات وجود تقدم في المفاوضات والاقتراب ربما من توافق يحلّ الأزمة يتم إحالته فيما بعد إلى هيئة إدارية وطنية لاتخاذ القرار المناسب حوله، اتفاق سيكون بمثابة الورقة الضاغطة للمركزية النقابية على من يخالف قراراتها، نشرت جامعة التعليم الثانوي أمس قائمة الشعارات التي سترفعها اليوم في يوم الغضب الوطني أمام وزارة التربية على غرار «يا وزير 7/11 التهديد ما يخوفناش، يا حكومة اللوبيات شكون حرق التلميذات، يسقط يسقط رأس المال والكرامة للعمال، يا وزير التعليمات شكون حرق المبيتات، المربي لا يهان يا حكومة الارتهان، التعليم موش للبيع يا حكومة التجويع، المنحة الخصوصية حق موش مزية، اتحاد ديما ثابت لا ميليشيا لا روابط، إصلاح تقاعد منحة خصوصية، تلامذة وطلبة وعمال صف واحد في النضال، شادين شادين في اتحاد الشغالين..وغيرها من الشعارات المضادة للحكومة. علما وأن الجامعة نددت في بيان لها برفض بعض الشركات الجهوية للنقل كراء حافلات للفروع الجامعية أو محاولة إلغاء عقود سابقة، وأكدت أنها مستوفاة الشروط وأن القصد من المنع هو تعطيل مشاركة المدرسين في تجمع الغضب الذي سينتظم اليوم.

متابعة المسار التفاوضي
بالعودة إلى مجلس القطاعات، أكد الأمين العام المساعد للاتحاد محمد علي البوغديري لـ«المغرب» أن المجلس خصص لمتابعة المسار التفاوضي والاستعدادات لإضراب الوظيفة العمومية والقطاع العام، مشيرا إلى أن القطاعات أكدت خلال المجلس استعدادها لإنجاح الإضراب وتنظيم تحركات وتجمعات عمالية في مقرات العمل بالتنسيق مع الجهات ومواصلة النضال فيما بعد. وأضاف البوغديري أن مجلس القطاعات ندد أيضا بمحاولات استهداف الاتحاد من قبل بعض الأطراف السياسية المعادية له بالرغم من تفهمه قلق الأولياء وانشغالهم على أبنائهم. كما بين من جهة أخرى أن المفاوضات يقودها الأمين العام للاتحاد في ملفي التعليم الثانوي ومفاوضات الزيادة وسيفصح عنها بعد الانتهاء منها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115